أخبار عاجلة
نبيلة مكرم عبيد تخرج عن صمتها لأول مرة من أبوظبي: ابني مريض نفسيا ويعاني من الشيزوفرنيا | صور
- الحادثة أشبه بـ بلكونة ووقعت فوق رأسي.. سأقف بجوار ابني ولن اتركة حتي يعبر أزمته ويعود الي مصر
عقدت الجلسة الخامسة لمنتدى فاطمة بنت مبارك للأمومة والطفولة حول الصحة النفسية تحت عنوان: "الوصمة والصحة النفسية"، حيث ناقشت التحديات التي يواجهها اليافعون وتحدثت في المنتدى معالي السفيرة نبيلة مكرم، رئيسة مجلس أمناء مؤسسة "فاهم" للدعم النفسي.
ولأول مرة، خرجت السفيرة نبيلة مكرم عبيد، وزيرة الهجرة المصرية السابقة، عن صمتها وتحدثت عن أزمتها مع ابنها في محفل دولي ومؤتمر عام. وقالت إن منتدى فاطمة بنت مبارك للأمومة والطفولة حول الصحة النفسية ينعقد ونحن نحتفل اليوم باليوم العالمي للصحة النفسية. وأضافت: "أتيت هنا اليوم كي أتحدث عن نفسي وعن تجربتي وتجربة ابني المتورط في جريمة في أمريكا". ووصفت السفيرة أزمتها بأنها أشبه بـ"البلكونة التي وقعت فوق رأسي". وأشارت إلى أن ابنها رامي ترك مصر وذهب إلى أمريكا للدراسة في كاليفورنيا. وأكدت أن ابنها شاب نابغ لكنه للأسف يعاني من مرض نفسي وهو "الشيزوفرينيا".
وتابعت نبيلة مكرم عبيد في كلمتها: "ابني تورط في جريمة نتيجة لمرضه النفسي، وكان هذا الأمر صدمة كبيرة بالنسبة لي، أشبه بالبلكونة التي وقعت فوق رأسي. رغم أنني كنت وزيرة وأساعد كل الناس، فجأة أصبحت أحتاج إلى المساعدة. كانت صدمة ثم انهيار، ثم استسلام بأن الله سبحانه وتعالى أراد هذا الابتلاء لي. ومع ذلك، لم أكفر ولم أيأس من رحمة الله".
وأضافت: "كان عليّ أن أكون قوية أمام ابني، لأن المرأة هي عمود البيت. بعد الحادثة، طلبت الاستقالة من الحكومة لسببين: الأول أنني لا أريد أن أعرض بلدي لأي نقد أو تنمر، خاصة وأنني كنت مسؤولة في الحكومة وأقسمت على حماية مصر. والثاني أنني أردت أن أكون بجوار ابني".
وأكدت السفيرة نبيلة مكرم عبيد أنه لهذا السبب أنشأت مؤسسة "فاهم" للدعم النفسي، لأنها اكتشفت أن ابنها كان مريضاً منذ أن كان في العاشرة من عمره، لكنها لم تفهم مرضه لأنه كان خائفاً من التعبير عن نفسه. وأشارت إلى ضرورة فهم ما يمر به الأبناء في مراحل حياتهم المختلفة.
وأوضحت أن الرئيس السيسي رفض استقالتها عندما تقدمت بها، وكان حريصاً على بقائها في الحكومة. وبعد خمسة أو ستة أشهر، خرجت من الحكومة بكرامة ومحبة من القيادة السياسية في مصر.
واختتمت السفيرة نبيلة مكرم عبيد حديثها قائلة: "أنا وابني رامي لدينا ثقة كبيرة في الله، ونحن ندرس اللغة العربية معاً، وقد انتهينا من قراءة كتاب "كفاح طيبة" لنجيب محفوظ وندرس الآن "عبث الأقدار". تعاهدت مع ابني على أن يتعلم اللغة العربية، لأن لغته العربية مكسرة نتيجة حياته في الخارج. نحن نستعد للعودة إلى مصر. أعدكم أنني في المؤتمر القادم سأحضر ابني رامي ليتحدث عن تجربته بنفسه بعد أن نعبر هذه الفترة العصيبة. وأؤمن بمبدأ الشكر وقت الابتلاء، وأثق بأن الله سيكرمنا ويكرم ابني حتى تزول الغمة".
انعقد المنتدى تحت رعاية "أم الإمارات" سموّ الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، والرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، التي ترسخ رؤية وطنية تؤمن بأن "الأطفال يجسدون ماضي الأمة وحاضرها ومستقبلها". أشرفت على تنظيم المنتدى الريم الفلاسي، الأمين العام للمجلس الأعلى للأمومة والطفولة، وانعقد بحضور دولي كبير يتقدمه سمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون التنموية وأسر الشهداء، والسفيرة مشيرة خطاب، رئيسة المجلس القومي لحقوق الإنسان في مصر.
وتتضمن فعاليات المنتدى حواراً شاملاً يضم عدداً كبيراً من الخبراء والمتخصصين في مجال الصحة النفسية، ويركز على محاور الوعي والإبداع والابتكار والتعلم. كما يبحث في كيفية وضع استراتيجيات وسياسات علمية تعزز رؤية دولة الإمارات في التعامل مع قضايا الصحة النفسية واحتياجاتها خلال المرحلة المقبلة.