منوعات والمرأة والطفل
محمد السمالوسي يكتب: ثقافة الكومبوند.. بين الأمان والانفصالية الاجتماعية
الكومبوندات، هذا المصطلح الذي أصبح جزءاً لا يتجزأ من المجتمعات الحضرية المعاصرة، يشير إلى مجمعات سكنية محكمة الحراسة والأمان والمزودة بمجموعة من الخدمات والمرافق الفاخرة.
يمكن أن يشمل الكومبوند الشقق الفاخرة، والفيلات، والمساحات التجارية، والمرافق الترفيهية، وغيرها، مما يجعلها تعتبر مجتمعًا متكاملاً بذاته.
الكومبوندات
يعكس وجود الكومبوندات تطوراً في نمط العيش والتفكير الاجتماعي، حيث يبحث الناس عن أماكن توفر لهم الأمان والراحة والخصوصية، وهذا ما توفره الكومبوندات بشكل مثالي. ومع ذلك، يثير وجود هذه المجتمعات الخاصة تساؤلات عديدة حول أثرها على المجتمع بشكل عام.
أحد الآثار الرئيسية للكومبوندات على المجتمع هو تعزيز الانفصالية الاجتماعية. ففي هذه المجتمعات المغلقة، يميل السكان إلى التفاعل فقط مع أفراد المجتمع الذين يشاركونهم نفس الأسلوب الحياتي والمستوى الاقتصادي، مما يؤدي إلى انعزالهم عن باقي أفراد المجتمع وتقليل فرص التواصل الاجتماعي بين الطبقات المختلفة.
علاوة على ذلك، يمكن أن تؤثر الكومبوندات على التنوع الثقافي والاجتماعي في المجتمعات المحيطة بها.
حيث يميل سكان الكومبوندات إلى التفضيل للتفاعل مع أفراد مجتمعهم المغلق، مما يقلل من الفرص التي يمكن أن تتاح لهم للتعرف على أفراد المجتمعات الأخرى وفهم ثقافاتهم وتقاليدهم.
مع ذلك، يمكن أن يكون للكومبوندات أيضًا بعض الآثار الإيجابية على المجتمع. فمثلاً، يمكن أن توفر الكومبوندات بيئة آمنة ومستقرة للعائلات، مما يساهم في تعزيز الشعور بالانتماء والتواصل العائلي. كما يمكن أن تساهم الكومبوندات في تحسين البنية التحتية للمناطق المحيطة بها وتوفير فرص عمل للسكان المحليين.
باختصار، تُعتبر الكومبوندات ظاهرة معقدة تثير الكثير من النقاشات حول أثرها على المجتمع. فهي توفر راحة وأمان لسكانها، ولكن في الوقت نفسه قد تعزز الانفصالية الاجتماعية وتقلل من التواصل بين الثقافات المختلفة.
لذا، يجب التفكير في تنمية الكومبوندات بطريقة تسمح بالتوازن بين الحاجة إلى الأمان والخصوصية وبين التواصل الاجتماعي والتنوع الثقافي في المجتمعات الحضرية.