رحيل محمود جابرعن تدريب منتخب الشباب.. وماذا بعد؟

حقق منتخب الشباب أرقام سلبية ونتائج مخيبة للآمال للجماهير المصرية في بطولة أمم افريقيا، بداية من التعادل السلبي أمام منتخب موزمبيق، إلي أن وصل للمباراة الفاصلة أمام منتخب السنغال، التي شهدت نتائج كارثية بكل المقاييس.

ولكن يبقي هنا السؤال هل هذه الأزمة يتم حلها برحيل محمود جابر ورفاقه من تدريب المنتخب؟

للاجابة علي هذا السؤال يجب أن نتفق علي أن أهم دافع لنجاح منظومة كرة القدم في مصر، ليس له وجود وهو علي أساسه تخطو كرة القدم إلي الامام، وهوالتخطيط الجيد والدليل علي ذلك هو عدم وجود لجنة فنية للتخطيط ووجود حالة من العشوائية في تعيين المسؤولين واتخاذ القرارات.

ونتطرق إلي الحديث عن عدم وجود برنامج تأهيلي للمنتخب يساعدهم علي خوض المباريات بشكل جيد وتحقيق نتائج ايجابية.

وعند النظر إلي المباريات التي خاضها منتخب الشباب أمام المنتخبات خاصة أمام منتخب السنغال، نجد اختلاف العقلية بين منتخب الشباب وبين منتخب السنغال، وأيضا اختلاف الفروق البدنية بين المنتخبات التي لعبت دورا مهما في هزيمة المنتخب أمام نيجيريا والسنغال، لذلك من الخطأ أن نبرر هزيمة المنتخب بسبب صغر سنهم لأنهم خاضو المباريات أمام منتخبات صغيرة السن، ولكن لانحمل اللاعبين فقط سبب الهزيمة في ظل غياب برنامج تأهيلي يساعدهم في خوض المباريات. 

بالاضافة إلي تعيين محمود جابرمدير فني، وهذا الاختيار يدل علي حالة التخبط التي تسيطر علي اتحاد الكرة لأن عند النظر إلي تاريخ محمود جابر، في الادارة نجد أن المعايير التي تم وضعها لاختيار مدير فني للمنتخب وهي تحمل الضغط ،والقدرة على إدارة وقت المباراة، والانجازات التي حققها المدير الفني وغيرها من المعايير، وعند النظر إلي كل هذه المعايير نجد أنها لاتمت لمحمود جابر بصلة لأنه تولي ادارة نادي اسوان والاسماعيلي، وفشل في كل منهما ولذلك عندما تم تعيينه انتشرت اتهامات باختياره بنظام المجاملة لوجود صداقة التي تجمع بين نجله عمر جابر، لاعب الزمالك، ومحمد صلاح، لاعب المنتخب المحترف في صفوف فريق ليفربول الإنجليزي.

وقد تم نفي كل هذه الاقاويل وكان من المتوقع أن يرحل محمود جابر عن تدريب المنتخب بعد تحقيقه هذه النتائج الكارثية بحجة ان المنتخب يحتاج لمدير اجنبي يتولي تدريب المتخب بعقلية مختلفة وهذا اكبر دليل علي حالة العشوائية التي تسيطرعلي منظومة كرة القدم.

ويبقي هنا السؤال... متي ينتهي العبث داخل منظومة كرة القدم؟

هلهذا التعامل يليق مع رياضة بحجم كرة قدم خاصة ان هذه الرياضة تشغل اهتمامات الجمهور وهي مصدر سعادتهم، لان بأي منطقية يتم الاستعانه بمدربين اجانب بعقليات مختلفة بعيدة عن واقع كرة المصرية لتولية تدريب المنتخب ويصل بهم الحال في النهاية الي الفشل، هل عندما تولي حسن شحاته مسئولية تدريب  كان مدرب اجنبي؟... ولكن كان مدرب ذو عقلية ناضجة ولديه افكارناجحة ساعدته علي التتويح بلقب بطولة كاس الأمم الأفريقية ثلاث مرات متتالية في 2006، 2008، 2010.

وايضا يجب الاستفادة من تجارب السعودية والمغرب فى اختيار المدربين لمنتخبات بلادهم الفارق بين هذه الدول وبيننا هو التخطيط الجيد لبداية المسارالصحيح الذي لعب دور مهم في تقدم كرة القدم عند هذه البلاد.

ولذلك يجب علي المسؤولين في اتحاد الكرة ان يقومو بوضع خطة معلنة ومشروع واضح لحل المشكلات التي تخص كرة القدم  بداية من اختيار اللاعبين الشباب ذو امكانيات كبيرة ليتمكنوا من خوض المباريات واثبات كفاءتهم والمشاركة في العديد من البطولات لأن هؤلاء الشباب سوف يتم الاستعانه بهم في المنتخب الاول لخوض المباريات المهمة وايضا يكون لهم دورمهم في  التأهل لكأس العالم 2026ولكن لايجب ان نوقف الطموح فقط الفوز التاهل لكاس العالمعلي كيفية اللعب مع المنتخبات في كأس العالم .

ولكي لايصل الحال بالكرة المصرية الي نفق مظلم يجب التخطيط واعادة بناء جيد والاهتمام بمستوى الناشئين منذ مراحل التغذية وهذا يتم عندما يتم اختيار أجهزة فنية قوية تقوم بدور الإعداد الفني والبدني والنفسي للاعبين لكي يعود منتخب مصر الأول فى كل المنافسات.