تكريم علي الشرفاء الحمادي وعبد الراضي رضوان بـ مؤتمر اتحاد كتاب مصر
جهود مخلصة في خدمة لغة القرآن .. رسائل تنوير وتثقيف .. وحياة حافلة بالعطاء في محراب العلم ولغة الضاد
نظم اتحاد كتاب مصر مؤتمراً حول اللغة العربية وآدابها تحت عنوان "اللغة العربية: علوم وآداب وعلاقات إنسانية"، وانعقد المؤتمر برئاسة الدكتور عبد الراضي رضوان، عميد كلية دار العلوم الأسبق، وتحت رعاية الدكتور علاء عبد الهادي، رئيس نقابة اتحاد كُتَّاب مصر.
تكريم علي الشرفاء الحمادي
قام اتحاد كتاب مصر على هامش فعاليات المؤتمر بتكريم المفكر العربي الكبير علي الشرفاء الحمادي، وذلك لجهوده في خدمة لغة القرآن الكريم، وإثراء الثقافة العربية بالعديد من الكتب والمؤلفات التي تحمل رسائل تنوير وتثقيف وهداية لأمة العرب والمسلمين.
الشرفاء من أبرز رموز الفكر العربي
يُعد علي الشرفاء الحمادي واحدًا من أبرز رموز الفكر العربي، حيث تخرج من الكلية الحربية المصرية عام 1966، وعمل ضابطًا في القوات المسلحة الإماراتية، ثم شغل عدة مناصب، أبرزها مدير ديوان الرئاسة بدولة الإمارات العربية المتحدة في عهد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في الفترة ما بين 1973 حتى 1995. وله العديد من المؤلفات والكتب التثقيفية والتنويرية، ولعل أبرزها: "المسلمون بين الخطاب الديني والخطاب الإلهي"، و"موسوعة القيادة التاريخية - أقوال الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان"، وسلسلة "أقوال الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان".
يحجز مكاناً لائقاً في كتب التاريخ
يحجز علي الشرفاء، من خلال كتبه ومؤلفاته، مكانًا لائقًا في تاريخ الفكر العربي المعاصر، إذ يُعد واحدًا من جيل الرواد الذين ينتمون إلى الفكر الإسلامي الوسطي والمستنير. إلى جانب فكره الإسلامي، تعكس كتاباته أيضًا روحًا عربية قومية تؤمن بمجموعة من المبادئ والثوابت الوطنية المرتكزة على أفكار إنسانية متقدمة تتسم بالرشد ورجاحة العقل. كما أن كثيرًا من كتبه تؤكد على أن الدين الإسلامي الحنيف جاء للإنسانية جمعاء، وأن مَنْ يكون صادقًا في إيمانه لا بد وأن يكون إنسانيًّا مع أخيه، بصرف النظر عن المعتقد الديني أو الانتماء العرقي أو القومي أو الجغرافي.
مؤلفاته دستور لأمة العرب والإسلام
باتت كتب ومؤلفات علي الشرفاء الحمادي أشبه بدستور رصين، منبثق من ثقافات وتجارب وخبرات طويلة ضاربة في عمق الجذور الوطنية، دستور يمكن أن يكون مرجعًا تستند عليه أمة العرب والإسلام للخروج من متاهات العنف والتفكك والتشرذم، بما يمكنها من النهوض من عثراتها وكبواتها التي أضاعت أوطاننا وخيراتنا، وجعلتها نهبًا للاستعمار وقوى عظمى متآمرة تريد لنا الاستمرار في السقوط.
تكريم الدكتور عبد الراضي رضوان
كما تم خلال المؤتمر تكريم الدكتور عبد الراضي رضوان، عميد كلية دار العلوم الأسبق، لجهوده على مدار سنوات في خدمة اللغة العربية، سواء على المستوى الأكاديمي بالجامعة، حيث قضى حياته في محرابها معلمًا وأستاذًا وخبيرًا، أو على مستوى أعماله العلمية وحضوره المكثف في كل ما يخص لغة الضاد على المستوى المحلي والإقليمي والدولي. كما قام المؤتمر بتكريم عدد من المفكرين والإعلاميين والكُتَّاب والأدباء والأكاديميين والشخصيات العامة المصرية والعربية.
جمال اللغة العربية وروعة بيانها
أكد الدكتور عبد الراضي رضوان، عميد دار العلوم الأسبق، أن اللغة العربية تحيا من خلال اتحاد كُتَّاب مصر حياة دائمة متجددة، متدفقة بالحيوية، متسربلة بالجمال، وناشرة لجمال العربية وروعة بيانها وبهاء أساليب تعبيرها وثراء مفرداتها.
اللغة العربية هي وطننا
وتابع الدكتور عبد الراضي رضوان تصريحاته، مؤكدًا على أن هذا المؤتمر يعكس أهمية الجهود التي يبذلها اتحاد كُتَّاب مصر بشأن حماية اللغة العربية بوصفها أساسًا لهويتنا التي بها نُعرف وإليها ننتمي. كما أن اللغة العربية هي وطننا الذي به نحيا وفيه نعيش وله يجب أن نعمل. فهي الهواء الذي نتنفسه عطرًا، والثرى الذي نخطو فوقه حِنَّاءً ووردا، والظل الذي نلتحفه سندسًا وحريرًا وحرارة ودفئًا.
واختتم رئيس المؤتمر كلمته بتوجيه الشكر إلى المهندس الشاعر ثروت سليم والشاعر أحمد جاد، مقرري المؤتمر، وإلى الإعلامي الشاعر سيد حسن، نائب رئيس النقابة، وإلى الدكتور علاء عبد الهادي، الأمين العام لاتحاد كُتَّاب مصر، على إقامة المؤتمر.
الإعداد والتنظيم للمؤتمر
قامت لجنة العلاقات الإنسانية، برئاسة الشاعر الكبير المهندس ثروت سليم، بالتعاون مع لجنة حماية اللغة العربية، برئاسة الشاعر أحمد جاد، بالإعداد والتنظيم للمؤتمر، توافقًا مع الخطط والجهود التي يبذلها اتحاد كُتَّاب مصر لحماية اللغة العربية. مما جعل الاتحاد واحدًا من أهم القلاع الحصينة التي تدافع عن اللغة العربية وتعمل على دعم انتشارها عمليًا من خلال الأعمال الإبداعية التي يقدمها المنتسبون إليه، وكذلك التي يرعاها تقديمًا ونقدًا ومحاورة في مجال الشعر والنثر والقصة القصيرة والرواية والأعمال النقدية.
عبد الراضي ونشر اللغة والثقافة العربية
والجدير بالذكر أنه تم اختيار عميد دار العلوم الأسبق، الأستاذ الدكتور عبد الراضي رضوان، لرئاسة المؤتمر نظرًا لجهوده في خدمة اللغة العربية نظريًا وتطبيقيًا من خلال المبادرات التي قام بتنفيذها وأسهمت في نشر اللغة والثقافة العربية، على النحو الرائع الذي تحقق في مبادرة "أفريقيا هتتكلم عربي" لتعليم الأفارقة اللغة العربية.
سيرة ومسيرة عبد الراضي رضوان
شغل الدكتور عبد الراضي رضوان منصب عميد كلية دار العلوم لسنوات عديدة. وسبق له أن عمل رئيسًا لقسم الفلسفة الإسلامية، ثم وكيلاً للكلية، إلى أن تم اختياره عميدًا لها، حيث تمكن من تطوير الكلية والأنشطة الطلابية بها، كما زاد من معدلات التواصل الدولي مع المؤسسات التعليمية والبحثية.
وأشرف رضوان على تنفيذ عدد من المشروعات الوطنية والمبادرات العلمية، ومنها مشروعات إعداد القادة من الشباب وتأهيلهم لقيادة العمل المجتمعي والتعليمي والثقافي. وكذلك مبادرة "أفريقيا هتتكلم عربي"، التي شاركت فيها 27 دولة إفريقية و16 هيئة دبلوماسية، وله إسهامات في مجال البحث العلمي على المستويين المحلي والدولي.