النهايات السعيدة تنصف ميسي في الرقصه الأخيرة

انتهت بطولة كأس العالم في قطر 2022 بفوز منتخب الارجنتين بكأس العالم علي حساب المنتخب الفرنسي في ركلات الترجيح وتعد هذه النسخة من اقوي واهم البطولات لمنتخب الارجنتين بالاخص بالنسبة للينويل ميسي لانه كأس العالم الاخير في مسيرته الدولية خاصة انه قد اوشك علي اعلان اعتزاله لكرة القدم بسبب انه لم يحظ بالفوز به في العديد من المرات وهذا جعله يقع تحت دائرة الانتقاد عدة مرات ولكن كان الحظ حليفه في هذه المرة وابتسمت له كرة القدم اخيرا واستطاع ان يقود منتخب الارجنتين في الفوز بكاس العالم واصبح الهداف التاريخي لمنتخب الارجنتين في بطولة كاس العالم متخطيا باتيستوتا الذي يملك 10 أهداف فقط بالاضافة الي انه أول لاعب أرجنتيني يسجل في ثلاث أدوار إقصائية مختلفة بكأس العالم 
متخطيا العقبات خاصة خيبة الامل التي تعرض لها في بداية كأس العالم بعد هزيمته امام منتخب السعودية.

حيث تعرض ليونيل ميسي للعديد من الازمات في مسيرته الكروية  خاصة مع منتخب الارجنتين الذي بدأ معه المسيرة عام 2005 وتوج برفقته بلقب كأس العالم للشباب عام 2005، ثم توج بذهبية الألعاب الأولمبية عام 2008 بالصين، ومن كانت بداية حقبة جديدة لنجم عالمي يسير على  نفس خطى الابطال الذي سبقوه :دييغو أرماندو مارادونا.

ولكن لم تكن المسيرة مع المنتخب مليئة بالبطولات وكان يحاصره الازمات والاخفاقات بداية من بطولة كأس العالم عام 2006وتعتبر المشاركة الاولي له في كأس العالم مع منتخب بلاده وتمكن من تسجيل هدفين فقط احداهما ضد منتخب صربيا والاخر ضد هولندا ولكن خرج منتخب الارجنتين في هذه النسخه من كأس العالم بعد هزميتهم من منتخب المانيا بركلات الترجيح.

وفي عام 2010 كان تقع عليه مسؤؤلية كبيرة من جماهير الارجنيتن لكونه احسن لاعب في العالم في هذا الوقت ولكان كانت البداية مخيبة للامال بالنسبة لجماهير الارجنيتن بسبب انه لم يسجل اي اهداف في المباراة الاولي ضد منتخب نيجريا ولكنه في المباراة الثانية والثالثة امام منتخبي كوريا الجنوبية واليونان تمكن من صناعة وتسجيل الاهداف ولكن في مباراة دور الثمانية لم يتمكن ميسي ورفاقه من الانتصار علي منتخب المانيا وخرج  منتخب الارجنتين من كأس العالم بسيناريو مخيب للامال.

وفي نسخة كأس العالم 2014في البرازيل كان لميسي دور كبير واداء مشرف ضد منتخبي ايران والبوسنه والهرسك بالاضافة الي نيجيريا الي ان وصل الي المباراة النهائية مرة اخري امام منتخب المانيا وكالعادة كان شبح الهزيمة يطارد ميسي في هذه البطولة وخسر امام منتخب  المانيا.

وفي نسخة كأس العالم 2018 في روسيا خرج ميسي من البطولة ايضا علي يد منتخب فرنسا.

ولهذا السبب كانت جماهير الارجنتين تهاجمه طوال الوقت وتصفه بالمتخاذل وتتهمه بالتقصير وعدم قيامه بأي دور فعال مع المنتخب في اي بطولة علي الرغم من حصده الكرة الذهبية العديد من المرات ولكن كانت جماهير الارجنتين طوال الوقت تحمله المسؤؤلية وتري انه لايجب مقارتنه مع مارادونا بسبب عدم قدرته علي حصد بطولة كأس العالم مثل مارادونا الي ان تمكن ميسي بحصد بطولة كوبا امريكا 2021 ومن هنا كانت نقطة التحول والامل لدي جماهير الارجنتين تجاه ميسي لانهم ظنو ان هذه البطولة قد تكون بادرة امل لفوزهم بكأس العالم 2022.

ولم تعد هذه الازمة الوحيدة التي تعرض لها ميسي في حياته ولكن هناك ازمة اخري يعاني منها منذ الصغر.

حيث عانى ليونيل ميسي في طفولته من مرض نقص هرمون النمو اثناء لعبه ضمن صفوف فريق نيولز أولد بويز، الفريق الذي نجح معه ميسي في احراز ما يقرب من الـ500 هدف ضمن صفوف الناشئين.

ولكن لم يستطع والد ميسي ان يتحمل نفقات علاج ابنه لأن التأمين الصحي الخاص به لم يساعده ان يعالج ابنه من هذا المرض إلا لمدة عامين فقط، وكانت تكلفة العلاج تصل إلى ألف دولار أمريكي في الشهر.

ورغم وعد نيولز لعائلة ميسي بأنه سوف يقوم بالمساهمة في علاجه ولكن إدارة النادي تراجعت عن الوعد ، ورغم أن البرغوث تم اكتشافه لاحقاً من فريق ريفر بليت فإن غريم بوكا جونيورز سار على نفس النهج وتخلي عن مساهمته في تكاليف علاج الطفل المريض.

وبعد ذلك سافر ميسي بصحبة عائلته إلى كتالونيا وهي مقر نادي برشلونة الإسباني، لزيارة أقاربهم في المدينة، وفي هذا الوقت شاهده مدير النادي كارلوس ريكساش وقرر التوقيع معه في سن 13 سنة، على ورقة منديل لعدم وجود ورق خلال جلسة التعاقد، وقرر النادي الكتالوني تحمل نفقات علاج ليونيل ميسي ومن هنا تبدا قصة البطل ليونيل ميسي الذي ظل متواجد ضمن صفوف برشلونة لمدة21 عاما.

ولذلك فان اللقطة الاخيرة لميسي وهو يحتفل مع رفاقه بالفوز بكأس العالم وهو يحمل الكأس مرتديا البشت القطري التقليدي هي اقوي ختام يليق بقصة بطل بختم مسيرته وسط فرحة مليئة بالاحتفالات وينهي الجدل الذي كان يحيط بالنجم الأرجنتيني ليونيل ميسي كأعظم لاعب كرة قدم في التاريخ  وكأن نسخة كأس العالم في قطر 2022 ابت ان تنهي اللقطة الاخيرة دون تحقيق الانجاز الاخير لها التي بدأت به منذ بداية التنظيم الي لقطة الختام دون ان تنصف ملك اللعبة في الرقصة الاخيرة له وينهي كاتب التاريخ اخر سطر في صفحاته بان ميسي اسطورة لا تتكرر.