اهم الاخبار
الأحد 22 ديسمبر 2024
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

تحقيقات وحوارات

القصة الكاملة لغزو صدام حسين للكويت.. ونهايته المأساوية

كل ما تريد معرفته عن تفاصيل حرب الخليج الأولى والثانية

الوكالة نيوز

الصراع الكبير بين العراق والكويت بدأ على خلفية حرب الخليج الأولى بين العراق وإيران وهي الحرب التي نشبت بين صدام حسين من جهة وروح الله الخميني من جهة أخرى والتي بدأت في سبتمبر عام 1980 وانتهت في أغسطس عام 1988 حيث بدأت المعارك بعد تحفز كبير بين الطرفين ففي البداية حدثت اشتباكات حدودية متقطعة ثم اتهمت العراق إيران بقصف البلدات الحدودية العراقية وهنا قرر صدام التدخل والغاء اتفاقية الجزائر مع إيران التي تقضي بتقسيم شاطى العرب بين إيران والعراق وأعلن صدام أن مياه شط العرب كاملة هي مملكة للعراق.

استطاعت القوات العراقية اجتياح الحدود الإيرانية في سبتمبر عام 1980 وكانت أهم دوافع صدام حسين لخوض الحرب الخوف الشديد الذي أصابه من قيام الثورة الإيرانية قبلها بعام ومن تسرب هذه الثورة وأفكارها إلي شيعة العراق ليقوموا بثورة ضده فحاول صدام كسر شوكة إيران التي أصبحت قوى مهيمنة في الخليج العربي.

وبعد تقدم محدود للجيش العراقي في إيران تمكن الجيش الإيراني من صد الجيش العراقي عام 1982 ومع الوقت بدأت الأوضاع تتغير لتظهر إيران بدور المهاج واستمرت الحرب لمدة 8 سنوات ومات بسببها مليون مقاتل من الطرفين وتسببت بخسائر مادية قرابة ال 400 مليار دولار إلا أنها انتهت دون طرف فائز وانتهت بقبول الطرفين قرار وقف إطلاق النار بعد حرب تم اعتبارها أطول نزاع عسكري في القرن العشرين.

مطالبة صدام حسين بسداد 14 مليار دولار

انتهت الحرب وظهرت الكويت لتطالب صدام حسين بسداد 14 مليار دولار كان قد اقترضها أثناء تلك الحرب لتجهيز الجيش العراقي وكان صدام حسين يخطط لسداد تلك الديوان عندما تحدث زيادة في أسعار النفط العراقي لكن بعد فترة أعلن صدام أن الكويت قامت بزيادة ضخ البترول من ابارها وهذا ما تسبب بانخفاض أسعار النفط واتهم الكويت خلال أحد اجتماعات جامعة الدول العربية عام 1990 بأنها السبب في إنخفاض ثمن النفط العراقي فتعهدت الكويت بخفض إنتاجها من النفط في نفس العام.

لم تنتهي الأزمة عند هذا الحد فقد قام صدام باتهام الكويت أنها تنقب عن البترول في الأراضي العراقية وطالبهم بدفع 2 مليار دولار كتعويض لذلك ونفى المسؤولين في الكويت ذلك وعادوا يطالبون صدام بدفع ديونه القديمة.

إستمرت حرب التصريحات بين الكويت والعراق لمدة حتى فاجأ صدام الجميع وقرر عدم دفع أي ديون وقال أن هذه الأموال هي فاتورة دفعتها العراق للدفاع عن بوابة الكويت الشرقيه ضد تقدم المد الشيعي وأن العراق حمت دول الخليج من إيران وهدد باحتلال الكويت إذا لم تقتنع بذلك.

تدخلت جامعة الدول العربية لفض النزاع وفشلت ورفضت الكويت فتح أي محادثات مع العراق ورأت أن صدام حسين أصبح يشكل خطراً كبيراً على وجودها بعد تهديده باحتلالها.

الولايات المتحدة الأمريكية تحذر صدام حسين من غزو الكويت

بعدها حذرت الولايات المتحدة الأمريكية صدام حسين من غزو الكويت الذي سيتسبب في قلب كافة الموازين في المنطقة كلها فقام صدام بنفي أي نوايا لديه لغزو الكويت ووضح للجميع أنها فقط مجرد تهديدات كلامية ليس أكثر ولا أقل واعتقد معظم زعماء العرب أن تلك التهديدات نابعه من مجرد تخويف الكويت وردعها عن المطالبة باموالها لدى العراق وكانوا يرون أن اقصى ما يمكن لصدام فعله هو السيطرة على مجموعة من آبار النفط الكويتية فقط.

لكن فاجأ صدام حسين الجميع ونفذ تهديده في يوم الخميس الثاني من أغسطس عام 1990 عندما استيقظ الكل على مشاهد دخول الجيش العراقي للكويت بقوة 100 ألف جندي عراقي ومصاحبة 300 دبابة وكان الجيش الكويتي لا يستطيع صد هذا الهجوم القوي العراقي لأن تعداد الجيش الكويتي كان مجرد 16 ألف جندي فقط ليس أكثر.

في أول أيام الغزو سيطرت القوات العراقية على موانى الشعبية والاحمدي اللذان يعتبران من أهم المرافق النفطية بالكويت وبعدها سيطروا على قاعدة أحمد الجابر وعلي الجابر الجوية .

صدمت القيادات الكويتية ولم تستطيع استيعاب مايحدث على الأراضي الكويتية لأن عناصر المفاجأة الذي قام به صدام حسين كان حاسماً للغاية ولم يمضي الكثير من الوقت حتى انتفض ولي العهد الكويتي الشيخ سعد العبدالله الصباح واستقر بغرفة عمليات رئاسة أركان الجيش الكويتي بمصاحبة عدد من كبار قادة الجيش الوزراء لوضع أي حلول مؤقتة لهذه الكارثة. 

كان ولي العهد الكويتي يرى أن صدام حسين سوف يتراجع خاصة بعد قيام مجموعات من الجيش العراقي ببعض التحركات التي توحي بالانسحاب إلي العراق فحدث تراخي في صفوف الجيش الكويتي وأعلن ولي العهد مسؤوليته الكاملة عن الغزو بعد القصور الذي حدث في إمدادات الزخيرة وعدم توقع القادة الكويتين للغزو العراقي حتى بعد تحرك الجيش العراقي على الحدود الكويتية.

جلسة استثنائية

طالبت الكويت بعقد جلسة استثنائية لمجلس الأمن الدولي ليتم البت في الغزو العراقي للكويت واتخاذ موقف ضد الجيش العراقي وصدام وفي يوم 6 اغسطس بدأ مجلسس الأمن بتوقيع عقوبات اقتصادية صارمة على العراق وبسببها مات أكثر من مليون طفل عراقي لاحقاً عانوا من نقص الغذاء.

كان هدف تلك العقوبات كسر أنف صدام حسين وإجباره على التراجع عن غزو الكويت واستخدم صدام ذكاءه كالعادة وقام بتنفيذ مناورة بالانسحاب من الكويت لكنه كان إنسحاب ظاهري لأنه كان يوجد الآلاف العناصر العراقية المنتشرة بالكويت.

تصاعدت الأحداث وطالب مجلس الأمن الدولي صدام حسين بالانسحاب الفوري والغير مشروط من الكويت وقررت الولايات المتحدة تجميد كافة أصول العراق أما الإتحاد السوفيتي فمنع كافة واردت السلاح لجيش صدام.

وفي يوم 8 أغسطس أعلن ملك السعودية الاستعانة بقوات عربية وإسلامية لتحرير الكويت من الجيش العراقي ودعى الرئيس مبارك لعقد مؤتمر قمة عربي وتم الإتفاق على إرسال قوات عربية لتحرير الكويت.

بعدها تم مفاجأة صدام حسين بقيام القوات الأمريكية بإطلاق صواريخ كروز على بغداد وأعلن التحالف الدولي إسقاط أكثر من 80 ألف طن من القنابل فوق مواقع الجيش العراقي وتم تدمير البنية التحتية الكويتية والعراقية واعترف البنتاجون بأن أكثر من 70% من القنابل أخطأت في أهدافها وتسببت بقتل المدنيين في العراق.

استمرت الحملة الجوية على شمال وجنوب العراق أكثر من 40 يوم بهدف استنزاف قدرات الجيش العراقي وكان الهدف هو التمهيد للهجوم البري ضد الجيش العراقي بقيادة قوات 34 دولة كونت تحالف ضد صدام حسين وتم تسمية هذه الحملة ضد الجيش العراقي لتحرير الكويت بإسم " عاصفة الصحراء" ، وصل عدد جنود قوات التحالف لقرابة المليون جندي واعادت للاذهان مشاهد الحرب العالمية .

انقسمت القوات الي ثلاث مجموعات اتجهت الأولى لتحرير مدينة الكويت والثانية لحصار جناح الجيش العراقي بغرب الكويت أما المجموعة الثالثة فكانت تهاجم العراق من الجنوب لإجبار صدام على التراجع للدفاع عن أراضيه.

استعمل صدام دهائه كالعادة فقام بعد يوم واحد فقط من قيام عملية عاصفة الصحراء بضرب مواقع داخل إسرائيل ب ٣٩ صاروخ سكود وتسبب ذلك بجنون قادة إسرائيل وكان هدف صدام إثارة غصب إسرائيل لدخولها طرف في المعركة ليتسبب ذلك بحدوث شرخ في التحالف الدولي لتحرير الكويت بقيادة أمريكا ولكي تنسحب القوات العربية والإسلامية التي كانت تشكل عصب التحالف.

وعت الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا مخطط صدام وطلبت من قادة إسرائيل عدم الرد على استفزازات صدام حسين وكانت الإدارة الأمريكية ترى أن صدام سوف يتحول إلي بطل شعبي وتؤيده الشعوب العربية إذا تدخلت إسرائيل .

استمر تقدم قوات التحالف الدولي ومع الوقت كان يتضح الفوارق الرهيبة في التسليح والتفوق العسكري بينها وبين الجيش العراقي المستهلك من حرب الخليج الأولى ضد إيران.

بدأ صدام حسين يفكر فعلياً في التراجع وفي يوم ٢٦ فبراير عام ١٩٩١تحرك الجيش العراقي منسحبا من المنفذ الحدودي بين العراق والكويت ورصدت الولايات المتحدة هذه التحركات فقامت بضرب ارتال الجيش العراقي المنسبحة من الكويت وحدثت مجزرة في قوات صدام حسين وتم تسمية هذا الممر بطريق الموت واضطر الآلاف الجنود العراقيين للسير على الأقدام في طريق عودتهم من الكويت الى العراق لتفادي القصف الامريكي لأي مركبة تمر.

ومازالت زكريات الغزو العراقي للكويت محفورة في رؤوس الكويتيين وفي مدنهم التي شهدت المعارك أما بالنسبة للعراق فكانت الفاتورة باهظة الثمن بالنسبة له بعد تجميد كافة ارصدتة في البنوك العالمية لحين سداد تعويضات المتضررين من غزو الكويت.

استمر العراق العديد من السنوات في سداد التعويضات وانتهت اسطورة المحافظة رقم ١٩ للعراق التي سعى لتحقيقها صدام حسين وبدأت مرحلة سقوط نظام البعث العراقي وزعيمه صدام حسين التي وقعت بغزو العراق في عام ٢٠٠٣ ليسقط الرجل الذي انقسم عليه الجميع ويتم القبض عليه ومحاكمته واعدامه.