مؤسسة تأثير والأعلى للثقافة ينظمان ندوة "استعادة الأراضي المتدهورة ومكافحة الجفاف والتصحر"
أقامت لجنة الجغرافيا والبيئة بالمجلس الأعلى للثقافة، برئاسة الدكتور عطية الطنطاوي، ندوة بعنوان: "استعادة الأراضي المتدهورة ومكافحة الجفاف والتصحر"بمناسبة يوم البيئة العالمي، وذلك بالتعاون مع مؤسسة "تأثير" للعمل البيئي، برئاسة الدكتورة سوسن العوضي.
قال الدكتور عطية الطنطاوي أستاذ الجغرافيا، وعميد كلية الدراسات الأفريقية العليا بجامعة القاهرة ومقرر اللجنة، إن البيئة تتعرض لحالة صعبة من التبخر وزيادة ارتفاع مستوى البحر لما يقرب من متر وارتفاع درجات حرارة الأرض بفعل التغيرات المناخية، لافتا إلى أن مظاهر التطرف الحراري التى نحن بصددها نابعة من تأثير الإنسان في بيئته ومنها ظاهرة التصحر.
وأوضح طنطاوي، أنه لابد أن نكون رفقاء بالبيئة في ظل تهديد مساحات الزراعة التي كادت ان تختفي وتحولت إلى أراضي مباني، محذرا من خطورة المبيدات الزراعية التي عجلت في نمو ونضج النباتات بشكل مخيف وذا تأثير صحي سلبي.
وأكد الدكتور عطية الطنطاوي أن التغيرات المناخية لها دور كبير في تغيير شكل الحياة ولكن للإنسان وسلوكياته الدور الأكبر.
وأوضحت الدكتورة سوسن العوضي، رئيس مجلس أمناء مؤسسة تأثير للعمل البيئي، أن الفلاح المصري أصبح متأثرا بالتغيرات والتطورات المجتمعية وتخلى عن الاستدامة في الزراعة والري وأصبح الحل في معظم الأحيان هو الاستيراد الذي يحقق عائد مادي دون الاهتمام بالبيئة او العناية بها.
وأشارت العوضي خلال كلمتها، إلى أن التصحر ظاهرة خطيرة ناتجة عن التغيرات المناخية وتؤثر بشكل كبير على حياة الإنسان ومدى بقائه، خاصة وأن مصر من الدول الأكثر تأثرا بالعوامل المناخية، لافتة إلى أن لابد من جهود وطنية لمكافحة التصحر وفقا لاستراتيجية دولية، ومصر قد وقعت على اتفاقية الأمم المتحدة للتصحر إيمانا منها بخطورة القضية.
وأكدت رئيس مجلس أمناء مؤسسة تأثير الاهتمام بأستضافة الدول لقمة المناخ والذي يعد تحرك للمجتمعات بشكل كبير تجاه البيئة، وأن قمة المناخ 27 حولت المجتمع المصري إلى جهود متكاتفه لتحقيق الأهداف التي تسعى إليها مصر، مشيرة إلى أن قضية البيئة تقوم على التوعية والمعرفة لنتمكن جميعا من معرفة حقوقنا تجاه الدول الأكثر ضررا للبيئة من أجل تطبيق العدالة المناخية، وهو ما أكده الرئيس السيسي في قمة المناخ لإستعادة حقوق الدول الأكثر تأثرا، وقد جعلت الأمم المتحدة اليوم العالمي للبيئة يقام تحت شعار مقاومة التصحر هذا العام نظرا لخطورة الظاهرة.
وأضافت "الاتفاقيات الدولية تسمح بوجود استثمار بين الدول، تبدأ بالتمويل ثم الاستصطلاح وهو مايحدث من خلال البرامج الحكومية التي تتبناها الدول الكبرى، وتلك الدول ملزمة بتحمل نتائج نسبة انبعاثاتهم الزائدة التي تحقق نتائج سلبية كبيرة"، لافتة إلى أن المسؤولية البيئية لدى الحكومة تؤكد اهتمام الدولة بقضية التصحر.
ومن جانبه قال الدكتور شاكر أبو المعاطي أستاذ المناخ مركز البحوث الزراعية، إن مواجهة تداعيات التغيرات المناخية له عدة سبل منها عدم التعدي على الأراضي الزراعية الخصبة من خلال الوعي، وتعظيم الإستفادة من وحدات المساحات الزراعية والمياه، بالإضافة لزيادة معدلات التشجير في المدن و زراعة الأصناف المقاومة للتغيرات المناخية، واستخدام ممسكات المياه في التربة، وإطلاق المزيد من حملات التوعية.
وأشار ابو المعاطي إلى أنه لابد من الاستعانة بالخبراء والمتخصصين في حل المشكلات الزراعية، مؤكدا أن الإنسان هو العامل الرئيسي في أي مظاهر للتغيرات المناخية، وقد استخدم الإنسان الاله والتكنولوجيا في غير موضعها حتى وصلنا لما نحن عليه الآن.
وأشار الدكتور عبد المسيح سمعان، أستاذ الدراسات البيئية بجامعة عين شمس، عضو اللجنة، إلى أن التصحر من المخاطر الكبرى التي تهدد بقاء الإنسان وتؤثر في جميع أنحاء العالم، لافتا إلى أنه أعد مطوية خلال قمة المناخ تناقش التحديات البيئية وكيفية مواجهتها لتوزيعها بالمجان على المشاركين بهدف تبسيط المفاهيم البيئية ليتمكن اكبر عدد من المواطنين من المشاركة في مواجهة التحديات.
وأكدت الدكتورة رحاب يوسف محمد، مدير عام الثقافة والتوعية بوزارة البيئة، عضو اللجنة، أن تعديل المناهج الدراسية بما يتوافق مع الوعي البيئي له دور كبير في بناء التوعية المجتمعية السليمة، مشيدة بتعديل المناهج دون إضافة مادة جديدة ولكن تناول قضايا بيئية من خلال الأنشطة الصفية والألعاب التدريبية التي تحفز معرفة الطالب حول مشكلات البيئة.
وأشارت إلى أن البيئة تعاونت من التربية والتعليم ومكتبة الإسكندرية لتنفيذ مشروعات توعوية لطلاب وطالبات المدراس والجامعات، وتدريبهم على مواجهة مخاطر البيئة وفتح مساحة أمام الطلاب لبحث حلول المشكلات البيئية التي يواجهها الطلاب.