القائم بأعمال رئيس جامعة مطروح: الفساد آفة خطيرة تعوق التنمية الشاملة
مطروح _ياسمين شعيب
قال الدكتور محمد اسماعيل عبده – القائم بأعمال رئيس جامعة مطروح- إن الفساد آفة خطيرة استشرى لهيبها، وانتشر داؤها في العالم العربي انتشار النار في الهشيم.
جاء ذلك في إطار الندوة التي نظمتها جامعة مطروح تحت عنوان "دور جامعة مطروح في مكافحة الفساد في إطار الاستراتيجية الوطنية 2019-2022"، بمشاركة طالبات كلية رياض الأطفال، اليوم الثلاثاء، بقاعة العمد والمشايخ، بحضور الدكتور مصطفى النجار – القائم بأعمال نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحوث، والعقيد عمرو حسن – المستشار العسكري، والعميد أحمد الاسكندراني –رئيس مركز ومدينة مطروح-، والقس متى زكريا –بابا الكنيسة العذراء، وعمداء الكليات المختلفة ومشاركة عدد كبير من الطلاب.
وأوضح الدكتور محمد إسماعيل أن الفساد يعد ظاهرة قديمة تشكو منها جميع المجتمعات على الرغم من اختلاف مظاهره من مجتمع لآخر، وأضاف سيادته أن العالم يصنف مصر ضمن البلاد الأكثر فسادً، لذلك نسعى أن نجد حلول لهذه المشكلة في إطار الخطة القومية لمكافحة الفساد.
وأشار إسماعيل إلى أن تعريف الفساد يتمثل في إساءة استخدام السلطة الرسمية الممنوحة له سواء في مجال المال العام أو النفوذ أو التهاون في تطبيق النظام أو المحاباة، وكل ما يضر بالمصلحة العامة وتعظيم المصلحة الشخصية.
وعرض القائم بأعمال رئيس الجامعة، أنواع الفساد الإداري ومنها الانحرافات التنظيمية عن طريق عدم احترام العمل ومن صور ذلك الحضور صباحًا والخروج في وقت مبكر عن وقت الدوام الرسمي، والنظر إلى الوقت المتبقي من العمل بدون النظر إلى مقدار إنتاجيته، بالإضافة لامتناع الموظف عن أداء العمل المطلوب منه، التراخي والكسل، الرغبة في الحصول على أكبر أجر مقابل أقل جهد، وعدم الالتزام بأوامر وتعليمات الرؤساء.
ولفت إلى وجود العديد من صور الفساد في المجتمع منها استغلال السلطة عن طريق إساءة استغلال السلطة المخولة لتحقيق مصالح شخصية، وكذلك رشوة الموظفين العموميين واختلاس الممتلكات وتبديدها، المتاجرة بالنفوذ، وإساءة استغلال الوظائف.
وأضاف أنه يوجد العديد من طرق مكافحة الفساد منها تطبيق الاستراتيجيات المتعلقة بذلك، وخاصةً إجراءات استراتيجية 2014-201، ويعد الإعلان عن حالات الفساد، تحسين الظروف المعيشية، توقير القيادات الشابة النشيطة المؤمنة بالتطوير، عدم اعتماد سنوات الخدمة فقط في إشغال المناصب، ووضع أدلة إنجاز المعاملات والاشتراكات المطلوبة لها في مكان بارز في استعلامات الدوائر الحكومية في مقدمة خدمة العملاء من أهم الطرق لمحاربة الفساد.
وأضاف أن الفساد العقائدي يعد من أخطر صور الفساد، وذلك من خلال فهم الدين بشكل خاطئ ومحاربة السلطة ومحاربة أولي الأمر، بالإضافة للفساد الأمني والاجتماعي، الفساد السياسي والإداري والأخلاقي والإقتصادي، وكذلك الفساد المؤسسي حينما تكون مؤسسات الدولة هشة وضعيفة بما يصبح معه جهاز الدولة نفسه ضعيفًا، كما قدم سيادته أمثلة عن ممارسات سيئة يقوم بها قلة من الطلاب، الموظفين، وأعضاء هيئة التدريس.
وقام الدكتور محمد اسماعيل بعرض صور كاريكاتيرية لنماذج مختلفة من الفساد، وقام الحضور بالتعليق عليها من خلال مشاركاتهم الفعالة، وأوضح سيادته أنه من أهم مؤشرات الفساد شيوع ظاهرة الغنى الفاحش في المجتمع، المحسوبية، الاستغلال السيئ للوظيفة الخروج المقصود عن القواعد والنظم العامة لتحقيق منافع خاصة، بيع الممتلكات العامة لتحقيق منافع ومكاسب خاصة، انتشار ظاهرة الفساد متمثلة في التعقيدات الإجرائية، والروتين الذي يؤدي لهروب رؤوس الأموال خارج البلاد.
واختتم الدكتور محمد إسماعيل عبده الندوة بالإشارة إلى أنه لا يوجد مجتمع في كل أنحاء العالم يخلو من الفساد، وتلك حقيقة لا يمكن لأحد إنكارها، لكن المشكلة الأخطر من تلك الآثار هي الصمت على الفساد وعدم التبليغ عنه لأننا بذلك نشارك الفاسدين فسادهم ونسمح لهم بتكرار الفعلة بعد أن فقدوا الإحساس والشعور بعظم مراقبة الله لهم، موضحًا أنه يجب علينا جميعًا أن نعي أن للدولة رؤية ورسالة واضحة لمكافحة الفساد والحد من آثاره السلبية سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية، لذلك يجب علينا أن نعمل من أجل مكافحة الفساد، خاصةً وأنه هو العقبة الرئيسية التي تعوق الجهود الدامية إلى تحقيق التنمية الشاملة.