اهم الاخبار
الإثنين 23 ديسمبر 2024
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

المفكر الإماراتي علي الشرفاء الحمادي يكتب لـ«الوكالة نيوز» عن القرأن والتراث

IMG-20181214-WA0030
IMG-20181214-WA0030
  •  شيوخ الدين يتسلطون علي العقل البشري.. يعطلون فريضة التفكير.. ويجرون الأمة بأثرها إلى الوراء آلاف السنين
  •  سيناريو كهنة القرون الوسطي اللذين حكموا علي الناس بالتعذيب والقتل.. تكرره مؤسسات تنصب نفسها وصية علي الإسلام
  •  العودة للقرأن.. تحرير الفكر.. فك ارتهانه للمتسلطين وخفافيش الظلام.. الحل الوحيد لاستعادة مكانتنا المرموقة
{ قال تعالى (تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ ۖ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ ۖ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (البقرة: 134)، القران رسالة الاسلام تتصف بالديمومة ولاتتوقف آياته وتشريعاته عند عصر معين، ولكن آياته حية مستمرة بالتفاعل مع العقل البشري لينهل منها ما يحقق للمجتمعات الانسانية بإتباع القواعد التشريعية التى يدعو لها القران الكريم من عبادات ومعاملات وفضائل الأخلاق من أمن وإستقرار وتقدم فى سبيل النهوض بمستوى الحياة الكريمة عند الانسان فى كل عصر. ولايتوقف الإستنباط في آياته فى زمن معين لكل عصر ظروفه وطبائعه ووسائله التى تساعده فى التفكير وإستنباط القوانين والضوابط التى تحفظ المجتمع وتمنع فيه العدوان وتجاوز الخطوط الحمراء من أجل الأمن والسلام الإجتماعي. ان رسالة الاسلام هي دعوة للتفكر فى آيات الله وفى مقاصدها لخير الانسان وتلك الدعوة هي  فريضة الهية على كل إنسان مؤهل، علما ودراية باللغة العربية أن يمارس فريضة التفكر فى التعرف على مقاصد الآيات واستنباط القواعد والقوانين المنظمة لحياة المجتمعات فى التعايش السلمي لتحقيق التنمية من خلال العلم والقراءة واستجلاء حقائق الكون والتفكر في ما خلق لتوظيفه فى خدمة الانسان ومايعود عليه بالخير ودعوة التفكر حيث يقول سبحانه (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ (190) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (191) (آل عمران: 190-191) وقوله تعالى (كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (يونس: 24) وقال تعالى (وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (44) (النحل: 44) وقوله تعالى (كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّـهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ) (البقرى: 219)، وقال تعالى ( قُل هَل يَستَوِي الأَعمى وَالبَصيرُ أَفَلا تَتَفَكَّرونَ) (الأنعام: 50). تلك دعوة الله لعباده يأمرهم بتوظيف العقل فى التفكر والتدبر في القرآن الكريم فى كل ما يتعلق بشؤون الانسان من العلم والمعرفة وما يساعده على وضع قواعد العدل والتشريع مستمدة من القران الكريم لتحقيق الحياة الكريمة للإنسان وان من ساهم فى تعطيل التفكر عند العرب والمسلمين قد ارتكب جريمتين الاولى أوقف فريضة آلهية من الخالق بالتفكر وسوف يعاقب المتسبب في ذلك يوم القيامة عقابا عسير ومصيره جهنم وبئس المصير، والجريمة الثانية بتعطيل التفكر فى ايات الله ومقاصدها لخير الانسان ادى الى تخلف العرب والمسلمين عن ركب الحضارة الانسانية التى كان من المفروض بما منحهم الله من كتاب مبين ودعوته للقراءة والتفكر والتعلم ليقودوا ركب الحضارة الانسانية لمجتمعات الرحمة والعدل والحريّة والسلام والتعاون بين الناس جميعا، حيث ان رسالة الاسلام جاءت لهدم الفكر الجاهلي المتخلف للارتقاء بهم من حالة البؤس والفقر والعوز والجهل الى ان يكونوا اساتذة العالم وفى مقدمة  الامم بالعلم والاخلاق والعدل والعمل الصالح لكل ما ينفع الانسان. وكانت ثورة بكل معنى الكلمة على الماضى المظلم فجاء القران ليخرجهم من الظلمات الى النور ومن عبادة الأصنام لتحريرهم منها لعبادة الله الواحد الاحد وقال لهم سبحانه ينبئهم بقوله (وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ) (الزخرف: 23). هكذا أراد لنا شيوخ الدين تعطيل فريضة التفكر وتعطيل نعمة العقل عن القيام بواجبه لقيادة العلم والفكر الذى بدونه تتخلف الامم ويسهل استعمارها وسرقة ثرواتها واسترقاق ابنائها. واذا أراد العرب ان تكون لهم مكانة مرموقة بين الامم لابد من تحرير الفكر وفك ارتهانه لشيوخ الدين المتسلطين على عقله الذين يريدونه ان يعيش كالخفافيش فى الظلام مانعين عنه نور الله وكلماته يريدونه ان يضل مستعبدا للتراث الذى عطل تفكيره وحرمه من التقدم والتطور فإذا الخالق سبحانه يقول لرسوله (وَلَو شاءَ اللَّـهُ ما أَشرَكوا وَما جَعَلناكَ عَلَيهِم حَفيظًا وَما أَنتَ عَلَيهِم بِوَكيلٍ) (الأنعام: 107)، فاذا كان الله سبحانه حدد واجبات رسوله فلم يرسله وكيلا عنه على عباده فمن أعطى شيوخ الدين والمؤسسات الدينية ان تكون وصية على الاسلام؟ وان يختزلوا حق الله للناس فى التدبر والتفكر فى اياته لخير الناس، لقد كان ذلك فى القرون الوسطى عندما أصبحت الكنيسة والكهنة يمتلكون السلطة الدينية ويحاكمون الناس على تفكيرهم ويحكمون عليهم بالتعذيب والقتل. لقد انتهى ذلك الزمان لقد جاء الاسلام يحارب الظلم والعدوان والفساد والطغيان يحارب استعباد البشر للبشر يحارب الفكر المتحجر المنزوى فى الكهوف المظلمة جاء ليضيء ظلمة النفس ليحررها من طغيان الغرائز  والطمع والجشع جاءالقران ثورة على التخلف ودعوة لتحرير الفكر والتأمل فى ملكوت الله وماخلق جاء القراءان ليعطى دروسا عن الامم الماضية كيف سادت ثم بادت لانها ظلمت الناس وافتقدت للرحمة والعدالة تلك هي رسالة الاسلام التى حاول اتباعه فى الماضى دفنها فى التراب ومازال بعض ادعياء الدين مستمرون فى وتغييب ايات الله وكتابه عليك الصلاة والسلام يارسول الله وانت تشتكى قومك لله بقولك (وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا ((الفرقان: 30) وقوله سبحانه (يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (32)(التوبة:30).