عربى و دولى
ضغط أمريكي على لجنة 6+6 لإقصاء المشير حفتر من الإنتخابات الرئاسية
تستمر الولايات المتحدة الأمريكية في ممارسة الضغوطات وخلط الأوراق في ليبيا بهدف تأجيل وإفشال الإنتخابات كما فعلت قبل أكثر من عامين عندما كان الشعب الليبي على بعد خطوات من صناديق الإقتراع، لتتدخل واشنطن وتقود إلى تأجيل الإنتخابات الرئاسية حتى يومنا هذا.
وبعدما توصل مجلس النواب الليبي والمجلس الأعلى للدولة لتوافق على التعديل الدستوري الثالث عشر والذي بموجبه يمكن الوصول لإجراء إنتخابات رئاسية حرة ونزيهة كما يتطلع لها الشعب الليبي، قررت واشنطن أن تطرح مبادرة موازية للتعديل الدستوري الثالث عشر، بهدف عرقلة التوافق السياسي الليبي- ليبي.
مبادرة جاءت بها واشنطن على لسان رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، عبد الله باثيلي، مُبهمة المعالم لم تحمل في طياتها أي خطة واضحة لكيفية إنهاء الأزمة السياسية في ليبيا والمضي نحو إجراء إنتخابات رئاسية، بل ركزت المبادرة على ضرورة إيجاد آلية شفافة لإدارة عائدات النفط الليبي.
وعلى الرغم من محاولات واشنطن المستمرة للسيطرة على زمام الامور وتوجيه المشهد السياسي بما يخدم مصالحها، إستمر مجلسي النواب والدولة توافقهما وتم تشكيل لجنة مشتركة "6+6" لإعداد القوانين الإنتخابية وإنعقدت عدة إجتماعات كان أخرها مع رئيس المفوضية العليا للإنتخابات، عماد السايح، في طرابلس.
قلق واشنطن من إمكانية نجاح مجلسي النواب والدولة في الوصول إلى إنتخابات رئاسية حرة ونزيهة دون أي تدخل أجنبي، دفعها للبحث عن سبل تقود إلى إقصاء بعض الشخصيات من المشهد السياسي ومن الإنتخابات الرئاسية حال حدوثها، وقررت أن تمارس الاعيبها عن من ضغط وتهديد وشراء ذمم بعض أعضاء اللجنة المشتركة 6+6.
هذا وبحسب ما جاء على لسان عضو لجنة صياغة القوانين عن المجلس الأعلى للدولة، فتح الله السريري، إن اللجنة حتى هذه لم تخض في شروط الترشح للرئاسة، وتحدث عن إجراء إعتماد القوانين الإنتخابية والتي سيتم تبنيها بأغلبية الأصوات، 8 أشخاص، دون موافقة مجلسي النواب والدولة، وفي حال عدم حصول القوانين على ثلثي الأصوات يتم تقديمها للتصويت والموافقة لمجلسي النواب والدولة.
شروط الترشح هي أهم البنود التي تسعى واشنطن للتلاعب به لإيصال من يخدم مصالهم إلى كرسي الرئاسة، وإقصاء كل من يقف عائقاً أمام أجندتهم الهدامة والرامية لنهب ثروات الشعب الليبي من غاز ونفط.
الخبير السياسي والكاتب الصحفي الليبي، محمد الفيتوري، يرى أن واشنطن تبحث عن السبيل المناسب لإقصاء القائد العام للقوات المسلحة العربية الليبية المشير، خليفة حفتر، من المشهد السياسي، كونه رافض تماماً لم تقوم به دول الغرب وعلى وجه الخصوص واشنطن من تلاعب ونهب ثروات الشعب الليبي.
الفيتوري أضاف أن تواجد المبعوث الأممي لدى ليبيا خلال معظم إجتماعات لجنة 6+6 هو دليل على نوايا الولايات المتحدة لوضع شروط ترشح تضمن إقصاء المشير حفتر، وبإقصاءه من المشهد السياسي ستضمن واشنطن فشل إجراء الإنتخابات الرئاسية في القريب العاجل.