اهم الاخبار
الثلاثاء 30 أبريل 2024
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

بأقلامهم

محمد السمالوسي يكتب: صنم البريستيج.. بين الظاهر والحقيقة

الوكالة نيوز

صنم البريستيج هو مفهوم يشير إلى الثقة المفرطة في السمعة أو الهوية الاجتماعية للفرد، والتي قد تصبح مرآة لقيمته الذاتية ومكانته في المجتمع. يمكن أن يعتبر هذا الصنم من خلال التمسك الشديد بالظهور الخارجي، والانغماس في ثقافة العرض والاستعراض، دون أخذ الحيادية أو القيم الأخلاقية في الاعتبار.

يعتمد صنم البريستيج على العوامل الظاهرية والمادية لقياس القيمة الشخصية، ويمكن أن يؤدي إلى تجاهل الصفات الحقيقية للفرد مثل الأخلاق، والإنسانية، والقدرات الفعلية. فعلى سبيل المثال، قد يتم تقدير شخص بناءً على مظهره الخارجي أو السيارة التي يقودها، بدلاً من قيمه الفعلية كما يقدمها في المجتمع.

تشير هذه الظاهرة إلى تطور مشكلة أساسية في المجتمعات المعاصرة، حيث يتم التركيز بشكل متزايد على الصورة الخارجية والمواد الفاخرة على حساب القيم الحقيقية والأخلاق. فعلى الرغم من أن البريستيج يمكن أن يكون مفهومًا مفيدًا في بعض الأحيان، مثل بناء الثقة بالنفس والإلهام، إلا أن الاهتمام المفرط به يمكن أن يؤدي إلى انفصال الفرد عن ذاته وعن قيمه الحقيقية.

لمواجهة صنم البريستيج، يجب على الأفراد تعزيز قيم النزاهة والصدق والتواضع، والتركيز على تطوير القدرات الفعلية والعلاقات الإنسانية الصحية. كما ينبغي على المجتمعات تعزيز ثقافة التقبل والاحترام المتبادل، وتشجيع التنوع والتعددية في تعريف النجاح والقيمة الشخصية.

باختصار، يجب على الأفراد والمجتمعات أن ينظروا بموضوعية إلى مفهوم البريستيج ويتحلوا بالتوازن في تقدير القيم الحقيقية للفرد، بعيدًا عن الظواهر السطحية والمادية التي قد تضلل الرؤية.