علي الشرفاء الحمادي يكتب : مسلسل معاوية وتشويه الإسلام

جاء مسلسل معاوية إستمراراً في تشويه سمعة الإسلام، في الوقت الذي لا يمكن أن يمثل معاوية رسالة الإسلام، وما فى القرآن من تشريعات الرحمة والعدل والإحسان والسلام والتعاون بين الناس على البر والتقوى، وتحريم الإثم والعدوان.
لقد كان معاويةُ مثلا لأسوأ صورة لرسالة الإسلام، وللأسف كل من شارك في هذا المسلسل من كاتب القصة والمخرج والسيناريست لا يعرفون من الإسلام إلا الأركان الخمس فقط .
وقد عميت أبصارهم عن الأهداف الحقيقية لرسالات الله للناس في كل العصور ، يرسل لهم الرسل والأنبياء لـ يرشدوهم إلى طريق الحق المستقيم، وتتحقق لهم بتطبيقهم لشرعة الله ومنهاجه حياة طيبة يظللها الآمان والسلام، لأن كل الناس في المجتمع يعزفون لحناً واحداً متبعين قول الله سبحانه : { وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ } .
ولقد حذرهم رسول الله من عدم الاستجابة لله ورسوله وما بلغهم من شرعة الله ومنهاجه لبناء مجتمعات مسالمة لا تعرف العدوان ولا الكراهية ولا الأحقاد ولا الإجرام، ملتزمين بعهدهم مع الله عندما قبلوا دعوة الله بواسطة الرسول عليه السلام للدخول في دين الإسلام وشهدوا بأن لا إله الا الله وأن محمدا رسول الله .
وبذلك تمت البيعة لله ولرسوله الذي بلغ الناس رسالة ربهم ليتمسكوا بكتابه العظيم، ويزودهم باليقين، ويسلموا بطاعة الله وإتباع تشريعاته في الذكر الحكيم، ولا يتيحوا للشيطان فرصةً لخلق الفتنً والتحريض على الصدام والحروب، وإنما التعامل بالرحمة والعدل والإحسان، ويقولوا للناس حسناً، كاظمين الغيظ عافين عن الناس، لا يستعلون على غيرهم ولا يتكبرون، يتضرعون إلى الله سبحانه لتتم نعمة الأمن والسلام على الناس جميعاً في مجتمعاتهم، صادقين مع الله، مؤدين آماناتهم لأصحابها، لا يظلمون ولا يتشاجرون، فلا تساوي عندهم الدنيا جناح بعوضة .
فقد إرتقوا بأنفسهم كلما إزدادوا قرباً من الله زادهم أمناً وطمأنينة وسعادة ووصلوا إلى مرحلة من الإيمان بأن وصفهم الله سبحانه : { إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ۖ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ * نُزُلًا مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ * وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ } فصلت (٣٠/٣١/٣٢/٣٣) .