أخبار عاجلة
خالد العوامي يكتب من أبو ظبي: الحوار وسيلة لإيقاف الحروب.. الأبواب المغلقة لا تصنع سلامًا
عبد الله بن بيه: الحوار وسيلة تعارف وضعها القرآن.. وأساس لتقارب الشعوب والقبائل علي الارض
قال الشيخ الدكتور عبد الله بن بيه عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة أديان من أجل السلام إذا كانت الحرب أوّلها كلام كما تقول العرب فإنّ السلم أوّله كلام أيضا؛ ولذا فلابد من الحوار والتباحث لإيقاف الحروب ولتخفيف التوترات؛ فإن الأبواب المغلقة والأسماع المؤصدة لا تؤدي إلى التفاهم ولا إلى السلام.، لذا فإن الدعوة إلى الحوار كوسيلة هو أمر لا بديل عنه، وطريق لا بد من سلوكها، لأنه بديل الصراع الدائم، إنه يُطلع الأطراف على وجود وسائل أخرى للتعايش ومخارج للمشاكل لصالح الجميع ولمصلحة الكل. إنه المنهج الصحيح، فالعقل يرشّحه، والتجربة تصحّحه، والدين يرجّحه، إنّه منهج دولة الامارات وقيادتها الرشيدة.
جاء ذلك خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الدولي لحوار الحضارات والتسامح المنعقد في العاصمة الاماراتية ابو ظبي وشارك بالحضور ميغيل موراتينوس الممثل السامي لمنظمة الأمم المتحدة لتحالف الحضارات، والدكتور على راشد النعيمي رئيس لجنة الدفاع والداخلية والخارجية بالمجلس الوطني الاتحادي، واللواء أحمد ناصر الرئيسي رئيس الإنتربول، والمستشار محمد عبد السلام الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين و100 منظمة عالمية، وأكثر من 5000 مشارك، بما في ذلك 50 متحدثاً.
كما حضر ايضاً جلسات المؤتمر الدكتور عبد الله بلحيف النعيمي، رئيس المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة ورئيس مجلس الأمناء لمركز باحثي الإمارات للبحوث والدراسات، و عفراء الصابري مدير عام وزارة التسامح والتعايش.
وأضاف أن للحوار قيمة مركزية، وسمة بارزة، في الحضارة الإسلامية والعربية، فالحوار هو وسيلة التعارف التي وضعها القرآن الكريم أساس التعارف بين الشعوب والقبائل بين الأرض، والحوار وحده يتيح التعرف والتعريف، التعرف على الغير والتعريف بالنفس، و قد أَصّل الإسلام للحوار، وجعله مبدأ أساسياً للتواصل مع الآخر، القريب أو الغريب، المشابه أو المغاير.
وعُبِّر عن الحوار في القرآن والسنة بعبارات متعددة تشير كلها إلى غاية واحدة، هي الفهم والتفهم، واستخدام الكلام بدلاً عن الحسام، والسلام بدلاً عن الخصام، إنه إذاً حوار في كل المجالات، بكل الاتجاهات وعلى كل المستويات. فبالحوار يُبحث عن المشترك وعن الحل الوسط الذي يضمن مصالح الطرفين، هو إدارة للخلاف، وسعي للملائمات والمواءمات، التي هي من طبيعة الوجود، ولهذا أقرها الإسلام، وأتاح الحلول التوفيقية التي تراعي السياقات، وفق موازين المصالح والمفاسد المعتبرة.
وعن حوار الحضارات الذي نجتمع اليوم تحت مظلته - وهو نقيض صدام الحضارات - فأكد بن بيه أن تبادل للأفكار ووجهات النظر للوصول إلى تفاهمات وتقدير للتنوع والاختلاف وبحث عن القيم والفضائل المشتركة، وأنه تأكيد على أهمية الاحترام المتبادل والتسامح والتعايش بين الحضارات على الرغم من اختلاف اللغات والاعراق والأديان، إنه بناء الجسور بين المجتمعات ونشر لقيم السلم والتعايش. إنه بحث عن الأحسن وليس الحسن فقط، “وجادلهم بالتي هي أحسن”.
وأكد بن بيه أن ما يهم في الحوار هو الأهداف وليس الأطراف هو بحث دائم في الاقناع والارتفاع عن درك الحروب، "ألم نجعل له عينين ولسانا وشفتين"، تلك هي أدوات الحوار التي وهبها الله للإنسان.
واضاف عبد الله بن بيه أسمحوا لي أن أسهم بكلمات مختصرة حول الموضوع الذي طلب مني وهو موضوع "أصالة الحوار في الإسلام، ودور مفكري الإسلام في تعزيز حوار الحضارات والتسامح"، مؤكدا أن الحوار لغةً من حار يحور (إذا رجع، الرجوع عن الشيء، وإلى الشيء)، وهو حديث بين طرفين، قد ترتفع فيه النبرة قليلاً فيكون جدالاً، وقد يُلجأ فيه للبرهان والحجة فيكون حِجاجاً وقد يكون بنبرة ودية فيكون تشاوراً وتفاوضاً، إلا أن الحوار في كل الأحوال إظهار للمصالح للوصول إلى التصالح. وهو في حقيقته إطلاع الأطراف بعضها لبعض إلى إمكانية الوصول إلى توافق يسمح لكل منها أن يصل لمبتغاه أو شبه مبتغاه من مصلحة مادية أو معنوية.
الجدير بالذكر ان اعمال المؤتمر الدولي لحوار الحضارات والتسامح، كان قد انطلق اليوم الثلاثاء وسط حضور رفيع المستوي من كبار رجال الدولة تحت شعار تجسير الحضارات ورعاية التنوع، بمشاركة دولية واسعة، وذلك في مركز أبوظبي الوطني للمعارض .
ويحظى المؤتمر الدولي برعاية الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح ، وينظمه مركز باحثي الإمارات للبحوث والدراسات ووزارة التسامح والتعايش، بالتعاون مع مكتب الأمم المتحدة لتحالف الحضارات، ومكتب أبوظبي للمؤتمرات والمعارض التابع لدائرة الثقافة والسياحة الإماراتية .