اهم الاخبار
الأربعاء 18 ديسمبر 2024
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

عربى و دولى

لبنان: طالبنا الاتحاد الأوروبي بالضغط على إسرائيل لوقف هجماتها على جنوبي البلاد

رئيسا المفوضية الأوروبية
رئيسا المفوضية الأوروبية والحكومة اللبناني والرئيس القبرصي

أشار رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبناني نجيب ميقاتي، خلال مؤتمر صحفي في بيروت مع الرّئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس ورئيسة المفوضيّة الأوروبيّة أورسولا فون دير لاين، إلى "أنّنا عقدنا اجتماعا مثمرا عرضنا في خلاله العلاقات الثنائية بين لبنان ودول الاتحاد الاوروبي لا سيما قبرص، والاوضاع في المنطقة والوضع المأسوي في غزة والاعتداءات الاسرائيلية".

وقال ميقاتي "جددت دعوتي الاتحاد الأوروبي والعالم إلى الضغط على اسرائيل لوقف عدوانها المستمر على الشعب الفلسطيني، والعمل على ارساء حل نهائي شامل وعادل للقضية الفلسطينية. وكررنا دعوتنا المجتمع الدولي للضغط على اسرائيل لوقف عدوانها المتمادي على جنوب لبنان".
وأضاف "أخصصنا القسم الاكبر من الاجتماع لبحث ملف النازحين السوريين الموجودين على الأراضي اللبنانية والتعاون بين لبنان وقبرص ودول الاتحاد الاوروبي لمعالجة هذا الملف وتداعياته المباشرة وغير المباشرة".
وتابع قائلا: "في هذا الإطار عبرّنا أولا عن تقديرنا لتفهّم بعض دول الاتحاد الاوروبي في اجتماعه الأخير، لطلب الحكومة اللبنانية اعادة النظر في سياسات الاتحاد الاوروبي المتعلقة بإدارة أزمة النازحين السوريين في لبنان. وهذا الموقف يترجم بزيارة الرئيس القبرصي ورئيسة المفوضية الأوروبية".
وشدد على أن "لبنان تحمّل، منذ اندلاع المعارك في سوريا عام 2011، العبء الأكبر بين دول المنطقة والعالم في موضوع استضافة النازحين، مع ما شكله هذا الملف من ضغط كبير على الشعب اللبناني برمته وعلى كل القطاعات اللبنانية. وكنا حريصين دوما على التعاون مع مختلف الهيئات والمنظمات الأوروبية والدولية في هذا الملف، إلا ان الواقع الحالي لهذا الموضوع بات أكبر من قدرة لبنان على التحمّل، خصوصا وأن عدد النازحين بات يناهز ثلث عدد اللبنانيين، مع ما يترتب على ذلك من أعباء وتحديات تضاعف من أزمة لبنان الاقتصادية والمالية وتهالك بناه التحتية".
وأوضح ميقاتي أنّ "الأخطر من ذلك تصاعد النفور بين النازحين السوريين، وبينهم وبين بعض المجتمع اللبناني المضيف نتيجة الاحداث والجرائم التي ارتفعت وتيرتها وباتت تهدد أمن لبنان واللبنانيين واستقرار الأوضاع فيه".
وأردف قائلا: "لا يفوتني في هذا اللقاء أن أذكّر بما طرحته في كل الاجتماعات واللقاءات الدولية التي اعقدها، ولا سيما مع الاتحاد الأوروبي، حيث كنت أحذر من أن كرة النار المرتبطة بملف النازحين لن تنحصر تداعياتها في لبنان، بل ستمتد إلى أوروبا لتتحول إلى أزمة إقليمية ودولية".
كما أكّد ميقاتي "أنّنا على قناعة ثابتة بأن أمن لبنان من أمن دول اوروبا والعكس، وان تعاوننا الجدي والبنّاء لحل هذا الملف يشكل المدخل الحقيقي لاستقرار الأوضاع، مع الأخذ بالاعتبار الاحترام المتبادل والتعاون المثمر والوعي الأوروبي والدولي للحفاظ على الخصوصية اللبنانية التي تشكل قيمة معنوية للشرق والغرب".
وشدد على "أننا نرفض ان يتحوّل وطننا الى وطن بديل، وندعو اصدقاءنا في الاتحاد الأوروبي الى الحفاظ على قيمة لبنان والمضي في حل هذا الملف جذريا وبأسرع وقت، انطلاقا من المعرفة المتبادلة بيننا وبين الاتحاد الاوروبي ودول العالم بأن مدخل الحل سياسي بامتياز".
واعتبر ميقاتي انه "انطلاقا من واقع سوريا حاليا، ان المطلوب كمرحلة أولى الاقرار أوروبيا ودوليا بأن اغلب المناطق السورية بات آمنا ما يسهل عملية اعادة النازحين، وفي مرحلة اولى الذي دخلوا لبنان بعد العام 2016 ومعظمهم نزح الى لبنان لأسباب اقتصادية بحتة ولا تنطبق عليهم صفة النزوح ".
وجدّد ميقاتي "مطالبة الاتحاد الاوروبي، بما كررناه على الدوام، من ان المطلوب دعم النازحين في بلادهم لتشجيعهم على العودة الطوعية ما يضمن لهم عيشا كريما في وطنهم. وإذا كنا نشدد على هذه المسالة، فمن منطلق تحذيرنا من تحوّل لبنان بلد عبور من سوريا إلى أوروبا، وما الاشكالات التي تحصل على الحدود القبرصية الا عينة مما قد يحصل إذا لم تعالج هذه المسالة بشكل جذري".
وتابع: "إن لبنان يقدّر للاتحاد الاوروبي موقفه الجديد بدعم المؤسسات العسكرية والامنية في لبنان، لتمكينها من ضبط الحدود البحرية والبرية والقيام بواجباتها في منع الهجرة غير الشرعية من لبنان واليه، ودعم المجتمعات اللبنانية ذات الحاجة، وفي الوقت ذاته تخصيص جزء من الدعم لتحفيز العودة الطوعية للنازحين السوريين".
ومن جانبها، أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، على أن "لبنان بلد جميل ومتنوع إلا أنّه يواجه تحديات كبيرة محلياً نتيجة للتوترات والحرب في المنطقة"، مضيفة "للتأكيد على دعمنا أودُّ أن أعلن عن حزمة مالية بقيمة مليار يورو للبنان ستكون متاحة اعتباراً من السنة الجارية وحتى عام 2027".
وشددت على "اننا نريد أن نساهم في الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي في لبنان من خلال تعزيز الخدمات الأساسية مثل التعليم والحماية الاجتماعية والصحة، وسنواكبكم في المضي قدماً بالإصلاحات الاقتصادية والمالية والمصرفية وهذه الإصلاحات أساسية لتحسين الوضع الاقتصادي العام للبلاد في المدى الطويل".
واكدت فون دير لاين ان "الأمن والاستقرار هما أيضاً أساسيان للاستثمار وسندعم الجيش والقوى الأمنية الأخرى وسيركز هذا البرنامج أساساً على توفير المعدات والتدريب لإدارة الحدود"، معتبرة انه "نتفهم التحديات التي يواجهها لبنان نتيجة استضافة اللاجئين السوريين ونازحين آخرين ومن الأساسي ضمان رفاه اللاجئين السوريين والمجتمعات المضيفة".