الفن
فيلم أنا لحبيبي..مجموعة كليشيهات صنعت فيلماً أنقذته النهاية
فيلم أنا لحبيبي ..حين تحاول صناعة فيلماً رومانسياً يدخل قلب و عقل الجمهور و يظل محفوراً في ذاكرة المشاهد لسنوات طويلة، فعليك ببذل مجهود خرافي ككاتب لاستحضار فكرة مبتكرة لم تقدمها السينما من قبل، فتلك هي النوعية السينمائية الوحيدة التي لا تقبل التكرار و لن يفيدها الاقتباس من فيلم آخر و على المؤلف أن يجتهد قدر المستطاع للخروج برة الصندوق و العمل على فكرة جديدة تواكب العصر الذي نعيش فيه لتشعر بمصداقية الحكاية و تتعاطف مع قصة الحب.
و جاء فيلم "أنا لحبيبي" بطولة كريم فهمي و ياسمين رئيس عكس ذلك تماماً، حيث يعتبر الفيلم كولاج فني أو مجموعة كيلشيهات محفوظة من أفلام سابقة عربية أو اجنبية تجمعت في فيلم جديد بوجوه و أبطال ليسوا حتى مناسبين للأدوار التي يجسدوها.
فيلم أنا لحبيبي :
ففي ظل الواقع المرير الذي نعيشه و مدى صعوبة الزواج بسبب صعوبة شراء منزل الزوجية و غلاء أسعار الأدوات الكهربائية و السلع الغذائية، كما أن زيادة و ارتفاع نسب الطلاق تسببت في خوف الشباب من الزواج و أصبحوا كارهين للفكرة نفسها و قليلاً الآن ما تجد الفتيات شاباً مقبل على الزواج.
و في الوقت الذي أصبحت الأسر حالياً توافق بسهولة على "العريس الجاهز" كما يقولون حتى و إن كان مستواه الاجتماعي اقل من العروسة، نجد أن والدة البطلة في الفيلم ترفض البطل بسبب مستواه الاجتماعي الضعيف مادياً مقارنة بابنتها، رغم قدرته على توفير مسكن للزوجية و العيش مع ابنتها التي يحبها حياة كريمة، لتكون عائلة الفتاة هي السبب في تفريق العشاقان عن بعضهما، رغم امكانية تغيير سبب الفراق بين الحبيبين بأكثر من طريقة، فيكفي أن تتدخل الظروف العصيبة التي تحيط بالمجتمعات حالياً لتفريق الحبيبين.
فيلم أنا لحبيبي :
مثل تواجد البطل في أوكرانيا التي تشتعل بالحرب الآن لاستكمال دراسته و عدم امكانية عودته للوطن، أو تعرضه لاصابة بالغة، أو تواجده في الصين بسبب عمل وقت جائحة الكورونا ما يصعب لقاء الحبيبين، أو أبسط سبب و هو تغير أو تقلب مشاعر أحد طرفي العلاقة و هذا قد يحدث كثيراً، فأحياناً يحتاج الانسان لوقت كبير كي يفهم مشاعره جيداً و احياناً يفوت الاوان قبل أن نفهم مشاعرنا جيداً و نعطي للأشخاص في حياتنا قيمتهم الحقيقية و ليس من الضرورة أبداً أن يحب الانسان شخص آخر في ظرف يوم و نصف بعد لقاء في القطار كما حدث في الفيلم، فالمشاعر الحقيقية تحتاج لوقت طويل كي تستطيع الظهور، و يوجد ألف سبب و سبب، و لكن لم يجد الكاتب غير تدخل الأم للتفرقة بين ابنتها و حبيبها.
فيلم أنا لحبيبي :
و رغم ذلك إذا تغاضينا عن هذه الفكرة و حاولنا استكمال الفيلم، فلن تجد ما يسر قلبك بأي حال من الاحوال، فالقصة متوقعة جداً و ليس بها أي جديد يُذكر، و لا يوجد أي تغير في شخصيات العاشقان منذ بداية صناعة السينما، فدائماً المحبين اوفياء مخلصون و لا يتحلون بالأنانية و يجدون صعوبة في التفاهم فيما بينهم و لا يفكرون بطريقة مختلفة، حتى ان المشاهد الرومانسية تم تقديمها من قبل في أكثر من فيلم لهذه الفئة سواء عربي أو أجنبي أو تركي، فمشهد الرقص أسفل المطر تكرر في المسلسل التركي "حب أعمى" و كذلك مسلسل "زمهرير" و الفيلم الأمريكي "دفتر ملاحظات" و الفيلم التركي "العشق الأبدي" و الفيلم العربي "أنت عمري" و الفيلم العربي "المراهقات".
فيلم أنا لحبيبي :
ما أنقذ الفيلم قليلاً هو نهايته الحزينة و التي كنت أفضل وضع هذه النهاية لفيلم رومانسي بقصة أفضل و حبكة درامية اقوى، و لكن الشيء الذي اثار استغرابي هو الاشادة بجمال ياسمين رئيس و احساسها الجياش بالدور الذي تلعبه، في الوقت الذي أراها غير مناسبة أبداً للدور، خاصةً مع وجهها المنتفخ اثر عمليات التجميل، و تسريحة شعرها غير اللائقة على وجهها، حيث ظهرت بشعر أشعث غير مرتب في أغلب مشاهد الفيلم، كل هذا افقدها القدرة على التعبير عن الحالة الرومانسية التي تجسدها في الفيلم.