اهم الاخبار
الإثنين 06 يناير 2025
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

القرآن | فجر جديد يشرق علي البشرية .. والرواة خلقوا الفتن وورطوا الامة في قتال مميت

- علي الشرفاء : انقطع الوحي بعد وفاة الرسول لا آيات ولا روايات .. والمغرضون دسوا لنا فقه خبيث غيب الوعي

علي الشرفاء الحمادي
علي الشرفاء الحمادي

لقد كانت البعثة النبوية بداية لمرحلة جديدة لإرساء خارطة طريق للإنسانية جمعاء ، بما أنزله الوحي على رسول الله سيدنا محمد بن عبد الله من آيات بيّنات في القرآن الكريم، ومن عبادات وتشريعات ومواعظ وأخلاقيات تؤسّس لفجر جديد يشرق على البشرية، راسماً لهم عناصر الحياة الكريمة في جو من السلام والإيمان والأمان .

  • الخطاب الإلهي في رسالة الإسلام

اذ يؤكد المفكر العربي الكبير علي الشرفاء الحمادي في مقال رشيد يحمل عنوان " دور القرآن الكريم في بناء المجتمعات الإنسانية " علي ان الخطاب الالهي في رسالة الإسلام يدفع كل المجتمعات الإنسانية الي العمل علي تعمير الأرض واكتشاف كنوزها، وتسخير خيراتها لخير الإنسان في كل مكان، مما يحقق قيام المدينة الفاضلة ليعيش الناس فيها متساوين في الحقوق والواجبات في ظل العدل والرحمة والحرية والسلام، حيث تتنزل عليهم بركات السماء خيراً ورزقاً .

  • هجر كتاب الله وقرآنه الكريم

وللأسف الشديد تسلط على الخطاب الإلهي الذي أنزله الله سبحانه وتعالي على رسوله الكريم أقوام ابتعدوا عن كتاب الله وقرآنه الكريم ، الذي يدعوهم للخير والصلاح ، وأنشأوا كتباً مغايرة للآيات وما تدعو إليه من احترام العقل وتوظيفه في التدبر في مقاصد الآيات لمنفعة الإنسان وصلاحه، ودعوة للتطور والبحث في القرآن الكريم وما يدعو إليه لاستنباط الحقائق العبادية، والالتزام بالتشريعات الإلهية، وممارسة الآداب القرآنية قولاً وسلوكاً .

  • طغيان الروايات على الآيات

ويؤكد الحمادي في سطور مقاله علي ان اولئك الأقوام شوّهوا التعليمات الإلهية للناس، وحرفوا رسالة الإسلام باستحداث عشرات الآلاف من الروايات والاسرائيليات ، حتى طغت الروايات على الآيات ، وتحقق لأعداء الإسلام غرضهم الخبيث واستهدافوا عظمة القرآن الكريم وتمكنوا من عزله عن أن يكون المرجعية الإلهية للناس، حتى جاءت شكوى الرسول عليه الصلاة والسلام لربه تؤكد تلك الحقيقة عندما قال سبحانه وتعالي في آياته البينات : وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا " .. صدق الله العظيم .

  • بعد وفاة الرسول الكريم

واستفحل أمر هجر القرآن وعظم ، بعد وفاة الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام ، ومنذ أربعة عشر قرنًا من الزمان ، علمًا بأن الله سبحانه وتعالي حدد وبوضوح لا يقبل الشك والتأويل مهمة الرسول صلي الله عليه وسلم في التكليف الإلهي، عندما خاطبه في قرآنه الكريم بقوله : " كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ " .. وقوله سبحانه وتعالي : " يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ۖ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ۚ " .. صدق الله العظيم . 
وقد جاء هذا ليبلغ الناس بآيات الله لتهديهم إلى الطريق المستقيم ، وقد أكد صاحب الملكوت في السموات والأرض ذلك للرسول بقوله في محكم تنزيله : " فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ. وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ ۖ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ " .. صدق الله العظيم .

  • تبليغ الناس برسالة الإسلام

اذ يوصي المولي عز وجل رسوله الكريم بالتمسك بالقرآن وألا يحيد عنه، وأن يذكّر به الناس، وهو ذكر للرسول ولقومه، وسوف يُسألون عنه اتباعهم له يوم الحساب ، وما توضحه الآية الكريمة هو أن التبليغ للناس برسالة الإسلام يكون بتلاوة القرآن عليهم، وشرح مقاصد آياته لمنفعة الناس وصلاحهم، وتعريفهم بالتشريعات والمواعظ والأخلاقيات، كما قال الله في كتابه الكريم : " كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ " .. صدق الله العظيم .

  • إثارة الشك والفتنة بين المسلمين

لقد انقطع الوحي الالهي بوفاة الرسول الكريم ولم يُنزِل الله بعد كتابه المبين والذكر الحكيم اي آيات او روايات ، اما ما استحدث بعد ذلك من أناس يهود مغرضون ما هو إلا فقه خبيث أهدافه خبيثة تستهدف إثارة الشك والالتباس والفتنة بين المسلمين، لإضعاف الإسلام وجعل المسلمين في صراع دائم للبحث عن حقيقة رسالة الإسلام وهديه، بعد أن التبس عليهم الحق والباطل، مما أدى إلى تفرق المسلمين، وادعاء كل طائفة أنها الوصية على الإسلام، وهي الأكثر معرفة بدين الله ، فتقاتلت بينهم أودية من الدماء، عطلت مسيرة رسالة الإسلام وأعاقت دعوة الرحمة والعدل والحرية والسلام، لبناء المجتمعات الإنسانية المسالمة والمستقرة .

  • مخططات مشبوهة لعزل القرآن

ويقول علي الشرفاء الحمادي في معرض مقاله : ان الله سبحانه وتعالى كلف رسوله بما جاء في الآيات الكريمة فقط ، وبعلم الله الأزلي أن المسلمين سيهجرون القرآن، كما جاء في قوله عز وجل : " وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا " .. صدق الله العظيم ، علم المولي عز وجل أنه سيحل محل القرآن روايات واسرائيليات من خلال مخططات مشبوهة يتم خلالها عزل القرآن الكريم كمرجعية وحيدة لرسالة الإسلام عن المسلمين، وتحل محله الروايات والإسرائيليات، في توجيه خاطئ لرسالة الإسلام .
وتستهدف هذه التوجيهات خلق الفتن بين المسلمين، وتجعلهم في صراع دائم وقتال مستمر، ينتشر فيما بينهم خطاب الكراهية والريبة، ليتفرقوا طوائف وشيعًا وأحزابًا، لكل منهم كتابه وإمامته ومنهجه ، لذلك يخاطب الله رسوله بقوله سبحانه وتعالي في صيغة استنكارية : " تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ ۖ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ " .. صدق الله العظيم .

  • إعادة إنتاج الفرق الضالة

اذ تحذر هذه الآية الكريمة من اتباع اي احاديث غير احاديث الله لأنها ستتسبب في هجر القرآن واعتباره المرجع الوحيد لرسالة الإسلام، الذي يُستمد منه التشريعات لتنظيم شؤون حياتهم .
لانه مع هجر القرآن يختل ميزان العدل، ويحدث الشقاق والنفاق، وتنتشر الفتن ، وذلك ما حدث بالفعل في الماضي ومنذ أربعة عشر قرنًا، وما يحدث اليوم هو إعادة إنتاج نفس الفرق الضالة بأسماء مختلفة مثل : " داعش ، و الإخوان ، و القاعدة ، والتكفيريون " .. وغيرهم الكثير والكثير ، لأنهم هجروا كتاب الله واتبعوا روايات الشياطين فضلوا الطريق المستقيم .

  • الوحدة والالتفاف حول كتاب الله

كما أن الله سبحانه وتعالي يخاطب رسوله أيضًا بأمر يدعو المسلمين للوحدة والالتفاف حول الكتاب المبين والاعتصام به، حتى لا يهجروا كتاب الله ، اذ يدعوهم بقوله عز وجل في القرآن الكريم : " وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا " .. ثم يحذرهم بقوله تعالي : “ك " وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ " .. كما يصف الذين فرقوا دينهم بقوله عز وجل : " إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ " .. ويقول أيضًا في تفرق المسلمين : " مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ. مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ "  .. صدق الله العظيم .

  • استغفال الناس بالإسرائيليات

أن الله سبحانه وتعالي يقول لرسوله الكريم : إن المسلمين الذين فرقوا دينهم لست منهم ، كما أن الذين يسعون في خلق الفرقة بين المسلمين وصفهم الله سبحانه مثل المشركين، لأنهم لم يتبعوا ما أنزل إليك من تشريعات في القرآن الكريم، بالرغم من دعوة صريحة لهم من الله سبحانه وتعالي بقوله في اياته البينات : " اتَّبِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ ۗ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ " .. صدق الله العظيم .
وبالرغم من الحقائق القرآنية التي وردت في كل ما ذكرناه من آيا بينات، إلا أن الناس تم استغفالهم واستدراجهم بالروايات والاسرائيليات واتجهوا اتجاهًا مغايرًا لما يريده الله لهم من خير وصلاح وحياة ينتشر فيها التعاون والمحبّة والرحمة والحرية والسلام والعدل بين الناس ، وقد ساهم الفقهاء الذين احتكروا فهم مقاصد القرآن ليصبحوا المرجعيات الوحيدة لرسالة الإسلام، حتى يسيطروا على عقول المسلمين ويوجهوهم حيث يريدون .

  • البغاة تجاوزوا الفرائض الإلهية

وبختتم علي الشرفاء الحمادي مقاله موضحاً بان الأمر وصل بهؤلاء البغاة الي تجاوز الفرض الإلهي، الذي فرضه المولي عز وجل في تشريعه الالهي وأمر الناس بالتدبّر في آيات قرآنه والتفكر في مقاصد تشريعاته لخير الإنسانية جمعاء، إلى أن أفتوا بقفل باب الاجتهاد والتوقف عن التفكر والتدبر في آيات الله ، وقد رفضوا أمر الله للناس في قوله سبحانه وتعالي : " أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا " " .. وقوله سبحانه وتعالي : " أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا " .. وقوله عز وجل : " أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جَاءَهُم مَّا لَمْ يَأْتِ آبَاءَهُمُ الْأَوَّلِينَ " .. وقوله : " كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ " .. صدق الله العظيم .. اللهم بلغت اللهم فاشهد