المفكر الإماراتي علي محمد الشرفاء الحمادي يكتب شهادة للتاريخ
الحمادي يروي محطات مضيئة في حياة حكيم العرب الشيخ زايد آلِ نهيان.. ويؤكد: عشت معه لحظات ومواقف تحكي قصة حبه وعشقه لمصر والعرب مخطئ من يظن أن الوطن هو الماضي فقط فالوطن هو الماضي والحاضر والمستقبل هو تاريخ لا يعيش في ذاكرتة إلا العظماء والحكماء الذين يحفرون بمواقفهم حياة امّم ومستقبل شعوب .. ولعل حكيم العرب الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان واحد من عظماء التاريخ. تعقب سيرته والبحث في أغوار شخصيتة وحكمته أمراً حتمياً لمن يريد ان يتعلم معني كلمة وطن .. و .. وتاريخ. ولعل هذا ما دفعنا في بوابة " الوكالة نيوز " الإخبارية الي البحث في سيرة " الحكيم " كي نضئ الطريق بكلماته .. ثم .. ثم نتحسس سلامة السبيل بمواقفه .. ونحسب ان ما سبق وسرده المفكر الإماراتي على محمد الشرفاء الحمادى المدير السابق لديوان رئيس الدولة الاماراتية في التسعينات من رويات تكشف جوانب منيرة من تلك السيرة الطيبة .. هو ما دفعنا لإعادة نشر ما سبق وكتب .. وذاك ايضاً كونة احد من رافقوا الحكيم في رحلة طويله من العطاء والذود عن أمن وسلامة بلادة وبلدان المنطقة . .. وهذا مقال سبق وسطره المفكر الإماراتي علي محمد الشرفاء .. نعيد نشره في " الوكالة نيوز " من أجل كل ما سبق: "أكتب شهادتى للتاريخ، حول رجل اقتربت منه وعرفته، وشهدت على إخلاصه وحبه وعشقه الوطنى لمصر، أتحدث عن الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وعن محطات مضيئة عشتها معه، تؤكد أنه يستحق عن جدارة لقب حكيم العرب، ولعل ذاكرتى تستدعى أنه أثناء اجتماع وزراء الخارجية العرب فى الكويت عام 1973 سألنى الشيخ زايد، ماذا كانت نتائج المؤتمر؟! فأجبته: قرروا تخفيض إنتاج البترول 5% فقط، فاكفهر وجهه، وطلب منى أن أتصل بوزير البترول الإماراتى الدكتور مانع العتيبة، وقمت بتوصيله تليفونيا مع الوزير وسمعته يأمره بعقد مؤتمر صحفى فورا، يعلن فيه أن دولة الإمارات العربية المتحدة تقطع البترول بالكامل عن الولايات المتحدة الأمريكية، والدول الغربية التى تساند إسرائيل، ثم قال مقولته الشهيرة: “ليس النفط العربى بأغلى من الدم العربى” وبعد الإعلان عن هذا القرار توالت قرارات الدول العربية، وهنا أذكر أنه فى مؤتمر قمة دول الأوبك فى الجزائر عام 1975 فى كلمة الافتتاحية، أشاد الرئيس بوميدين بموقف الشيخ زايد البطولى بقطع البترول، وكان ذلك بحضور الرؤساء والملوك". من موقف إلى آخر أتجول فى سنوات عمرى مع الشيخ زايد، لأتذكر أنه فى مؤتمر بغداد 1976 – 1977، كانت تتم مناقشة موضوع اتفاقية كامب ديفيد، واقترح الشيخ زايد عدم اتخاذ أى إجراء ضد مصر وضد السادات إلا بعد اختيار ثلاثة من الرؤساء بالمؤتمر، للقيام بزيارة الرئيس السادات والإطلاع على قراره بشأن الاتفاقية، فإذا كانت فى صالح مصر والعرب، فنحن معه، وإن كانت عكس ذلك، فسوف يتم الحوار فى كيفية معالجة الموقف، واقترح أن يكون الرؤساء الذين يذهبون إلى السادات، هم، الملك حسين، و الأمير فهد بن عبد العزيز، والشيخ زايد”. ولأن هناك قوى داخل هذا المؤتمر، لا تريد لمصر أن تبقى فى الصدارة للعالم العربى، فقد تم تخصيص مستوى الوفد من الرؤساء وإلى درجة وزراء الخارجية، منهم وزير خارجية الإمارات أحمد خليفة السويدى وغيرهم، وحملوهم برسالة للرئيس السادات، وأثناء ذهابى إلى وزير خارجية الإمارات لتوصيله إلى المطار،كانت الإذاعات العربية تذيع نص الرسالة لإفشال المهمة، ولذلك عندما وصلوا إلى المطار بالقاهرة لم يجدوا أحدا فى استقبالهم، وقضى على المهمة قبل أن تبدأ". ومن بين الشهادات التى يجب توثيقها أيضا، أن الشيخ زايد كان دائما يقول: إن مصر يجب ألا تتحمل المسئولية كاملة تجاه القضية الفلسطينية، لكن نحن ندعو إلى توحيد الصف الفلسطينى ونقف جميعا خلفه، فهو كان يعتبر مصر المظلة الوحيدة للعالم العربى، وهى التى تقود الأمة العربية نحو التطور والرقى . .. وهنا انتهت كلمات مقال المفكر الإماراتي علي الشرفا .. ولكن قطعاً لم تنتهي ابداً حكاياته ورواياته النادرة عن حكيم العرب الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان .. وسيظل بحثنا وتعقبنا لسيرته مستمر ومستمر كي نقدم نموذج يفخر به التاريخ ويفخر به الجيل وكل جيل .. انتظرونا .