الفن
في يوم الصداقة العالمي.. افلام عربية جعلت الصداقة قيمة إنسانية مرتبطة بالوفاء
عادةً ما تتناول السينما علاقة الصداقة باشكال مختلفة، فهناك الصديق المخلص و هناك الصديق الخائن، و لكن اصبح ظهور الصديق مؤخراً على شاشات السينما و حتى التليفزيون دائماً ما يأخذ الشكل السيء من حيث الغدر و الخيانة و التضحية بصداقة العمرلا من أجل مصالح شخصية، حتى اندثر مفهوم الصداقة لدى الكثيرين، و اصبحت مجرد كلمة نقولها فقط من نذهب و نأتي و نقضي معظم اوقاتنا معهم، لكن في اوقات الشدة و الاحتياج لوجودهم بجانبنا لا نجدهم وكأنهم تبخروا في الهواء، لنكتشف فجأة ان عالمنا تجمدت به المشاعر الطيبة و اصبح ليس لها مكان.
و رغم ذلك إلا أن العالم مازال يقدس الصداقة و يحتفل بها كل عام، حيث يحتفل العالم اليوم من كل عام باليوم العالمي للصداقة الذى أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة فى عام 2011، والتي أكدت أن الصداقة بين الشعوب والبلدان والثقافات والأفراد يمكن أن تصبح عاملاً ملهمًا لجهود السلام وفرصة لمواجهة أى صور نمطية مغلوطة والحفاظ على الروابط الإنسانية واحترام التنوع الثقافى.
وبين آلاف الشخصيات التي تم تجسيدها في السينما المصرية مراراً وتكراراً و كانت لازمة في معظم الأفلام العربية، كانت شخصية “الصديق”، التي رُسمت باحترافية شديدة في كثير من الأحيان، ومثلت خطّاً دراميّاً موازياً لشخصية البطل.
ونستعرض معاً أهم الأفلام التي تناولت شخصية الصديق الوفي، و التي جعلت الصداقة قيمة إنسانية مرتبطة بالوفاء في السينما المصرية:
فيلم الشموع السوداء:
قد تكون شخصية عبد المعطي التي لعبها الفنان الراحل فؤاد المهندس، ضمن أحداث فيلم “الشموع السوداء”، واحدة من أفضل الشخصيات التي لعبها على الإطلاق.
يُظهر عبد المعطي حبّاً و اخلاصاً شديداً للبطل أحمد عاصم، أو الراحل صالح سليم، و يقوم بدعمه بعد أن تعرض لخيانة زوجته و فقد بصره، و يحاول إرشاده من دون أن يشعره بأنّ ثمة شيئاً ينقصه، ليضرب بذلك مثالاً للصديق الحق المخلص و الوفي، الذي لا تغيّره مصيبة، ولا يُبعده عائق مهما كان.
فيلم أحلى الأوقات:
رغم الشائعات المغلوطة التي تؤكد أن النساء لا يمكن أن تجمعهن صداقة قوية نظراً للغيرة التي تسيطر على تفكيرهن ولكن “يسرية” أو “هند صبري” أثبتت عكس ذلك، تلك الشخصية الكوميدية التي علقت في أذهان الجماهير بعد فيلم “أحلى الأوقات” نموذج الصديقة الموجودة بين كل مجموعة أصدقاء التي تتصدر في المشكلات وتقوم بالدفاع عن أصدقائها دائماً، فبمجرد ظهور أي عدو تكشر عن أنيابها من أجل حماية الباقيين فهي الصديقة بنت البلد والجدعة والتي تقف إلى جانب صديقاتها في المحن وتكون الأقرب لكل صديقة في المجموعة.
فيلم أصحاب ولا بيزنس:
رغم أن قصة الفيلم المحورية لم تركز على علاقة الصداقة الطيبة التي تجمع البطلين، بل أظهر العمل قدر الغيرة الذي يحول أصدقاء العمر إلى أعداء ومنافسين كل منهما للآخر، وأن المصلحة أبقى من الصداقة ولكن جاءت نهاية الفيلم لتنتصر للصداقة ويختار الصديقان صداقتهما ويتركا العمل الذي لطالما تنافسا من أجله، خاصة بعد وقوف أحدهما إلى جانب الآخر في وقت شدته ليؤكد الفيلم أن الصديق الحق يظهر في وقت الشدة مهما حدث بينه وبين صديقه من خلافات.
فيلم سلام يا صاحبي:
نأتي للفيلم الأفضل في قائمتنا اليوم، و الذي قدم أروع اشكال الصداقة و أكثرها اخلاصاً رغم قصر مدة الصداقة التي جمعت بين البطلين ليثبت العمل أن العلاقة الطيبة لا تُقاس بطول المدة أو قصرها و إنما بالمواقف، فقد اظهر العمل تصاعد العلاقة بين البطلين بداية من لقائهما صدفة و الذي أنقذ فيه “بركات” حياة “مرزوق” من الموت عندما دافع عنه و هو لا يعرفه من الذين يحاولون قتله لتتوطد علاقتهم، ما يجعل “مرزوق” أو عادل إمام يضحي بحب حياته من أجل صديقه حافظاً لجميله، بل و بعد مقتل “بركات” يثأر له و يقتل كل من شارك في قتله تنفيذاً لوصيته، فيضحي بمستقبله و حريته كي يرقد صديقه في سلام ليقدم الفيلم نموذجاً رائعاً عن العلاقة بين الصديقيْن كما لم يجسدها عمل سينمائي من قبل.
داليا محمد
اقرأ ايضاً: