الفن
مسلسل القليل من ضوء النهار..دراما ناجحة تعج بالمشاعر الانسانية
مسلسل القليل من ضوء النهار ..ينتظر الجمهور بفارغ الصبر و بشغف كبير أحداث الحلقة الـ 22 من المسلسل التركي "القليل من ضوء النهار" بطولة سيراي كايا بطلة مسلسل "المحكوم" و بيرك أوكتاي بطل مسلسل "التفاح الممنوع"، حيث شهد الاعلان الخاص بالحلقة تطوراً كبيراً في الأحداث.
و لكن للأسف تأجل عرض الحلقة إلى ما بعد 20 فبراير بسبب الأحداث المؤسفة بزلزال تركيا و سوريا، ما تسبب في حالة حداد و ايقاف عرض كل المسلسلات مراعاة لشعور المتضررين و ذويهم.
مسلسل القليل من ضوء النهار :
و رغم انخفاض نسب مشاهدات مسلسل القليل من ضوء النهار الذي حقق في بدايته نجاحاً كبيراً و نسب مشاهدات مرتفعة، حيث ظل المسلسل ثابتاً و مستقراً على نسب مشاهدة لا تقل عن تقييم الـ 6% في فئة التوتال، إلا أن الحلقة الأخيرة التي عُرضت منه و هي الحلقة الـ 21 حققت نسب مشاهدة وصلت إلى 4.43% في فئة التوتال، ما يُعتبر تراجعاً كبيراً في نسب المشاهدة و قد لا يسمح باستكمال المسلسل و عرض موسم ثاني منه.
و ربما يكون هذا مفيداً ليتعجل المسلسل في أحداثه قليلاً بعدما شهد ركوداً في السيناريو على مدار الحلقات الماضية، إلا ان الأحداث بدأت تزداد حماس و بدأت الشخصيات تتغير بشكل واضح و أهم هذه الشخصيات هي شخصية ديلا التي اتضح سبب مشاعرها و قسوتها مع ابنتها، فهي تتعامل معها بحذر خوفاً من تعلقها هي بتلك الابنة و من ثم لا يمكنها التواجد معها طوال الوقت و خوفاً من انكشاف سرها أمام عائلتها، و لكن بعد ظهور الحقيقة نجد أن ديلا بدأت تحاول جذب الطفلة جونيش لها بكل الطرق، و بدأت تغار من حب جونيش لأيليف، لتنمو لديها مشاعر الأم رويداً رويداً، لدرجة أنها ستحاول قتل أيليف في الحلقة القادمة بسبب غيرتها العمياء منها، ظناً منها ان أيليف أخذت منها شقيقها الذي تحبه و كذلك ابنتها.
مسلسل القليل من ضوء النهار :
يوضح هذا المسلسل ببراعة فائقة مشاعر الأمومة من كل جوانبها، فالأم قد تتعامل مع أبنائها بقسوة لعدة أسباب مختلفة، و لكنها لا تقبل أن ترى أبنائها يتعلقون بامرأة أخرى ابداً، فتنتابهم مشاعر الغيرة و الأنانية في حب الابن أو الابنة، و تظهر غريزة حب التملك التي قد تجعل الأم تدمر كل من يقترب من أبنائها.
كذلك يظهر المسلسل مشاعر الأم التي تربي و تهتم دون حتى أن تنجب، و كذلك اظهار بعض الأنانية و غريزة حب التملك لأي طفل لدى المرأة التي لا يمكنها الانجاب مثل ايليف التي تحاول هي الأخرى الاجتماع بالطفلة تحت كل الظروف ليس لأنها تحب جونيش فقط، و لكن لكونها تحب احساسها بأن تكون أماً و لو بالكذب على نفسها.
مسلسل القليل من ضوء النهار :
و من أكثر رسائل المسلسل وضوحاً أن الحب لا يمكن أبداً أن ينمو فجأة و لا علاقة لصلة القرابة لوجود الحب بين الطرفين، فربما تجد اثنان تعرفا حديثاً و لكن تجمعهم علاقة وطيدة أكثر من اثنان يعرفان بعضهما منذ زمن، فالحب يحتاج إلى الوقت و اعطاء الفرصة للاقتراب من الشخص و فهمه جيداً، و اكتشاف ما بداخله من مشاعر و أفكار و عيوب و مميزات.
كذلك يظهر المسلسل أهمية و ضرورة وجود الحب بين الزوجين أو التفاهم و الاحترام المتبادل على الأقل، و إلا سينتج عن الزواج الغير متكافيء أو الزواج التعيس بمعنى أصح ابناء مرضى نفسيين تسيطر عليهم العقد النفسية و لا يمكنهم ان يكونوا أسوياء أبدا، مثل ديلا التي فقدت صوباها بسبب معاملة والدتها لها و الناتجة عن قسوة الأم معها.
مسلسل القليل من ضوء النهار :
يتفاعل الجمهور العربي مع المسلسل بشكل كبير بكتابة تعليقات هامة على حلقات المسلسل المعروضة على موقع الفيديوهات يوتيوب، حيث يتعجب المتابعين من انانية أيليف التي لا تحاول مساعدة جونيش في التقرب من والدتها، بل و تحرص على ابعادها عن الطفلة طوال الوقت كلما حاولت ديلا الاقتراب من جونيش، حيث تصدر ايليف رد فعل شرس للغاية.
ربما تفعل أيليف ذلك بسبب خوفها من تلك الأم التي تسببت في الكثير من الآلام للطفلة، ولكن من أجل مصلحة جونيش عليها أن تحاول بشتى الطرق أن تقربهما من بعضها فربما يكون هذا هو السبيل الوحيد لتخلص جونيش من عقدة لسانها، و إلا ستكبر الطفلة مع عقدة كبيرة معتقدة أن والدتها تكرهها و هي أيضاً تكره والدتها، و لا يمكن لأي انسان أن يتجاوز هكذا جرح كبير في الكرامة و ستفقد الطفلة ثقتها في نفسها أكثر، لان الانسان يستمد حبه لذاته من حب أسرته له، و اعطائه القيمة التي يستحقها في عيون والديه.