«مزاد علني على براد الشاي.. وكسر الأصلة».. أغرب تقاليد الزواج في الفيوم
الفيوم: منال وهبى
تمتاز قبائل وعائلات محافظة الفيوم، بعدد من العادات والتقاليد التي تميز كل عائلة عن الأخرى، ويتضح ذلك جليًا في الأمور الحيوية كالزواج مثلًا.
وفي هذا الإطار، يقول راتب راجح يونس في حديثه مع «الوكالة نيوز»، إنه شخص يهتم بأنساب العرب ويجمع كل المعلومات عن تاريخ القبائل العربية المستقرة والرُحل، مضيفًا أن للعرب عادات وتقاليد وطقوس في المناسبات راسخه منذ مئات السنين؛ ففي الزواج مثلا لدينا في قرى مركز طامية كنموذج من القبائل المستقره يتم يوم الحناء عقد جلسة في بيت أحد أصدقاء العريس يكون متفق عليها قبل الفرح بشهر على الأقل ويعتبرها العرب مجامله للصديق ويطلقوا عليها "القعدة" ويتم انتخاب أكثرنا لباقة وكياسة ليكون قاضيًا على القعدة ثم الذي يليه ينصب وزيرا للقاضي.
وتابع يونس: « يبدأ القاضي بتحصيل رسوم القعدة عادة وهي تكون مبلغ زهيد لايزيد على الجنيه توضع في حصاله يتم تجميع الغرامات عليها طوال الليل لتوضع في يد العريس".
وضرب يونس مثالًا على حكم قاضي "القعدة"، قائلًا: « من أغرب الشكاوى التي تقدم بها أحد الحاضرين خلال زفاف أحد أبناء العم والتي أضحكت الجميع، عندما رفع أحد الضيوف يده وأذن له القاضي بالكلام فقال اشتكي جاري الذي اتفق معي على أن
نزرع أرضنا سكر وبعد أن زرعت أنا، زرع هو أرضه نمل فأكل نمله سكرنا، بعد ذلك حكم القاضي علي زارع النمل بالغرامة 100 جنيه».
وتابع راجح يونس:«في الصباح تقام جلسة أخرى يطلق عليها العراسة وهي تشبه قعدة الحنة إلا أنها تتكون من شباب فقط بخلاف القعدة التي تشمل الكل كبيرًا وصغيرًا، ثم أن العراسة ليس لها قاضي وفي العراسة تباع القرى والنجوع المجاورة للضيوف بالمبلغ الذي يتفق عليه بينهم وبين صاحب الدار ثم ينطلق المشترون إلى النجوع التي اشتروها ويسألون كل من يلتقون به وكل البيوت عن حق العراسة؛ فمنهم من يعطيهم مالا ومنهم من يعطيهم خبزا أو قمحا وبعض السيدات تمنحهم بيضًا وجبنًا ثم يعودون بما حصلوا عليه إلى العراسة فأما أن يشتري صاحب الدار ما حصلوا عليه وأما يتركوه ليبيعه أو يحصل عليه لنفسه مقابل ثمن الشراء الذي اتفق عليه مسبقا».
وفي ذات السياق أكد يونس أن لديه أبناء عمومة في بعض قرى بني سويف يتم دعوة الأهل والأصدقاء في بيت أحد أصحاب العريس ثم يغلون برادا من الشاي ويقام عليه مزادا علنيا يصل سعره أحيانا إلى 100 ألف جنيه، ثم يأخذ البراد من رسى عليه المزاد ويدور على كل الحضور يصب لهم بعضا من الشاي وينقطه.
وأضاف يونس، أن أبناء العمومة في القبائل الرُحل،ـ تبدأ طقوس الزواج عندهم؛ كالتالي يرغب الشاب في الزواج فيخبر والدته التي تخبر الوالد بدورها فيجلس الأب جلسة مشورة مع الأبن الأكبر، وغالبًا ما تكون العروس من أبناء القبيلة ، ويتم تكليف وفد من النساء لزياره أم العروس، فتطلب المقسوم، ثم تخبر والدة العروس والدها، والذي يختار البنت التي تذهب الي بيت ابن عمه، وبعد أن يستقر الأمر وغالبا لا يرفض والد العروس طلب أبناء عمومته فيتفقون علي موعد للخطبة يرسل والد العريس قبلها خروفين الي والد العروسه.
وتابع: «وفي اليوم المحدد، يقول شيخ القبيلة أشهدوا أن فلانًا ابن فلان له مقسوم في بيت عمه فلان ابن فلان ويعتبر هذا بمثابه العقد الموثق حتي لو استمرت الخطبة 10 سنوات وقبل الزواج بشهر يبدأ الشباب في التجمع أمام بيت (خيمة) العريس ويظلون طوال الليل يصفقون ويتغنون حتى تدخل الحجالة وهي إحدى قريبات العريس وتظل ترقص على كفوف الحاضرين ذهابا وعودة في خط مستقيم وقد يخرج أحد الشباب واضعًا عصاه في الأرض أوسلاحه او يطلق عيارا ناريا في الهواء ويقول (لزومي) وهذا يعني أنه هو الذي يقوم بالغناء وفي أكثر الأوقات الحجالة هي التي تختار من يصاحبها في الغناء أما بأن تقف أمام شخص وتضع عصاها على رأسها أو تغرسها أمامه وترقص وهي واقفة دون حركة فلزاما عليه أن يصاحبها في الغناء ولا يكف عن ذلك حتى تتحرك الحجالة هنا يصمت».
وأضاف يونس «إذا أشارت بعصاها علي الجميع معناها أن كفوف الرجال لا تعجبها وعليهم زياده التصفيق حتى تختار من يصاحبها في الغناء ثم يأتي يوم الزفاف ويبدأ الـ 8 صباحًا فتصطحب النساء العروس في الشبرية (الهودج) إلى الدار الكبيرة (خيمة كبير القبيلة). وتقام هناك الموائد حتى بعد غروب الشمس فيتم اصطحاب العروس ومعها صندوق حاجياتها الشخصية إلى بيت (خيمة) العريس وبعد دخولها يمنع المرور من أمام هذه الخيمة طوال هذه الليلة».
وأوضح يونس، أن أبناء عمومته من قبائل المشارقة؛ لديهم عادة أخرى في الخطبة لا ينازعهم فيها أحد فعندما يتقدم العريس إلى والد العروس يصطحب والد العريس معه «أصلة» وهي ساق الفول أو أي عصا ويقول لوالد العروس: (مقسوم ولدي عندك) فيأخذ منه والد العروس الأصلة فيكسرها معناه أن الكلام لا رجعة فيه وأن البنت للولد مهما كانت الأسباب وباقي الطقوس كما هي لاتختلف.