السفير محمد العرابي في حوار لـ«الوكالة نيوز»: إيران والدول العربية لن يحتملا حربا في المنطقة
• إيران تهدف من تصعيدها الأخير المفاوضات.. وأمريكا سبب مباشر في الأزمة • قطر تحاول إثارة أزمة قبل بدء القمة العربية ويجب منعها من الحضور قال السفير محمد العرابي، عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، وزير الخارجية الأسبق، أن إيران لن تحتمل حربا في المنطقة، مما سيدفعها إلى وقف عمليات التصعيد الأخيرة، خاصة وأن القوى العالمية لن تقبل تهديد مصالحها في المنطقة. وأوضح العرابي، في حواره لـ"الوكالة نيوز"، أن أمريكا هى السبب فى التصعيد الإيراني في المنطقة. ولفت إلى أن قطر أصبحت ثغرة في الجسد العربي، تقف مع الدول المعادية وتمول عمليات مضرة لاستقرار الدول العربية، مما يتطلب منعها من حضور القمة الطارئة. وإلى نص الحوار.. ما توقعاتك بشأن نتائج الاعتداءات الإيرانية الأخيرة؟ سيتم حل الأزمة من خلال المفاوضات، وهذه المفاوضات بدأت بالفعل من خلال سلطنة عمان، ولا أتوقع أن تقود هذه الأحداث إلى حرب خلال الفترة المقبلة، حيث أنه لا المنطقة أو إيران قد يتحملان نتائج حرب في الفترة المقبلة. فأكبر ما يمكن أن تصل له الأزمة، هو التصعيد العسكري البسيط من قبل إيران استغلالا للكيانات العسكرية التي تتبعها سواء على أراضيها على في الدول العربية سواء في سوريا أو لبنان أو اليمن، ولكن في النهاية ستتوقف الأزمة، لأن إيران ذاتها لا تحتمل حربا، والمفاوضات هي آخر ما تتمنى إيران. هناك ربط بين الأحداث الأخيرة ومطالبات إيران بفك الحظر وتقليل العقوبات.. ما موقفك؟ لا أعتقد أن ذلك أسلوب مجدي، حيث أنه إذا فكرت إيران بهذا الأسلوب، فسيكون لديها أزمة في فكر قادتها، فالموقف الأمريكي من إيران، يعمل على عدة محاور ضد هذه الدولة منها موضوع العقوبات المفروضة عليها، وبالتالي لا أعتقد أن رفع العقوبات سيأتي من خلال التصعيد العسكري في المنقطة وتهديد مصالح دول عربية وقوى دولية لن تقبل بذلك، بل أنه من المرجح أن تكون ردة الفعل أعنف مما تأمل هذه الدولة. ولكن ما هي فلسفة إيران مما تفعله في الفترة الأخيرة؟ خروج أمريكا من الاتفاق النووي والتنبؤات بفشله في الفترة الأخيرة، هو ما سبب التصعيد الإيراني في المنطقة، حيث أن إيران كان لديها قدر كبير من الراحة في هذا الاتفاق، وبالتالي خروج أمريكا أنهى فترة كانت مفيدة ومربحة جدا لها. ومن هنا كانت الاعتداءات الإيرانية على الدول العربية ومنها الاعتداء على سفن مدنية في الإمارات وتوجيه الجماعات العسكرية التابعة لها في الدول العربية بالتصعيد وبشكل أقوى ومنه ما تم من اعتداء على محطات نفط في السعودية باستخدام طائرات بدون طيار، فبتأكيد لا تملك جماعة الحوثي هذه الطائرات حتى تهاجم السعودية بها، ومن المؤكد أن إيران هي من زودت هذه الجماعة بها لتنفيذ أجندتها في المنطقة. تقييمك لموقف قطر من الاعتداءات الأخيرة على الدول العربية؟ قطر لم تنسجم مع الموقف العربي على الإطلاق، فهي دولة أصبحت ثغرة مضرة في الجسد العربي، تقف مع الدول المعادية وتمول عمليات مضرة لاستقرار الدول العربية، ومن ذلك ما بدر من موقفها المتضامن مع إيران في الاعتداءات الأخيرة وتأكيدها أن هذه الدولة لا تريد ضرب استقرار المنقطة، وما قبل ذلك من دعم لجماعات إرهابية ومتطرفة في سوريا ومصر وليبيا. كيف قرأت ادعاء قطر عدم دعوتها إلى القمة العربية؟ تحاول إثارة أزمة قبل بدء القمة العربية فهذه طريقتها المعتادة القائمة على تصدير فكرة أنه يتم اضطهادها من قبل باقي الدول العربية، ولكن وجودهم غير مفيد على الإطلاق في حضور القمة، كما أن الجامعة العربية كانت منتبهة لذلك وأفشلت محاولة قطر، من خلال التأكيد على تعميم دعوة القمة العربية إلى جميع الدول. ما موقفك من المطالبات بعدم حضور قطر القمة العربية الطارئة؟ قطر عندها قوات تركية وإيرانية على أراضيها، وبالتالي حتى اشتراكها في القمة العربية المقبلة، أمر أراه محير وغير مجدي، ويجب عدم مشاركتهم في هذه القمة، حيث أنه في النهاية ستكون كافة المناقشات والقرارات التي ستصدر من القمة والاجتماعات السرية سيتم نقلها إلى دولة إيران عن طريق قطر، مما يتطلب اتخاذ إجراءات لمنع مشاركتها في هذه القمة، اعتبارا لهذا الأمر. ما الذي يجب على الدول العربية فعله خاصة مع انعقاد قمة طارئة خلال الأيام القليلة المقبلة؟ هذه القمة تعقد في ظروف صعبة للغاية، لا أعتقد أن ما سيصدر عنها سيكون متناسب مع ردة الفعل المطلوبة لمواجهة التصعيد الإيراني، ولكن على الأقل يجب أن يكون لدينا قدر من التضامن والموقف العربي الواحد ضد هذه الدولة التي تهدد الشعوب العربية، فهذه القمة ستكون قمة تضامنية أكثر منها قمة أفعال. حوار محمد جعفر