اهم الاخبار
الأحد 22 ديسمبر 2024
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

تحقيقات وحوارات

فيديو.. أيلول الأسـود.. عندما أنقـذ الرئيس عبدالناصر ياسر عرفات من الموت وهـربه في ملابس أمير الكويت

كل ما تريد معرفته عن أحداث أيلول الأسود أو الحرب الأهلية الأردنية

الوكالة نيوز

أحداث أيلول الأسود أو الحرب الأهلية الأردنية تلك الحرب الصغيرة التي قامت بين العربي وأخيه العربي.. وكادت أن تطيح بالمملكة الهاشمية الأردنية أو تقضي على المقاومة الفلسطينية.. حيث نشب الصراع في الأردن بين القوات المسلحة الأردنية بقيادة الملك حسين ومنظمة التحرير الفلسطينية بقيادة ياسر عرفات.. فما هي تفاصيل ذلك الصراع المرير وكيف استطاع الزعيم جمال عبدالناصر إنهاء الأزمة وإنقاذ حياة ياسر عرفات عن طريق تهريبه بخطة بخطة سرية؟ إليكم القصة..

هجوم على بلدة الكرامة الأردنية

بعد أن فقد الأردن السيطرة على الضفة الغربية عام 1967، نقل الفدائيون الفلسطينيون قواعدهم إلى الأردن.. واستقبلهم الأردن بترحيب كبير دون أي خلاف حتى قامت المقاومة بتصعيد هجماتهم على العدو والأراضي المحتلة.. حتى قام العدو بتنفيذ هجوم على بلدة الكرامة الأردنية للقضاء على قواعد المقاومة وقام الفدائيون بصد الهجوم بالاشتراك مع القوات المسلحة الأردنية وانتصروا على العدو.. وأدى الانتصار في معركة الكرامة عام 1968 إلى زيادة الدعم العربي للمقاتلين الفلسطينيين في الأردن.. وهو ما أدى إلى تنامي قوة منظمة التحرير في الأردن وبحلول عام 1970، بدأت علنا المطالبة بالإطاحة بالملكية الهاشمية.. وأصبحت المنظمة تتعامل كأنها دولة داخل الدولة.. لدرجة أنهم حاولوا اغتيال الملك حسين مرتين.. مما أدى إلى مواجهات عنيفة بينها وبين الجيش الأردني في يونيو 1970.. وأراد الملك حسين الإطاحة بالفدائيين من البلاد، لكنه تردد في الهجوم حيث لم يُرِد أن يستخدم أعداؤه ذلك.

اختطاف ثلاث طائرات مدنية 

حتى جاء الحدث الأكبر في تلك المواجهات بين الملك ومنظمة التحرير.. حيث قامت المنظمة باختطاف ثلاث طائرات مدنية وأجبروها على الهبوط في الزرقاء، وأخذوا مواطنين أجانب كرهائن، وقاموا في وقت لاحق بنسف الطائرات على الهواء مباشرة وأمام الصحافة الدولية. فكان هذا الحادث بمثابة القشة التي قسمت ظهر البعير وأمر الملك حسين جيش الأردن بالتحرك.

حيث حاصر الجيش الأردني المدن التي تتواجد بها منظمة التحرير بما في ذلك عمان وإربد وبدأ قصف الفدائيين الذين تمركزوا في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين بالمدفعية الثقيلة ومدفعية الدبابات.. وفي الثامن عشر من أيلول سبتمبر بدأت قوة من سوريا مع علامات جيش التحرير الفلسطيني يتقدمون صوب إربد التي أعلنها الفدائيون «مدينة محررة».. وفي 22 سبتمبر انسحب السوريون بعد شن الجيش الأردني هجوما ألحق بالقوة السورية خسائر فادحة.. وأصبح أبو عمار تحت نيران الجيش الأردني مختبئا في جبال عمّان.. لكن تدخل الزعيم جمال عبدالناصر حال دون مقتل عرفات.. فكيف دبر عبد الناصر هروب عرفات؟
كان عبدالناصر ومعه القذافي يرون في عرفات رمزا للمقاومة الفلسطينية يجب أن يتم إنقاذه من المأذق الذي وقع فيه.. فوضع عبدالناصر خطة لجلب ياسر عرفات إلى القاهرة.. وأودع تلك الخطة للفريق محمد أحمد صادق وزير الحربية آنذاك.. فأرسله ناصر للأردن ضمن الوفد العربى برئاسة الرئيس السودانى جعفر النميرى لبحث وقف القتال الدائر بين المقاتلين الفلسطينيين والجيش الأردنى، وفيما انشغل الوفد بمباحثاته مع المسؤولين الأردنيين، انشغل «صادق» بالمهمة المكلف بها من عبد الناصر سرا وهى إحضار «عرفات» إلى القاهرة.

برقية من الرئيس عبد الناصر

وخلال وجود الفريق صادق فى مقر الاستخبارات العسكرية بجبل اللوبيدة، حيث لم يجد عرفات هناك، جاءت برقية أخرى مستعجلة إليه من الرئيس عبد الناصر بالتأكيد على ضرورة إحضار أبو عمار للقاهرة، فسلم الفريق صادق البرقية إلى اللواء إبراهيم الدخاخنى لأنه كان يعلم اتصاله الدائم مع خليل الوزير «أبو جهاد» أحد مؤسسي منظمة التحرير والمقرب من عرفات بواسطة جهاز اللاسلكى، وكان اسم «الدخاخنى» الحركى هو «أبو اليسر» وهو بالمناسبة أحد أبطال عملية المدمر إيلات، وقام الدخاخنى بالتنسيق مع أبو جهاد بترتيب الأمور لانتقاله إلى حيث يوجد أبو عمار بهدف اصطحابه إلى السفارة المصرية فى جبل عمان الذى يوجد فيها الوفد العربى.. وبالفعل استطاع عرفات الوصول للمكان.. وبقيت العقبة الأخيرة وهي كيف سيصل عرفات إلى المطار مع الوفد العربي دون أن يعلم به الجيش الأردني.. فاقترح أبو حسن سلامة حارس عرفات.. أن يتنكر عرفات بلبس دشداشة وحطة وعقال كويتيين يرتديهم الشيخ سعد الصباح، وكانت هناك مشكلة أن الشيخ سعد الصباح طويل القامة وجسده ضخم، بينما عرفات رفيع متوسط القامة، وانهمك «سلامة» والضابط المصرى فى ترتيب الدشداشة بحيث تبدو مناسبة، وعندما انتهى الأمر ارتدى عرفات الزى الكويتى، وتم التأكيد على جاهزية عائلتين من العوائل الدبلوماسية التونسية الراغبين بالمغادرة على الطيران المصرى».. وتوجه موكب الوفد العربى برئاسة النميرى إلى المطار، وكذلك العائلتان التونسيتان الأمر الذى أدى إلى اختلاط الوفد بالعوائل التونسية مما أسهم فى تسهيل عدم الاشتباه فى وجود عرفات ضمن الوفد، وفى المطار أصدر النميرى تعليماته بالصعود فورا ودون بروتوكولات بسبب الأوضاع الطارئة والالتحاق بالقمة العربية بأسرع وقت، وحضر عرفات ومعه أبو حسن سلامة. 

وفى يوم 25 سبتمبر اتصل الوزير صادق بالرئيس عبد الناصر الذى بادره بالسؤال: ماذا فعلت؟. فأجاب صادق: أبو عمار معى فى المكتب، فرد عبد الناصر مندهشا: معك فى القاهرة، أجاب صادق: نعم يافندم هو بجوارى الآن يرتدى بدلة الحارس المرافق لى.. فقال عبد الناصر: حالا تكون عندى فورا، ويؤكد الوزير صادق: بعد دقائق كنا فى منزل الرئيس عبد الناصر، وكان اللقاء مؤثرا وتعانق مع عرفات مرددا عدة مرات: الحمد لله.

وأقام عبدالناصر قادة الدول العربية لعقد قمة وحل الأزمة.. وذلك لإرضاء الملك حسين وحفاظا على أرواح المقاومين.. وبالفعل تم حل الأزمة وإعلان وقف إطلاق النار.. وخروج المقاومة الفلسطينية من الأردن.. وقام عبدالناصر بنفسه بتوديع قادة الدول العربية على سلم الطائرات.