تحقيقات وحوارات
فيديو.. شهـداء الكهف المصري.. 10 جنـود من الصاعقة قـتلوا 800 جندي من الكيان واختبئوا في كهف داخل الجبل لمدة شهر
لن تصدق النهاية البطولية والصـادمة بعد رفضهم الاستسلام
في 1969 بينما كانت طائرات العدو منتشرة في كل مكان فوق جبل سانت كاترين.. كان تسعة أبطال من الصاعقة المصربة يختبئون داخل كهف في الجبل وينظرون إلى جثمان زميلهم الشهيد فتحي عمران وهو يتحلل أمامهم.. وكان أمام المجموعة خيارين فقط وهو أن يخرجوا ويستسلمون للعدو أو يظلوا مختبئين داخل الكهف يواجهون مصيرهم المجهول بعدما قتلوا 800 جندي من العدو.. وهنا اتخذ الأبطال الموقف الذي ستكون نهايته صادمة للجميع.. فإليكم القصة التي يجب أن نذكر بها العدو دائما
بعد النكسة 1967 وصل جنود العدو إلى منطقة جبل سانت كاترين في سيناء وأرادوا أن يتحصنوا داخل أسوار دين سانت كاترين لكن مطران الدير ومن معه من رهبان وقساوسة رفضوا دخول أي جندي داخل الدير.. فاضطر الجنود للتمركز بجانب الدير وقامت إسرائيل ببناء قاعدة صواريخ حديثة في منطقة سانت كاترين واحتفل بها الأعداء كنصر تاريخي وهنا صدرت الأوامر العليا من الجيش المصري بضرورة تدمير تلك القاعدة بل والحصول على رأس متفجر من تلك الصواريخ لفحص مدى تطوره.. وفي 1968 كانت القاعدة التي تسمى مردخاي جور.. أصبحت الخطة المصرية جاهزة لتدميرها.. فقامت فرق الاستطلاع بدراسة المنطقة ورسم الخرائط.. وتم تكليف 10 جنود من أبطال الصاعقة المصرية بالمهمة وكان قائدهم النقيب مصطفى راضي.. وتم تحديد موعد العملية في 19 إبريل 1969.. وفي مساء يوم العملية عبر العشرة جنود قناة السويس بقارب مطاطي إلى الساحل الشرقي وهناك استلمهم دليل من بدو سيناء لاصطحابهم للموقع.. وبدأ الأبطال بالعملية وزرع الألغام في كل الأماكن المحددة واستطاح أحدهم بالفعل حمل رأس متفجر.. لكن أثناء الانسحاب شعرت كلاب الحراسة بهم وبدأت في النباح وخرج جنود العدو لمطاردة الجنود المصريين وفي تلك اللحظة كانت التفجيرات تملأ قاعدة الصواريخ وتنسفها تماما وأثناء انسحاب المجموعة كان الرقيب فتحي عمران يغطي ظهر المجموعة بإطلاق النار الكثيف أثناء الانسحاب حتى أصيب ببعض الطلقات واستطاع الجنود الاختباء في أحد الكهوف داخل الجبل..
تدمير القاعدة
وكانت العملية قد أسفرت عن تدمير القاعدة بالكامل بالإضافة لمقتل 800 جندي من جنود الكيان العدو.. وأثناء تواجد المجموعة في الكهف انطلقت طائرات العدو تحلق فوق المنطقة لاستكشاف العملية والبحث عن الجنود الذين قاموا بها.. لكن لم يجدوا لهم أي أثر فأطلقوا الإنذارات ونداء للجنود بالاستسلام والخروج من المنطقة حيث يعلمون جيدا أن المجموعة ما زالت مختبئة في الجبل لكن لا يعرفون مكانهم على وجه التحديد.. وفي تلك اللحظة بدأت البطولة المأساوية لجنود الصاعقة المصرية.. حيث استشهد الرقيب فتحي عمران أمام أعينهم بعدما نطق الشهادة.. وهنا أخبرهم القيب مصطفى راضي أنه لا يوجد أمامهم سوى خيارين اثنين بعد انقطاع الاتصال بين الجنود والجيش المصري وهما إما أن يخرجوا ليستسلموا للعدو أو يبقوا مختبئين في الكهف دون أن يعلموا ماذا سيحدث لهم.. وبمرور الوقت بدأ الجوع والعطش يحاصر الأبطال..
نظرة الاستسلام
لكن لا عيبَ على بطلٍ قتله الجوع أو العطش.. حيث توفي من التعب والجوع بطل آخر هو سعيد عبدالله.. وكان الباقون يلقنون من يحتضر الشهادة قبل وفاته حتى بدأ الأبطال يتساقطون واحدا تلو الآخر.. ولا زال كلاب الأعداء يحومون حول الجبل في الخارج ينتظرون أن يروا نظرة الاستسلام والهزيمة في عيون الأبطال الذين كسروا أنوفهم.. إذ قامت الطائرات الإسرائيلية بضرب الجبل كله من جديد لمدة أسبوعين متواصلين بحثا عن منفذي العملية.. وفي رابع وخامس يوم مات اثنان آخران من الأبطال.. وظل الجنود داخل الكهف لما يقرب من شهر حتى مات آخر جندي بجانب زملاءه.. وفي ذلك الوقت كان الجيش المصري اعتبرهم من المفقودين حيث لم يعثروا عليهم بعد العملية..
خيوط القصة
وظل الأبطال مدفونين في الكهف حتى عام 1984 عندما جاء أحد البدو وبلغ مديرية أمن سيناء أنه عثر على عشرة هياكل بشرية داخل أحد الكهوف وبجانبهم زي ممزق من الجيش المصري.. وعلى الفور بدأ التحقيق في الأمر وتولت لجنة التحقيق في الجيش المصري بالوصول للحقيقة عندما بدأت خيوط القصة تتجمع معهم بعد العثور على أسماء العشرة جنود مكتوبة بالدم على جدار الكهف.. وعلم الجيش المصري أنهم الأبطال الذي فقدوا بعد تلك العملية وتيقنوا أن هؤلاء الجنود ماتوا أبطالا بالفعل بعد أن رفضوا الاستسلام للعدو.. وقرر الرئيس مبارك دفن الجنود وتكريمهم بالطريقة التي تليق بهم.. وفي النهاية ماذا كنت ستفعل لو كنت في مكان أحد هؤلاء الجنود هل كنت ستستلم للعدو أم ستحذوا حذوهم؟