اهم الاخبار
السبت 12 أبريل 2025
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

في زمن فتاوى الزوَّر وشيوخ الظلام | يعلو صوتُ القرآن نقيّاً هادياً .. نوره لا يُطفأ أبداً

علي الشرفاء : أرباب المنابر جعلوا من أنفسهم أوصياء على العقول وحرّاساً على أبواب الجنة .. تواطئوا عليالنور الإلهي

علي الشرفاء الحمادي
علي الشرفاء الحمادي

في زمن تتكالب فيه الأهواء على الحقيقة .. وتزدحم الأصوات في سوق الفتوى .. يرتفع صوتٌ واحد بقيّ ونقيّ .. صوت لا يطلب جزاءً ولا شكوراً  .. إنه صوت " القرآن الكريم " .. ذلك النور الإلهي الذي لا يُطفأ مهما حاول المُضلّون .. ومهما حاك شيوخ الظلام خيوط الجهل حول العقول .. سيظل صوت القرآن ونوره يتسلّل بشعاعه كي يخترق كل الظلمات .. ويوقظ الأرواح الميته .. ويستصرخ الضمير الإنساني الغافل .. كي يعود الإنسان إلى نفسه .. ويسترجع رسالته التي نسيها وسط زحام الدنيا وزخارفها الزائلة . 

  • تراكم الرويات وضجيج الفتاوي

والمتابع لمقالات ومؤلفات المفكر العربي الكبير علي الشرفاء الحمادي في هذا السياق التنويري والتبصيري .. لا تجده يكتب بالحبر فقط .. بل يكتب بحروف منيرة يستخرجها من بين سطور القرآن الكريم وآياته البينات .. يصوغ منها صرخات واعية في وجه العقول الغافية الغافلة .. حين تقرأ مقالات وكتب الحمادي حول " هجر القرآن وشيوخ الفتنة والضلال " .. لا تقرأ رأياً عابراً .. بل تُستَدرج إلى مواجهةٍ مع الذات .. مواجهة قد تغيّر مصيرك إن أنت تدبرت وسمعت وأنصت بوعي وصدق .

علي الشرفاء لا يصرخ في وجه الآخر .. بل يُنادي الإنسان من داخله .. ينادي فيه الجزء المنسي .. المختبئ خلف تراكم الروايات المدسوسة وضجيج الفتاوى الضالة وعمائم الشيوخ الزائفة .. ينادي الانسان كي يفيق ويستيقظ .. كي يفتح عينيه على حقيقةٍ بسيطة قد تكون غافلة او ضائعة منه .. حقيقة مفادها  : " أن الله سبحانه وتعالي أرسل له كتاباً .. كافياً.. شافياً .. مبيناً .. فلماذا يهجره ويتغافل عن ذكر آياته ؟ .

  • حين نقف امام محكمة العدل الإلهية

إذ ينادي الشرفاء الحمادي عقل وقلب وروح الانسان في مقالاته قائلاً : يا ابن آدم .. أما آن لك أن توقظ عقلك ؟ .. أن ترفع بصرك .. كي تري شمس الحق مشرقة في زمنٍ غابت فيه شمس الوعي وانطفأ نور الحقيقة ؟ .. أما آن أن تستمع إلي نداء الرحمة من كتاب الرحمن الرحيم .. الذي يناديك أن تعود إلى منهاج الحياة .. قبل أن يحلّ وقت الحصاد .. وتقف أمام محكمة العدل الإلهية التي لا يُجدي فيها تزوير ولا تبرير ؟ .

يا بن آدم اسأل نفسك قبل أن تُسأل : ماذا قدمتَ لنفسك ؟ .. هل اتبعتَ كتاب الله وتدبّرت آياته ؟ .. هل استنرت بنوره الذي يهدي للتي هي أقوم ؟ .. أم سلّمت زمامك لأرباب المنابر وشيوخ الفتنة الذين جعلوا الدين تجارةً .. وحوّلوا رسالة الرحمة إلى أدوات تسلّط وتخويف .. وأقنعوك أن الطاعة لهم طاعة لله .. وأن الهجر للقرآن هو عين الإيمان ؟ .

  • أوصياء وحراس علي أبواب الجنة

والراصد لتفاصيل المشروع الفكري لـ علي الشرفاء يدرك أننا لسنا أمام معركةً فقهية .. بل أمام رحلة قلبية نحو أصل الرسالة الإلهية .. مشروع يكشف خلاله الحمادي بلا أي مواربة عن كيفية تحوّل العقول إلى الظلام حينما تركت نور الوحي الإلهي .. وكيف تواطأ شيوخ الضلال والفتنة على استبدال كلام الله بكلامهم .. وهداية السماء بسطوة الأرض .. حتي استبدلوا الرحمة بالخوف .. شيوخ الضلال الذين ما عرفوا من الدين إلا لباسه .. وما فهموا من الوحي إلا ما وافق أهواءهم وأطماعهم الدنيوية الزائلة .. جعلوا من أنفسهم أوصياء على العقول .. وحرّاساً على أبواب الجنة .. يتحدثون باسم الله .. والله منهم براء .

  • الشيطان وفتاوي التحريم والتجريم 

هؤلاء ساروا علي نهج إبليس الذي أقسم منذ أن خُلق الانسان بأن يغوي آدم وذريته .. والذي قال فيه المولي تعالي: " قَال أَرَأَيْتَكَ هَٰذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا " .. صدق الله العظيم .. فـ أغوي الشيطان كثير من الناس .. وطفح علي المشهد شيوخ قسموا الأمة إلي ملل ومذاهب .. واصدروا فتاوي التحريم والتجريم والتي اصبحت مرجعاً لشئون الدين والدنيا .. حتى ترك الناس القرآن وراء ظهورهم .. وظنّوا أنهم على الحق وهم في ضلالٍ بعيد .

لكنّ الله رحمةً بعباده .. نبّههم .. وفضح الشيطان يوم الحساب فقال عز وجل في محكم تنزيله : " وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ ۖ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي ۖ فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنفُسَكُم ۖ " .. صدق الله العظيم .. إنها صدمة المكاشفة حين يسقط القناع .. ويتبيّن أن الطريق الذي مشاه بعض الناس لم يكن إلى الله .. بل إلى الهلاك المبين .

  • باب الله لا يُغلق ونوره لا يُطفأ

وهنا يطرح الحمادي سؤال استفهامي : هل من عودة ؟ .. ثم .. ثم يجيب قائلاً :  بالقطع نعم .. فما دامت الروح في الجسد.. فإن باب الله لا يُغلق .. ونوره لا يُطفأ .. وكتابه لا يُبدّل .. ووعده لا يتغيّر .. فقد قال سبحانه وتعالي في محكم تنزيله : "يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ .. صدق الله العظيم .. وهذا النور هوالقرآن الكريم .. لا تفسير فوقه .. ولا حديث يعلوه .. ولا شيخ يجاوزه .. هو المنهاج الإلهي .. هو الدستور .. هو الرسالة الخالدة من الرب إلى عباده .. فمن اتبعه اهتدى .. ومن أعرض عنه ضلّ .. وخاب .. وخُدع .. وخسر .

كتابات علي الشرفاء مازالت تنبض بالحياة .. وتنادي في خلق الله : يا بن آدم مازال القرار بين يديك .. إما أن تكون من الذين لم " يحتنكنهم الشيطان " .. أو تكون من اللذين خدعهم لباس التدين الزائف .. ووقفت يوم الحساب تصرخ .. ولكن بعد فوات الأوان .. اللهم أني قد بلغت .. اللهم فاشهد .