علي الشرفاء الحمادي يكتب : اليهود يسيطرون علي مراكز صنع القرار السياسي والعسكري في امريكا
يحكمون البيت الأبيض ومجلسه القومي .. ويجندون آله إعلامية ضخمة تخدم مشروعهم الصهيوني

لا يخفى على أحد أن المشروع القومي العربي الوحدوي يصطدم بالضرورة مع المشروع الصهيوني الذي ما زال ينمو، ويتمدد على حساب الأمة العربية وأرض الامة العربية وحقوقها ومستقبلها كما يتمدد السرطان في جسم الإنسان من دون أن يدرك العرب مدى خطورته .
- ابتلعوا القدس وهدموا المقدسات
وكان قيام إسرائيل على حساب أرض فلسطين وشعبها؛ مقدمة لهذا المشروع الصهيوني الذي ابتلع القدس، وهدم المقدسات الإسلامية والمسيحية، وها هي الآن إسرائيل تحت سمع العالم وبصره؛ تنفذ مشروعها الصهيونية ، وتتنكر لكل حق عربي وفلسطيني ، ولكل المعاهدات، والمواثيق التي وقعت عليها .
لقد استطاع الصهاينة أن يحققوا نجاحات بالغة الخطورة على مستقبل الأمة العربية وذلك باستغلال كل الوسائل المتاحة لديهم ، بل أكثر من ذلك فقد استطاعوا أن يستغلوا، ويوظفوا خلافات الدول العربية فيما بينها بوصفها جزءاً رئيسياً في استراتيجيتهم؛ وذلك بالتخطيط، والتهديد، والخداع، والإرهاب والاحتلال .
- اللوبي اليهودي يحكم العالم
والأخطر من ذلك فقد استطاعوا أن يتغلغلوا في مراكز صنع القرار السياسي، والعسكري في الولايات المتحدة الأمريكية ،وتمكنوا من أن يحكموا العالم من خلال سيطرتهم على البيت الأبيض، ومجلسه القومي المكون من أحد عشر عضواً ، تسعة منهم من اليهود الصهاينة، بالإضافة إلى وزارة الخارجية، ووزارة الدفاع، إضافةً إلى قوة اللوبي الصهيوني وأعضائه في الكونجرس .
وإزاء هذا الواقع الصعب يجب ألا ننتظر من الولايات المتحدة او حلفائها موقفاً منحازا او حتي محايداً لصالح القضايا العربية لأن القرار الأمريكي أصبح أسيراً لقوة الضغط الصهيوني؛ يلبي طموحاتها ويحقق رغباتها؛ حتى على حساب مصلحة الشعب الأمريكي ذاته .
- أمن إسرائيل هاجس أمريكا الأكبر
وها نحن علي مر عقود وسنوات نري الأحداث تتلاحق ووسائل الإعلام المأجورة تردد ما تعلنه الولايات المتحدة، وما تضمره من نوايا وأهداف لم تعد خافية على أبسط الناس فهماً، وبدا واضحاً إن مواقف الولايات المتحدة ونواياها؛ الخبيثة ضد العرب والمسلمين متجذرة منذ أزمة العراق والكويت في التسعينيات ، عندما ارتكبت القيادة العراقية آنذاك خطأً تاريخيًا حينما اجتاحت قواتها العسكرية دولة الكويت ، ومنذ ذلك التاريخ تتوالي النكبات تلو النكبات علي امة العرب والاسلام الي ان وصلنا الي ما نحن عليه الان من خزي وهزيمة واحتلال وتصفية لارض فلسطين وقضيتها الأزلية .. بما لا يدع مجالا للشك بأن هاجس أمريكا الأكبر هو أمن إسرائيل فحسب .
- جرعات إعلامية مسمومة ومكثفة
إن موقف الولايات المتحدة الأمريكية معروف وواضح منذ سنوات طويله ومنذ أزمة غزو العراق للكويت والتي ظهرت فيها نواياهم الحقيقية، فقد أعطى الإعلام الأمريكي والصهيوني جرعات إعلامية مسمومة ومكثفة تم من خلالها تشتيت الأفكار وتبديد الطاقات، وبث الرعب والخوف في الصفوف العربية لصالح توسع واستقرار وأمن إسرائيل، مع عزل الأمة العربية وإدخالها في دوامة الانقسامات والخلافات والاضطرابات والنزاعات، لتنهك قوتهم وتفشل وحدتهم وتضعف موقفهم لتهدم مشروع الوحدة العربية لصالح المشروع الصهيوني التوسعي لابتلاع القدس، وهدم المقدسات الإسلامية والمسيحية .
- تبديد طاقات الأمة العربية
وها هي الآن إسرائيل تحت سمع العالم وبصره تنفذ هذا المشروع وتتنكر لكل حق عربي ولكل المعاهدات والمواثيق التي وقعت عليها ، ففي الوقت الذي تغرق فيه الشعوب العربية في ازمات وتحديات صعبه ، تجدها تلهث وراء كم هائل من الجرعات الإعلامية الموجهة والمدروسة والمعروفة سلفاً مقاصدها ونتائجها؛ وليس ثمة هدف وراء هذا الإعلام سوى تبديد طاقات الأمة العربية، وتشتيت فكرها، وبث الرعب والخوف في صفوفها، وإغراقها في دوامة من الانقسامات والاضطرابات .
- مستقبلنا بأيدي سياسات غريبة ومعادية
ومع الأسف فإننا نجد أن كثير من دول هذه الأمة، وقد أفلت الزمام من أيديها وأصبح مستقبل الأمة في أيدي سياسات غريبة ومعادية، هدفها عزل الأمة عن عقيدتها، وقيمها، وتراثها، والقضاء على طموحاتها المشروعة، وتطلعها نحو بناء الوحدة، والإفادة من ثرواتها، وإمكاناتها الهائلة، لبناء المجتمع العربي القوي الناهض الذي يصون ولا يبدد، ويحمي ولا يهدد، ويشد أزر الصديق، ويرد كيد العدو .. فهل تستفيق الشعوب ويستفيق القادة العرب ؟ .. لعل وعسي .. اللهم بلغت اللهم فاشهد .
كاتب المقال : رئيس ديوان رئاسة دولة الإمارات العربية المتحدة سابقاً