رياضة
الدبيبة وعوده زائفة ومرتبط بالأتراك
في ظل ما تعيشه ليبيا من تطورات سياسية في الآونة الأخيرة تزامناً مع خطة مبعوث الأمم المتحدة الى ليبيا عبدالله باتيلي بإجراء إنتخابات قبل نهاية العام الجاري، يستمر رئيس حكومة الوحدة الوطنية المنتهية الولاية عبدالحميد الدبيبة بخداع الشعب الليبي عبر تصريحاته الفارغة وجهوده لتلميع صورته أمام الناس.
فقد أكد الدبيبة أن الحكومة ماضية في تقديم الخدمات للمواطنين وتحسين مستوى المعيشة، وتنفيذ المشروعات وتحقيق الإنجازات مهما كانت الصعوبات والعراقيل. وقال في اجتماع مجلس الوزراء العادي الخامس لعام 2023 بطرابلس بالأمس إن التنافس بات على أشده بين الليبيين في التغيير والبناء لا في القتل وحمل السلاح.
وأضاف الدبيبة أن الحكومة أنجزت أكثر من 1345 مشروعاً من مشاريع عودة الحياة في مختلف المجالات . وأشار الى أن المراكز الطبية والمستشفيات في ليبيا أصبحت نقطة للتوطين العلاج بالداخل وتقديم أفضل الخدمات الطبية. كما أعلن عن إطلاق مبادرة تأسيس مؤسسة العمل الديني الرسمي في ليبيا تحت شعار (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا ).
كلام الدبيبة الذي لم يلمس منه المواطن الليبي في الواقع شيئاً يأتي في ظل ظروف صعبة يعيشها، فهو لا يكاد يستطيع توفير لقمة عيشه ليواجه مشاكل أخرى كانتشار الفساد وإنقطاع الكهرباء والماء وسوء الخدمات الصحية وإضرابات في شتى المجالات بسبب تأخر المرتبات وإنقطاعها لفترات طويلة. ناهيك عن الفلتان الأمني المتمثل بالإشتباكات المتكررة بين الميليشيات المسلحة التي تودي بأرواح الأبرياء بين الحين والآخر.
من جهة أخرى، يرفض الدبيبة الانصياع لقرار مجلس النواب بتنحيته، وسبق وأن هدد بإستخدام الميليشيات المسلحة لحماية سلطته وحكومته. كما إستعان بالأتراك والغرب، لتمكينهم من الثروات الليبية، ومنحهم عقوداً بخسة وطويلة الآجال، مقابل دعمهم له لإبقائه على كرسي السلطة، رغماً عن أنوف الليبيين. فقد وقّع إتفاقيات مع الأتراك للتنقيب عن النفط، وهو يحقق مصالح الرئيس التركي أردوغان في البلاد بشكل كامل.
واليوم ومع إنطلاق الإنتخابات الرئاسية في تركيا، وظهور مرشح المعارضة كمال كليتشدار أوغلو، كخصم قوي لأردوغان، فإن الدبيبة وحكومته وحلفه الإخواني في طرابلس بدؤوا يتحسسون على رؤوسهم. فكما قال المحلل السياسي التركي والمهتم بالشأن الليبي فراس أوغلو، إن العلاقات الليبية التركية ستتغير إلى حدٍ ما في حال فوز كمال كليتشدار بالرئاسة، متوقعًا إقدامه على سحب القوات المتواجدة بليبيا وفق الاتفاقية الموقعة بين البلدين.
لذلك يحاول الدبيبة اليوم جاهداً أن يحقق نوعاً من الشعبية الزائفة في حال تقلص الدعم التركي له، وإرتباطه الوثيق بتركيا يجعله أداةً بيدها، تحركها متى تشاء، وهو ما يؤزم الوضع في ليبيا أكثر. فلولا الإرتباطات الخارجية لدى بعض السياسيين في البلاد، وتحقيقهم لأجندات خارجية، لإتفقوا وعملوا على سيادة بلادهم ووحدتها وإستقرارها، بدلاً من إستخدامها وسيلة لتحقيق مكاسبهم الشخصية.