اهم الاخبار
السبت 12 أبريل 2025
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

أمة الإسلام تمتلك النور وتغرق في الظلام .. كتاب الله بين أيديها وتتبع ظل الفتنة

علي الشرفاء : كفي عبادة للمورثات وخنوع لشيوخ الضلال .. عودوا الي النبع الصافي القرآن لا يحتاج وسطاء

علي الشرفاء الحمادي
علي الشرفاء الحمادي

هل يُعقل أن نملك بين أيدينا كتابًا يهدي للتي هي أقوم .. ثم .. ثم  نغرق في آتون إراقة الدماء ؟ .. هل يُعقل أن يكون النورحاضرًا .. ثم .. ثم نتخبط في ظلمات الجهل والتيه ؟ .. ما الذي أصاب أمة كانت خير أمة أُخرجت للناس ؟ .. من الذي عبثفي أصل الدين وشوه صحيح الرسالة الإلهية ؟ .. من الذي لوّث النبع الصافي وحوّل رسالة الرحمة إلى صراع سلطوي ؟.. أهي لعنة التاريخ التي تلبست العقل المسلم ؟ .. أم خيانة العقل والفكر ممن باعوا الدين في سوق السياسة ؟ .. أمجريمة ارتكبها أهل الفسق وشيوخ الضلال حين جعلوا من أنفسهم أوصياء على الوحي ؟

  • نور الهي يسطع فينا وبين ايدينا

الأمة تنزف .. والسيوف ترتفع لا لنصرة الحق بل لتكريس الباطل .. تفرقت شيعًا .. وتصارعت مذاهب .. وباتت تعيش في زمنٍ تُغطيه سُحب الظلام .. وتتناثر فيه شظايا الدماء .. غُرست بذور الفتنة رغم ان هناك نورٌ إلهي يسطع فينا وبين أيدينا .. نورٌ جاء هدية من الرحمن .. يهدي البشر ويضئ لهم طريق الحق والهداية .. أنه نور " القرآن الكريم " الذي أنزله المولي سبحانه وتعالي ليكون مرجعًا لا يُضاهى .. ودستور حياة ينهض بالإنسان من سبات الجهل والخوف الي نور اليقين والصفاء .

  • اسئلة حائرة أمام ضمير الأمة 

وفي هذا المشهد المعتم يبرز المفكر العربي علي الشرفاء الحمادي كعادته دائماً بقلمه الجريء وصوته الصادح بالحقيقة .. يكتب مقالًا كاشفًا بعنوان : " القرآن الكريم مصباح العدل والرحمة في عصر الصراعات " .. مقالاً لا يعرف المجاملة ولا يخشى الاتهام .. يضع فيه أصبعه على الجرح المفتوح .. ويصرخ في وجه العقل المسلم : استيقظ قبل أن يفوت الأوان .

يدق الحمادي علي اسئلة حائرة يضعها أمام ضمير الأمة في لحظاتها الحرجة و الفارقة : هل من الرحمة أن نقتل بعضنا باسم الدين ؟ .. هل من الرحمة أن تُفرّغ العقول من نور الهداية وتُملأ بروايات الفتنة ؟ .. إنها مأساة عقلٍ مُغلق .. وضميرٍ غائب .. وقلبٍ ران عليه ما كسب .. مؤكداً علي ان الله أنزل قرآنه الكريم ليكون نوراً لا مجرد كتاب على الرفوف .. أنزله ليحرر الإنسان من العبودية والجهل .. يهدي به العقل لا ليُعلق في رقبة شيخ أو سلطان .

  • القرآن لا يحتاج الي وسطاء

إن القرآن لا يحتاج إلى وسطاء .. إنه كتابٌ يخاطب العقل والفطرة .. ويطلب من الإنسان أن يُعمل فكره ويتدبّر آياته .. قال تعالى: " أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها " .. فهل عميت القلوب عن هذا النور ؟ .. وهل أُقفلت أبواب العقل حتى بات الناس يتبعون اسرائيليات وروايات مدسوسة لا أصل لها .. ويفتون بما لم يأذن به الله ؟ .. وللأسف تورطت الامة في خنق هذا النور وتقيدت بسلاسل صُنعت خصيصاً من اعداء الدين .. وسمحت لروايات دُست زورًا علي الرسالة الإلهية كي تتقدّم على كلام الله وقرآنه الكريم .. واحتكم الكثيرون إلى ما كتبه البشر تاركين ما أنزله ربّ البشر وخالقهم .. فظهرت بيننا الفرق والطوائف تكفر هذا .. وتسفك دم هذا باسم الدين .. والدين منهم براء .

  • وما أرسلناك إلا رحمةً للعالمين 

وهنا تتصاعد اسئلة علي الشرفاء الحمادي : لماذا يحدث ذلك ؟ .. ولمصلحة من ؟ .. كيف لأمة أن تتقاتل أربعة عشر قرناً وكتاب الهداية بين يديها ؟ .. كيف لمسلم أن يقتل أخاه باسم دين يقول فيه الله سبحانه وتعالي : " وما أرسلناك إلا رحمةً للعالمين " ؟ .. هل يعقل أن تنطق المساجد بآيات الرحمة صباحًا .. ثم .. ثم تُسال الدماء في الطرقات مساءً ؟ .. إنها مأساة عقلٍ مُعطّل .. وضميرٍ مُغيّب .. ومرجعيةٍ مغلوطة.

الأمر الذي يحتاج إلى وقفة حقيقية صادقة وجريئة لا تقف عند جلد الذات .. بل تتوجه مباشرة إلى أصل الداء : هجر القرآن والارتماء في أحضان الموروثات المدسوسة التي شوهت وجه الدين .. وحوّلت الرسالة من خلاص روحي إلى صراع سياسي .

  • كارثة هجر القرآن وآياته البينات

للأسف تركت الأمة القرآن وأعرضت عنه وجعلته  كتابا مقدساً من حيث الحروف ومهجورًا من حيث المعاني .. سقط الناس في كارثة هجر آياته البينات .. وتلك كارثة لم تكن قدراً  بل كانت اختيارًا .. اختارت الأمة التفاسير بدلًا من التدبر .. وجعلت من سطور التاريخ دينًا يُحكم به على الأحياء .. الأمة تنحر نفسها بيدها .. وتسفك دماءها باسم دين لم يأمر بذلك .. دين قال فيه خالق السموات والارض : " كتب ربكم على نفسه الرحمة" .. وقال تعالي : " وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين " .. صدق الله العظيم .

  • تجريد القرآن من غبار التأويلات 

ويطلق الحمادي نداءه المدوي : كفى .. كفى عبادةً للموروث .. كفى خنوعًا لشيوخ الضلال .. كفى تقديسًا لما لم يُنزله الله.. عودوا إلى النبع الأول " القرآن الكريم " .. إلى الكلمة التي أنزلها الله لا لتُغنّى بل لتُفهم .. لا لتُزيَّن بل لتُطبَّق .. إن الأمة تحتاج لثورة فكر .. ثورة تُخلخل أركان التراث الجامد وتعيد للقرآن مكانه في دائرة الوعي واليقين .

نحتاج إلى مشروع نهضة لا يبدأ من حدود الدولة بل من حدود العقل .. نهضة تبني الإنسان القرآني لا الإنسان الطائفي.. تبني أمة تنتمي لله لا لزعامات متكلسة .. فالقرآن ليس حكرًا على قوم .. ولا مِلكًا لفرقة .. إنه رسالة الخلاص للبشرية كلها .. دعوة للعقل والحرية والرحمة لكنها لن تُثمر ما لم نعترف أولًا بأننا ضللنا الطريق .. وأننا قدّسنا أقوال البشر أكثرمن كلام خالق البشر .. وأن العودة لا تكون إلا بتجريد القرآن من غبار التأويلات المضلّلة .

  •  خطاب الشرفاء للقلوب المؤمنة 

ويخاطب علي الشرفاء القلوب المؤمنة والعقول الحيّة  : كونوا كما أرادكم الله .. أمة وسطًا .. لا غالية ولا مفرطة .. كونواحملة النور الإلهي لا أسرى الظلمة البشرية .. خذوا القرآن بوعي لا بتقليد .. بتدبر لا بترديد .. اجعلوه مرجعكم لا تابعًا لمرجعية مختلطة .. فإذا فعلتم فقد استنقذتم أنفسكم من كارثة تاريخية .. وإن أعرضتم فأنتم امتدادٌ لجريمة كبرى بدأت بهجر الوحي وانتهت بسفك الدم .

قال تعالى في كتابه الكريم : " اتبعوا ما أُنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء " .. صدق الله العظيم .. فهل نصغي لنداء الحق ؟ .. أم نواصل الغرق في ظلامٍ لا نهاية له ؟ .. اللهم إني قد بلّغت .. اللهم فاشهد .