عمرو بن العاص.. رجال حول الرسول
ترعرع عمرو بن العاص في قبيلة رفيعة النسب وذات نسب اجتماعي كبير في مكة، وعندما دخل الإسلام أضاف قوّة كبيرة إلى صفوف الإسلام والمسلمين، وقد كان له الكثير من المواقف القوية في صفوف المسلمين.
عمرو بن العاص
هو عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم بن سعيد بن سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي بن غالب، ويُكنى بـ أبي محمد، وهو ابن النابغة بنت خزيمة، وكان والده أحد حكّام قريش، مما جعل له شأن كبير في مكة، وقد كانت قامته قصيرة أدعج العينين، وتوجد مسافة بعيدة بين حاجبيه، وعينيه كانت شديدة البياض حول البؤبؤ، مع شداد السواد في بؤبؤ عينيه.
إسلام عمرو بن العاص
لم يكن عمرو بن العاص من أوائل الصحابة الذي دخلوا الإسلام أو أعلنوا إسلامهم، ويعتقد أن ذلك بسبب مكانته الكبيرة بين سادات قريش هو ما جعله يتمسك في دين آبائه وأن لا ينتقل إلى الإسلام مباشرةً على الرغم من تصديقه للرسول ودعوة الرسول -عليه الصلاة والسلام-، ولكن العناد والتمسّك بالأصل والدين كان من صفات سادات قريش.
تفكّر عمرو بن العاص كثيرًا في الإسلام قبل أن يُعلن إسلامه، وبعد غزوة الخندق ذهب عمرو بن العاص إلى النجاشي حاملًا الكثير من الهدايا وطلب منه أن يسلمه المصري، ولكن النجاشي غضب من طلبه وضربه، وهو ما جعل عمرو بن العاص يعود إلى المدينة المنورة محاترًا في أمره، وفي طريق عودته لقي عثمان بن طلحة وخالد بن الوليد -رضي الله عنهم-.
تحاول عمرو بن العاص مع عثمان بن طلحة وخالد بن الوليد حول الإسلام، وكان لخالد بن الوليد تأثير كبير على قرار عمرو بن العاص حول الإسلام، وتوجهوا جميعًا إلى المدينة المنورة وأعلنوا إسلامهم عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في السنة 8 للهجرة في شهر صفر، وعندها قال الرسول -عليه الصلاة والسلام-: "أسلم الناسُ وآمن عمرُو بنُ العاص".
صفات عمرو بن العاص
تمتع عمرو بن العاص بالكثير من الصفات الحسنة والجيدة، ومن أبرز صفاته:
- الدهاء: عُرف عمرو بن العاص رضي الله عنه في ذكائه ودهائه، فقد كان واسع الحيلة، وسريع البديهة، وله رأي سديد وحازم، كما كان بارعًا في وضع الحلول والخطط الحربية.
- الصلاح: وصف الرسول -عليه الصلاة والسلام- عمرو بن العاص في صلاحه، وعن عمرو بن العاص أن النبي -عليه الصلاة والسلام قال له: يا عَمرُو، إنِّي أُريدُ أن أَبعثَك على جَيشٍ فيُغنِمَك اللهُ، وأَرغَبَ لك رغبةً منَ المالِ صالحةً، قُلتُ: إنِّي لم أُسلِمْ رغبةً في المالِ، إنَّما أَسلَمْتُ رغبةً في الإسلامِ، فَأكونَ معَ رَسولِ اللهِ، فَقال: يا عمرُو، نِعْمَ المالُ الصَّالحُ للمَرءِ الصَّالحِ".
- الفصاحة: تميز بالفصاحة والبلاغة في الكلام والمفردات، وطلاقة اللسان.