منوعات والمرأة والطفل
محمد السمالوسي يكتب: كيف يُفكر عقل الإنسان الريفي؟
إن العقل البشري عموماً، وعقل الإنسان الريفي خصوصاً، يمتاز بالخمول والرفض للتجديد.
يعتمد هذا العقل بشكل أساسي على الأفكار الموروثة، التي تتشكل بفعل التلقين والتكرار المستمر، مما يجعله يعتبر هذه الأفكار كمرجعية ومعيار يقيس عليه كل ما هو جديد.
هناك عدة أسباب تسهم في تشكيل هذا النوع من التفكير لدى الإنسان الريفي، منها:
1. الثقة والخوف:
يثق العقل الريفي بشكل كبير في الأفكار والمعتقدات القديمة التي تشكلت عليها منظومته الفكرية.
هذا يولد خوفاً من الجديد والمجهول، حيث يُفضل ما يعرفه على ما لا يعرفه. كما يقول المثل "اللي نعرفه أحسن من اللي ما نعرفوش".
2. الكسل والخمول:
يفضل العقل الريفي الراحة والتسليم على مشقة التفكير والتجديد. يتطلب التجديد الفكري مجهوداً كبيراً، لذا نجد الريفي يقول "يا عم بلا وجع دماغ" متجنباً التفكير العميق.
3. النرجسية (حب النفس):
لا يتقبل الإنسان الريفي فكرة أنه قد يكون مخطئاً، حتى في النقاشات التافهة. هذا الموقف يتضاعف عندما يتعلق الأمر بمعتقدات مترسخة بنيت عليها شخصيته وقد قدمت لها تضحيات.
4. الجهل:
يعتبر شيوع الجهل في المجتمع الريفي أرضاً خصبة لتحكم الأساطير في عقل وفكر الإنسان.
يرفض العقل الريفي الحقائق لصالح المغالطات، ويجمع بين العلم والخرافة، مما يخلق إدعاء المعرفة والعبودية الفكرية.
5. السلطة:
تتخذ السلطة أشكالاً مختلفة في المجتمع الريفي، سواء كانت سياسية أو دينية أو سلطة الأهل أو العادات والتقاليد. هذه السلطة تفرض الجمود على العقل الريفي وتمنعه من التجديد.
6. العصبية:
يبني العقل الريفي على التعصب لذاته أو لعائلته أو لبلده، مما يحجب عنه المعرفة النوعية التي قد تأتيه من شخص مختلف عنه في الانتماءات. يستدعي الماضي ويعتمد عليه، مما يمنعه من التقدم.
7. الأحقاد المجتمعية:
يشغل الحقد والحسد مساحة كبيرة في تشكيل العقل الريفي. يكون دافع رفض التغيير أحياناً هو الحقد والحسد، مما يجعل الشخص الريفي يرفض التعاون مع طارح التغيير والإصلاح خوفاً من فقدان مكانته الاجتماعية.
8. الشخصنة:
يميل العقل الريفي إلى الشخصنة واستدعاء السوابق واللواحق، ويعقد المقارنات بين الأشخاص. هذا يمنعه من التقدم ويجعله مسكوناً بأوهام حتى يدوس عليه الزمن.
تتجلى هذه النقاط في العوائق العميقة التي تمنع العقل الريفي من استيعاب أي فكرة للتغيير. هناك أيضاً أبعاد نفسية تتمثل في المباهاة والديكور المجتمعي الذي يفرضه على نفسه، رغم أنه قد لا يكون قادراً على تحمله.