تحقيقات وحوارات
فيديو.. سوريا فوق البركان.. بشار الأسد يقترب من نهايتة المحتومة
مظاهرات في كل مكان.. وحشود عسكرية على الحدود العراقية السورية لإسقاط النظام
البداية كانت من محافظة السويداء ذات الأغلبية الدرزية في الجنوب والتي تفجرت فأعادت الاحتجاجات ضد بشار الأسد إلي سيرتها الأولى فالسويداء وهي المحافظة التي لطالما كانت بعيدة عن تسجيل أي غضب أو مظاهرات شعبية عارمة انفجرت بصورة مفاجأة بعد أن كانت تغلي فوق صفيح ساخن ضد بشار الأسد والنظام السوري فأهل السويداء اعلنوها وبشكل صريح أنه لا يمكن العيش تحت حكم هذا النظام الطاغية الفاسد وذلك في ظل تردي الواقع المعيشي وانهيار النظام الاقتصادي وغياب الخدمات الأساسية من الحكومة السورية وبسبب تسلط الميليشيات والقوات الأمنية التابعة للنظام.
المظاهرات في السويداء هذه المرة رفعت سقف المطالب للغاية حيث تم رفع علم الثورة السورية لعدة مرات خلال الاحتجاجات وقد طالب المحتجون بإسقاط النظام السوري ورحيل بشار الأسد عن حكم البلاد وقد حاول الأسد إرسال بعض الوسطاء إلي الاحتجاجات المشتعلة لتهدئة الأوضاع لكنها لم تجدي نفعا مع الثوار الذين ظلوا يطالبوا برحيل النظام ورأسه لإنهاء معاناة الشعب السوري.
الاحتجاجات في السويداء
الاحتجاجات في السويداء أعادت انفجار الأوضاع في كافة أنحاء سوريا حيث شهدت محافظة درعا تسجيل عدة نقاط للتظاهر داخلها كما شهدت الجمعة الأولى من شهر سبتمبر أكبر معدل التظاهرات من حيث عدد المتظاهرين الغفير منذ بداية المظاهرات في السويداء على الإطلاق.
أما في الشمال السوري الخارج عن سيطرة نظام الأسد خرجت المظاهرات الداعمة تماماً لاحتجاجات السويداء والتي طالبت برحيل نظام الأسد إلي الأبد عن سوريا تلك التظاهرات التي تزامنت مع حالة الغليان في شمال شرق سوريا في ظل سيطرة ميليشيات قسد على مناطق شاسعة من الأراضي السورية انفجر غضب العشائر العربية ضدها في ظل تسلط الميليشيات على مقدرات العشائر العربية فيها بسبب تنفيذ تلك الميليشيات لما يشبه عملية الانقلاب على المكون العربي.
بداية الخلاف حدثت بين مجلس دير الزور العسكري وقسد حينما استدعت قسد قيادات المجلس لاجتماع هام في مدينة الحسكة ثم قامت باعتقال قادة مجلس دير الزور العسكري اخفاءهم عن الأنظار بهدف السيطرة على المكون العربي بالكامل والتآمر ضده وبدأت الانتفاضة من منطقة السور فى ريف دير الزور الشمالي والتي ينحدر منها أغلب قيادات المجلس ومن ضمنها أبو خولة قائد المجلس العسكري لدير الزور وسرعان ما اشتعلت المظاهرات العشائرية ضد قسد معلنين الرغبة في خروج قسد من أراضي دير الزور.
دير الزور
وخلال أيام قليلة تمكن مقاتلي العشائر العربية من السيطرة على مناطق استراتيجية في دير الزور من ايدي الميليشيات القسدية منها منطقتي البصيرة والصابحة ولا تزال رحى الاشتباكات دائرة بين الطرفين وسط تقدم ملحوظ من مقاتلي العشائر العربية ضد قسد ويأتي كل هذا وسط وقوف قوات التحالف الدولي على الحياد بين الطرفين حيث نشر بيانا طالب فيه بالهدوء لحل الخلاف بين الطرفين ويبدو أن ذلك الحياد هو الفرصة الأخيرة لقسد في مواجهة العشائر العربية حيث أصبح من الواضح أن التحالف الدولي سيتخلى عن ميليشيا قسد لتواجه مصيرها فإما أن تقضي عليهم أو يقضوا عليها ويخرجوا من المنطقة ولعل الفرضية الأولى صعبة التخيل مع قسد التي طالما دخلت معاركها بدعم من التحالف الدولي أمام أبناء العشائر ولم تحارب وحدها من قبل.
حياد التحالف الدولي تزامن مع تحركات أمريكية وصفت بالمريبة حيث أرسلت تعزيزات ضخمة إلي الحدود العراقية السورية توزعت بين قاعدة عرين الأسد في العراق وقاعدة التناف في سوريا بينما اتجهت قوات أخرى إلي حقل كونيكوا بدير الزور في وقت ذكرت فيه مصادر مقربه من قسد في أواخر أغسطس أن التحالف بقيادة واشنطن أعطى القوات الإيرانية المتواجدة على الجانب الغربي من نهر الفرات على الحدود السورية العراقية الأردنية مهلة للانسحاب من المنطقة وإلا سينفذ عملية عسكرية واسعة ضدها وذلك تمهيدا لما أسماه المصدر بإنشاء منطقة عسكرية عازلة فيما ذهبت مصادر أخرى عن بداية التجهيز لعملية عسكرية لإسقاط نظام الأسد تنطلق من الحدود العراقية السورية وسط صمت الولايات المتحدة الأمريكية عن التعليق على القصة وبعض التصريحات الروسية الخاصة بما يحدث في شمال شرق سوريا والتي قد تكون مهمة لتركيا التي تحارب ميليشيات قسد منذ سنوات.
وفي هذا الإطار قال وزير الخارجية الروسية سيرجي لافروف أن بلاده قد اقترحت على تركيا العودة إلي الاتفاقيات التي تسمح لقوات مكافحة الإرهاب التركية الدخول للأراضي السورية بعد موافقة دمشق ومن ضمنها اتفاقية " أضنا" التي تسمح لتركيا بدخول الأراضي السورية على عمق ٣٠ كيلو متر من أجل تعقب العناصر الإرهابية في حال شعورها بوجود خطر إرهابي على حدودها يهدد أمنها القومي وهو مؤشر يدل على تجهيز تركيا لعملية عسكرية جديدة ضد قسد تزامناً مع انتفاضة العشائر ما يسهل عليها تدمير ميليشيا قسد.
القمة العربية في جدة
وبين الاشتباكات والاحتجاجات والتحركات العسكرية يأتي وضع بشار الأسد على الساحة العربية فقد وصل قطار التطبيع العربي مع نظام الأسد من جديد لمحطة دعوتة لحضور القمة العربية في جدة وارسلت له الدول العربية شروطها للموافقة على التطبيع مع الأسد ومن أهمها ملف المخدرات وملف التمدد الإيراني حيث تعهد الأسد بالموافقة على هذه الشروط من أجل العودة لعضوية جامعة الدول العربية لكن الأسد لم ينفذ أي من الشروط المطلوبة مما تسبب بحالة من الغضب والغليان ضده وتحديداً من المملكة العربية السعودية حيث كشفت العديد من المصادر عن رسالة سعودية شديدة اللهجة بعثتها المملكة لبشار الاسد لتعد بمثابة الإنذار الأخير حيث منحت السعوديه مهلة تنتهي بنهاية عام 2023 لتنفيذ بعض الشروط الهامة لاستئناف عملية التطبيع وإعادة الإعمار فبشار الأسد وبعد مرور شهور من التواصل مع الدول العربية يبدو عاجزاً عن تنفيذ مطالبها تزامناً مع وجود المظاهرات التي تجتاح سوريا رفضاً لأوضاع معيشية صعبة وقاسية للغاية نتيجة إنتشار الميليشيات التي تتحكم بأرزاق المواطنين ناهيكم عن المظاهرات المشتعلة في الأماكن الخارجة عن سيطرته والتي تعد قنابل موقوته قد تنفجر في النظام السوري وتطيح به في أي لحظة.
وهاهي سوريا التي ظلت تعيش حالة من الضبابية منذ سنوات تعود من جديد لوجهة الأحداث ويغلي بركانها ويكاد ينفجر ليدمر نظام الأسد العاجز عن فعل أي شئ.. فهل يصمد الأسد أكثر من ذلك أم أن المسألة أصبحت شبه محسومة وبات والسقوط هو مصير بشار الأسد المحتوم.