شاهد علي العصر | علي الشرفاء : مسيرة زايد ترسم ومضات علي الطريق .. وسيرته تعيش في ذاكرة التاريخ
حكيم العرب قيادة فذة .. نجحت في تعويض الشعب عن سنوات العوز والفاقة.. ووصلت بالإمارات الي قمم المجد
ستبقي سيرة ومسيرة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه بمثابة " ومضات علي الطريق " فمنذ بزوغ نجمه وانخراطه في شؤون الحكم والسياسة وتوليه حكم امارة ابوظبي ثم توليه رئاسة دولة الإمارات العربية المتحدة وحتي يوم رحيله في 2 نوفمبر من عام 2004 ، تستطيع ان تجد نفسك امام مثال حي لقائد تاريخي تمكن من تخطيط وبناء دولة من العدم ، استطاع تحقيق إنجازات ونجاحات عالمية استثنائية لدولة الإمارات في كل المحافل الدولية والإقليمية .
- زايد في ذاكرة الأمم والشعوب
ولا يزال الرجل يعيش في ذاكرة التاريخ وذاكرة الأمم والشعوب بإعماله وافعاله الخيرية التي رسمت الطريق وحددت المعالم ، ولعل أروع ما يمكن ان تقرأه او تسمعه عن حكيم العرب زايد آل نهيان طيب الله ثراه ، تجد جوانب كثيرة منه في كتب وأقوال وكتابات ومؤلفات المفكر العربي الكبير علي الشرفاء الحمادي الذي كان واحداً من اهم رجال الدولة ، ورافق الشيخ زايد في فترة حكمة سنوات طويله كونه شغل آنذاك منصب " مديرا لديوان الرئاسة في عهده .
وعندما تستعرض مقتطفات من كتاب علي الشرفاء الحمادي " ومضات علي الطريق " والتي تحدث فيها عن الشيخ الجليل والحاكم العادل والقائد الرشيد زايد آل نهيان والذي صنع مجدا لشعبه ما زال يتباهي به اهل الامارات امام الأمم ، عندئذ ستعرف كيف ولماذا وصلت الإمارات الي تلك المكانة الدولية الرفيعة ؟! .
- تجانس رؤى وأقوال الآباء المؤسسين
إذ يقول الحمادي في كتابه : ان فلسفة الشيخ زايد في الحكم جعلت دولتنا تقيم علاقات متوازنة مع جميع الدول الشقيقة والصديقة في ظل عالم يحكم بالصراعات والتجاذبات والعقائد المتناقضة، حتى أصبحنا في أمن وسلام واستقرار وتقدم وازدهار ،فالوحدة لم تأت من فراغ، بل جاءت من تطابق الأفكار وتكامل الرؤى وتجانس الأقوال بين الآباء المؤسسين ، كما تمكن من إقامة علاقات متوازنة مع جميع الدول الشقيقة والصديقة، في عالم يحكمه الصراع وتتجاذبه العقائد المتناقضة، وبذلك حفظ البلاد من مخاطر الأهواء والصراعات الدولية، ووصل بها إلى بر الأمان، والسلام، والاستقرار، والازدهار .
- زايد والشريعة الإسلامية
كما أن إيمان الشيخ زايد العميق بالشريعة الإسلامية وأن كلمة الله هي العليا، كان أحد عوامل تحقيق الحلم، فقد كان إيمانه بالشريعة الإسلامية، وملاءمتها لكل زمان ومكان، يأخذ حيزا كبيرا من فكره وجهده، فكان يعمل جادا من أجل أن تأخذ الشريعة الإسلامية مكانتها بوصفها تراث هذه الأمة العظيمة قانونا وسلوكا عاما، حقوقا وواجبات، انطلاقا من عقيدة راسخة بأن قانون السماء هو سيد القوانين جميعا، وكلمة الله تعالى هي الكلمة العليا .
- فلسفة الحكم والقيادة
ويضيف الحمادي في كتابه " ومضات علي الطريق قائلاً : " .. وأثناء قراءتي لكتاب " رؤيتي " لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، ورئيس مجلس الوزراء، وحاكم إمارة دبي، شعرت بالتجانس، والتكامل في فلسفة الحكم والقيادة، وأنا أعيد قراءة كتاب " القيادة " الذي تم طبعه في سنة 1981، وتم فيه جمع أقوال مؤسس هذه الدولة، فوجدت تطابقا في الأفكار، وتكاملا في الرؤى، وتجانسا في الأقوال؛ كأنني أمام فصل يستكمل ما قبله في ملحمة قيام دولة الإمارات العربية المتحدة .
- عندما حمل زايد لواء القيادة
ورأيتني أعود بالذاكرة إلى أعوام مضت، أعني يوم كان هناك عيد ليس ككل الأعياد، فقد كان يوم 2 ديسمبر 1971 في قصر الجميرا، وقد ارتسمت على الجميع البشرى والأمل، حيث كان أصحاب السمو حكام الإمارات أعضاء المجلس الأعلى يحتضنون علم الاتحاد؛ كأنني بهم يوم ذاك يعاهدون الله، ويعاهدون شعب الإمارات، ولسان حالهم يقول: لقد عقدنا العزم بعون الله، وبكل الإخلاص والأمل، أن نحافظ على ما عاهدناه عليه لاستكمال بناء دولة راسخة البنيان عزيزة حرة، ترتقي بشعبها نحو الحياة الكريمة، وقد حمل زايد لواء القيادة فكان التفاني، وكان الإخلاص، وكان العزم الذي لا يعرف المستحيل والجهد الذي لا يعرف الكلل .
- القيادة الفذة وسنين العوز والفاقة
ووصف علي الشرفاء شخصية الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بـ " القيادة الفذة " ، التي كانت تعمل ليل نهار من أجل الشعب الإماراتي، إذ كان رحمة الله عليه يقضي أيامه ولياليه في وضع خطط لتنفيذ رؤيته لتنمية مسيرة الاتحاد ، ونجح الشيخ زايد في تعويض شعبه سنين العوز والفاقة، والسعي جاهدًا لرفع مستوى المعيشة للمواطنين لتتحقق لهم الحياة الكريمة، فالأسرة لها شأن عظيم عند الشيخ زايد ، وإنه لمن حسن الطالع أن تتلاقى رؤية المؤسس الراحل الشيخ زايد لهذه الدولة، مع رؤية الأبناء الذين يستكملون مسيرته من أجل تقدم ورخاء واستقرار دولة الإمارات العربية المتحدة .
- للأسرة عنده شأن عظيم
ويقول الشرفاء الحمادي : لقد تشرفت بالعمل تحت قيادته الفذة منذ سنة 1971، وكنت قريبًا منه بصفتي مديرًا لديوانه، فرأيته يقضي أيامه ولياليه في وضع خطط لتنفيذ رؤيته، سواء كانت على المستوى المحلي، أو العربي، أو الدولي ، وكان شاغله الأكبر هو كيف يستطيع أن يعوض شعبه سنين العوز والفاقة، ويرفع مستواه، ويحقق له حياة كريمةً تؤمن له مصدرًا ماليًا دائمًا، يمكنه من إعالة ورعاية أسرته ، فالأسرة شأن عظيم عنده رحمه الله حيث يرى أنها المصدر الأساسي للبناء، وفي محيطها يتكاثر الشعب، وبالشعب تتم المحافظة على الوطن وثرواته .
- الأبناء علي دربه سائرون
إنه لمن حسن الطالع أن تتلاقى رؤية المؤسس الراحل الشيخ زايد لهذه الدولة، مع رؤية الأبناء الذين يستكملون مسيرته، فالشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رحمة الله عليه سار على طريق الشيخ زايد، واليوم يستكمل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، رئيس الدولة، حفظه الله، الطريق، لاستكمال مسيرة الاتحاد وتطوير آليات العمل، والتعاون في كل الفعاليات الاقتصادية والتنموية للإمارات، لتتكامل في بناء أساس خلّاق، تتعانق فيه رؤية القيادة مع مصالح شعب الإمارات، لكي تستثمر في مشاريع عملاقة مشتركة يكمل بعضها بعضًا، وتحافظ على سلامة الاقتصاد الوطني ، ولا تزال الإمارات العربية المتحدة تسير على نهج المؤسس الشيخ زايد، إذ يكمل الشيخ محمد بن زايد حفظه الله الطريق لتنمية الدولة وتحقيق الاستقرار والرفاهية للمواطن، إنها مسيرة الوفاء والإخلاص والتقدم في دولة الإمارات .. اللهم بلغت اللهم فاشهد .