اهم الاخبار
الإثنين 25 نوفمبر 2024
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

الفن

رغم النجاح العالمي لمسلسل "الغراب" ... مازالت نسب المشاهدة ضعيفة في تركيا

88
88

كتبت : داليا محمد

رغم النجاح العالمي الملحوظ الذي يحققه مسلسل "الغراب" لباريش اردوتش" و "بورجو بيرجيك"، حيث أكدت القناة العارضة له أنه يحظى بمتابعة جيدة خارج تركيا عبر موقع الفيديوهات يوتيوب، و أن الحلقات تتم ترجمتها إلى اللغة العربية و الانجليزية و الاسبانية و الفارسية و الروسية و نسب المشاهدة على قنوات اليوتيوب مرتفعة للغاية، كما تم شراء حقوق عرض المسلسل في معرض MIPIM 2019 بمدينة كان الفرنسية من خمسة دول هم رومانيا و بلغاريا و البوسنة و الارجنتين و تشيلي، بل و ارتفع تقييمه على الموقع العالمي IMDb فور عرض الحلقة العاشرة إلى 8.5، و بذلك يُعد هو من أعلى المسلسلات التركية تقييماً  في هذا الموسم على الموقع بعد مسلسل "حلقة".

إلا ان نسب المشاهدات في تركيا ضعيفة و تعتبر منخفضة مقارنة بمسلسلات ليست أفضل من مسلسل "الغراب"، حيث حققت الحلقة العاشرة نسبة مشاهدات وصلت إلى 4.43، و حلت في المرتبة السابعة بين المسلسلا ت و البرامج الأعلى مشاهدة ليوم الاربعاء، ما يُعد نسبة ضعيفة إلى حد ما بالنسبة لمسلسل يُعرض في الحلقة العاشرة منه و يحقق نجاح عالمي ملحوظ.

و كانت الحلقة العاشرة التي عُرضت هذا الاسبوع من انجح الحلقات، حيث شهدت الكثير من المشاهد التي لامست قلوب الجماهير، و ايضاً شهدت تطور كبير في الأحداث.

كان المشهد الأول من الحلقة مشهداً خرافياً و به كم من المشاعر لا يمكن وصفه، و لكني سأحاول أن الملم الكلمات من هنا و هناك لأصف بها روعة هذا المشهد و كمية المشاعر المتدفقة منه، حيث بدأت الحلقة بكوزغون الذي يحمل ديلا و هي تصارع الموت و الدماء تغطي ثيابها، و كان كوزغون في حالة ذهول و هلع و خوف و لهفة غير عادية على ديلا، من عشقه و حبه الشديد لها الذي يملأ قلبه دون حتى أن يشعر به، ظل يشرح للطبيب علاقته بها ليقول انا زوجها و هي زوجتي و صديقة طفولتي و كل شيء بالنسبة لي، محاولاً ان يوضح  للطبيب قيمتها لديه و غلاوتها في قلبه، و مقدار خسارته إذا فقدها، متوسلاً له ان ينقذها.

هذا الجبل الذي ظل ينكر مشاعره و يكابر و يعاند قلبه و يرفض الاعتراف بحبه لدرجة أنه لا يعرف حتى أنه عاشق ولهان كالذي يصدق كذبته، انهار و سقط من خوفه على حبيبته لدرجة أن قدميه لم تستطع أن تحمله، و لا كأنه الرجل الذي ابتلعه عالم الغموض و الظلام و القاه في غياهب الجريمة و الانتقام،  و أي مصير غير هذا سيكون لمن لا ظهر له في عالم البقاء فيه لعديمي الضمير، هذا العالم الاسود الذي دهسه و ترك آثار قدميه على روحه و قلبه.

هذا المتخصص في قصف الجبهات، الرجل الذي لا يتأخر ابداً عن أي فرصة تمكنه من اهانة ديلا، وقف حائراً متخبطاً في المستشفى لا يعرف ماذا يفعل، من فرط خوفه على حبيبته و عدم تصديقه لتضحيتها الكبيرة.

من فرط ما عاشه من ألم و شعور قاسي بتخلي كل احبائه عنه، تولد لديه عقيدة أنه ليس مهماً عند أحد، و ليس له قيمة في قلب أحد، حتى الكلمات التي لاطالما عبرت بها ديلا عن حبها له لم تكفيه و لم تؤكد حبها، اصبح دائماً  يحتاج إلى شيئاً كبيراً يوقظه و يجعله يشعر بقيمته عند الآخرين، كما فعلت كومرو في الحلقة التاسعة و كما فعلت ديلا الآن بتضحيتها الكبيرة و الثمينة التي وصلت لتبادل حياتها بحياته لتنقذه من الموت.

و بقدر ما ابكاني المشهد الاول من الحلقة، بقدر ما اضحكني مشهد استيقاظ ديلا، فبعد استيقاظها مباشرة بدأ كوزغون قصف جبهتها و سخريته منها، و كأن روحه عادت له، و يستمد قوته من وجودها في حياته.

بدأت علاقة سيدا و كرتال تتطور كثيراً، و ركزت الحلقة على سيدا بشكل كبير بعد أن همشت دورها في التسع حلقات الماضية، و تعاطف المشاهدين معها كثيراً بعد اهمال زوجها علي لها، و تحملها دون شكوى كل هذه السنوات و لكنها بعد أن وجدت الاهتمام من كرتال و شعرت بلمسات حنانه، انفجرت في  وجه زوجها و افرغت غضبها الذي اخفته لسنوات من أجل ابنتها، لتقف أمامه و تخبره أنه تعبت من قلة اهتمامه و قلة حبه و تطلب منه الانفصال لكنه يشترط ان تبقى الطفلة معه فترفض سيدا ذلك، ليؤكد لها ان تنسى الانفصال إذاً.

 كما أن شرمين و بورا دائماً ما تأتي خططهم بنتائج عكسية، فدائماً ما يحسنوا العلاقات بين كوزغون و الآخرين، حيث حسنت تلك الرصاصة العلاقة بين كوزغون و ديلا، كذلك تسببت في التحالف المستحيل بين علي و كوزغون.

دار حوار بين كوزغون و مريم لاول مرة كأم و ابنها، اخذت تنصحه ليبتعد عن هذا العالم، و رغم غضبها من ديلا إلا انها قلقت عليها، و تريده أن يأخذها و يبتعد بها عن الخطر الذي يحاوطهم ليكونوا اسرة هادئة و مطمئنة، و أخذ يسمع منها، بل و اخبرها عن شيء لم يخبرها به في صغره، بدأ يتغير و يصدق أنه ذو قيمة لدى الآخرين و يتعامل معهم على هذا الاساس.

اعجبني ايضاً مشهد مريم مع كرتال حين بررت أخطاء كوزغون و قالت خطاياه على رقبتي لاني لم اختره، و لكن انت ليس لك الحق في الخطأ.

بعدما بدأ كوزغون يستعيد ثقته بنفسه و بالآخرين رويداً رويداً، و بدأت نفسيته تتحسن لدرجة أنه بدأ يحلم أحلام جميلة، يتمنى أن يبتعد عن كل الظلام و العداء الذي يعيشه، يتمنى ان تكون ديلا زوجته حقاً، يتمنى أن يعيش قصة حب و يبنى اسرة و عائلة حتى لو مع المرأة التي دمرت حياته من قبل و ابنة عدوه، بعدما كانت كل احلامه و امنتياته هي الانتقام و التشفي في كل من أذاه، بدأ يشعر و يتألم بعد ان كان رجلاً بلا قلب، بدأ يعبر عن مشاعره و خوفه على شقيقته، بدأ يضع الكلمات الطيبة على لسانه و يفصح عن حبه و اهتمامه حتى و إن كان بالأفعال فقط و ظهر ذلك جلياً في معاملته لديلا و اعطائها الدواء و اهتمامه بها.

كما اثبت ذلك في مشهده مع ديلا و هو يخبرها عن قول الطبيب له حول سبب آلام قلبه، ليؤكد له أنه موضع ألم وهمي يشعر به الانسان بعد استئصال (بتر) عضو من اعضاء الجسم فيشعر بألام في الجزء المفقود و كأنه مازال موجوداً، هكذا هو حال كوزغون لقد ظن نفسه انتزع قلبه من بين ضلوعه و اصبح بلا قلب أو مشاعر، و لكن الحقيقة أن قلبه مازال موجوداً يشعر و ينبض و يتألم و ينزف، فتجاهل القلب و معاندته لا يعني ابداً انه غير موجود، مهما كان جرحه كبيراً و مهما ظل ينزف لسنوات سيبقى هو مركز ضخ الدماء الذي يمد بقية اعضاء الجسد بالحياة.

و لكن جاءت صدمة كوزغون في درويش الذي كان أول من كسب ثقته فور عودته، بمثابة الضربة القاضية التي هدمت كل ما بناه احباء كوزغون، انهار كل شيء فور معرفته أن درويش هو بهرام و هو من قتل يوسف و هو من اعطاه تذكرة الدخول ليأخذه وسيلة و مجرد أداه للتخلص من اعدائه لتقوية نظامه، استغل كرهه لكل من حوله ليستفيد منه اقصى استفادة ممكنة، عرف كل نقاط ضعفه ليبقيه عاجزاً امامه عن الانتقام الحقيقي الذي بحث عنه لسنوات، وقف يهدده بحياة كل أحبائه الذي يعرف حق المعرفة بقيمتهم لديه مهما انكر ذلك، فترتجف ايدي كوزغون و لا يستطيع الانتقام لوالده، بل اكتشف أنه كل هذا الوقت كان يساعد عدوه الحقيقي في التخلص من اعدائه الذين يعيقون نظامه، و أنه أحد رجال عدوه المخلصين.

Image may contain: 1 person

صدمة كبيرة لكوزغون و للمشاهد  ايضاً بعد اكتشاف أن درويش هو بهرام اضيفار، و لكن هذا الأمر مازال يشوبه بعض الغموض، فكيف ليوسف أن يثق برجل على عداء معه في انقاذ ابنه ؟ و لماذا قتل بهرام يوسف من الاساس ؟ و هل يوسف له علاقة بقتل ابن درويش الذي حكى لكوزغون عنه في الحلقة الخامسة ؟ و هل درويش بالفعل هو بهرام ؟ أم انه خدعه كما تم خداع بورا من قبل ليوقفه عن التمادي فقط ؟ و لكن كان يمكنه أن يجعل الرجل الذي قابل بورا من قبل على انه بهرام  أن يقابل كوزغون ايضاً و بذلك ينتهي الأمر بكل بساطة؟ كما أنه كان يظن أن كوزغون في غيبوبة  بسبب رصاصة علي و انه لن يراه من الاساس ... فلماذا سيدعي أنه بهرام و هو ليس كذلك إذاً ؟

الكثير من التساؤلات التي تثيرها كل حلقة جديدة من مسلسل "الغراب" و المشاهدين على أمل أن تُحل تلك الالغاز يوماً ما و لكن مع كل حلقة جديدة تزداد الأمور تعقيداً، الامر الذي يجذب الجماهير للمتابعة دائماً.