تحقيقات وحوارات
فيديو.. عندما تواجه جندي إيراني مع جندي عراقي أثناء حرب الخليج الأولى وبينهما نسخة من المصحف الشريف
لن تصدق ماذا فعل الإيراني مع العراقي.. وماذا حدث لهما في النهاية!؟
لولا أنه تم صناعة فيلم وثائقي عن هذه القصة وتم توثيق أحداثها لما صدقها أحد من فرط غرابتها.
بدأت القصة أثناء حرب الخليج الأولى بين العراق وإيران. ففي أحد الخنادق التي كان يستخدمها الجيش العراقي في إيران كان هناك جندي عراقي اسمه "ناجح". كان "ناجح" يتحصن مع زملائه بخندقه بعدما أبلغته القيادة أن الإيرانيين سيقومون بالهجوم اليوم، وهو ما حدث بالفعل. فعلى حين غفلة من "ناجح" وزملائه تم إسقاط صاروخ بالقرب من الخندق وأنهى حياة جميع من بالخندق، بينما تسبب في إصابات بالغة لـ "ناجح" .. فظن أن نهايته قد حانت.
بعد دقائق من ذلك وبينما يُعاني "ناجح" من إصابته، كان هناك جندي إيراني اسمه "زاهد" يمر بجانب الخندق. نزل "زاهد" إلى الخندق بحذر شديد ليستكشفه ويقضي على أي جندي عراقي لم يزل حيًّا بداخله.
بداخل الخندق تعثر الجندي الإيراني "زاهد" في الجندي العراقي "ناجح"، ووجد أنه لم يزل على قيد الحياة. رفع سلاحه ليطلق عليه، لكن الجندي العراقي طلب منه ألا يُطلق. وهنا شعر الإيراني بمشاعر غريبة وأصبح هادئًا بعض الشيء، وبدأ يُفتِّش الزي العسكري للعراقي خوفًا من أن يكون قد خبَّأ سلاحًا به. لكنه لم يجد سلاحًا، بل وجد نسخة من القرآن.
مصحف
حمل الجندي الإيراني المصحف وفتحه، فوجد بداخله صورة أسرة الجندي العراقي. كانت الصورة بها زوجته وابنه، وكان هذا المصحف قد أهدته والدته إليه وقالت له إن سيحميك من كل سوء في هذه الحرب.
عندما رأى الجندي الإيراني أسرة الجندي العراقي شعر بالتعاطف معه، خاصة أن الصورة كانت بداخل المصحف، وقرر أن يُنقذه. في تلك اللحظات كان بعض الجنود الإيرانيين ينزلون إلى الخندق، فطلب "زاهد" من "ناجح" أن يصمت تمامًا ويدعي أنه ميت حتى لا يلاحظوه. ثم جاء بأجساد زملائه العراقيين ووضعهم فوق بعضهم البعض أمامه حتى يُخفيه عن الجنود الإيرانيين. لم يكتفِ الجندي الإيراني بذلك فقط، بل أعطاه مُسكِّنًا للآلام أيضًا لأنه كان يعاني من إصابات بالغة.
أسير حرب
وظل "زاهد" يعتني بـ "ناجح" لمدة 3 أيام متتالية، حتى انتهت المعركة وقام بنقله إلى المستشفى باعتباره أسير حرب. لكن القصة لم تنتهِ هنا، بل إن الأحداث الغريبة على وشك أن تبدأ.
لم تمضِ فترة طويلة حتى وقع الجندي الإيراني أسيرًا في أيدي العراقيين بعد هزيمة الإيرانيين في أحد المعارك. وظل الجندي الإيراني سجينًا لعدة سنوات في أحد السجون العراقية حتى انتهت الحرب، وعندها فقط تم إطلاق سراحه.
بعد إطلاق سراحه عاد إلى إيران فتفاجأ بما حدث. إذ وجد أن أسرته قد هاجرت خارج البلاد ولا أحد يعرف إلى أي دولة هاجروا بالضبط، والغريب أنهم ظنوا أنه توفي في الحرب وصنعوا له قبرًا بالقرب من المنزل. وقف "زاهد" أمام قبره وقرأ اسمه، وكانت هذه تجربة غريبة للغاية بالنسبة له. ظل لعدة سنوات من حياته يبحث عن أسرته دون أن يجدهم، بالإضافة إلى معاناته الشديد من ذكريات الحرب. وفي النهاية استطاع أن يجد وظيفة على إحدى السفن الإيرانية التي تسافر إلى كندا، ثم استطاع أن يجد وظيفة في كندا واستقر هناك.
على الناحية الأخرى كان الجندي العراقي ناجح لم يزل سجينًا في السجون الإيرانية. وعلى الرغم من انتهاء الحرب منذ سنوات لم يُطلق سراحه إلا في عام 2000. كان أهله قد تركوا العراق بعد الحرب وهاجروا إلى كندا، وعندما علموا أنه لم يزل حيًّا ولم يمت في الحرب فرحوا بشدة.. ثم حصلوا له على إقامة في كندا.
الآن، أصبح الاثنان في كندا دون أن يعرفا ذلك.. والقدر يُجهِّز لهما مفاجأة لا تحدث في الأفلام.
اضطرابات ما بعد الحرب
في ذلك الوقت كان الجندي الإيراني "زاهد" يُعاني من اضطرابات ما بعد الحرب ويفكر في إنهاء حياته، خاصة أنه لم يعثر على أي أثر لأسرته. فأشار عليه زميله في السكن بأن يذهب إلى مركز للتأهيل النفسي في كندا، فأخذ بنصيحته وذهب إلى ذلك المركز. وفي نفس الوقت كان شقيق الجندي العراقي "ناجح" يُعالج في ذلك المركز، فذهب معه إلى هناك.
يقول "ناجح" إنه عندما دخل إلى المركز لاحظ وجود شخص ملامحه تشبه الملامح العراقية، فألقى عليه السلام وعلم منه أنه إيراني. وبما أن "ناجح" قضى عدة سنوات في السجون الإيرانية فقد تعلم القليل من اللغة الفارسية، وبدأ يتحدث مع ذلك الشخص الإيراني.. ثم جاءت سيرة الحرب واكتشف الاثنان أنهما حاربا في معركة واحدة، والاثنان أصبحا أسيرا حرب فيما بعد، وكانت المفاجأة الكبرى بالنسبة لهما عندما أدركا أنهما التقيا في ذلك الخندق.. لقد كان ذلك الشخص هو الجندي الإيراني "زاهد" الذي أنقذ حياة ناجح قبل سنوات عديدة!
بدأ الاثنان في البكاء، وتعانقا مثلما يتعانق الإخوة على الرغم من كل الخلافات بين الدولتين.. وبعد ذلك تم صنع فيلم وثائقي شهير عن هذه القصة المدهشة، وأظهر الاثنان في الفيلم أنهما أصبحا الآن أصدقاء مقربين. وقال "ناجح" إنه يحاول الآن أن يرد الجميل ل "زاهد" الذي لم يزل يُعاني من آثار الحرب.. ويحاول أن يُرفه عنه ليتجاوز همومه.. ولا ينسى أبدًا المعروف الذي صنعه له في الخندق قبل سنوات.
بعيدًا عن الخلافات السياسية، هذه قصة إنسانية مليئة بالإيجابيات.. تُظهر لنا أننا جميعًا بشر نملك قلوبًا رحيمة بين صدورنا، وهذه القلوب تجعلنا نتصرف أحيانًا مثل الملائكة. فما تعليقك على هذه القصة الغريبة؟