عربى و دولى
ثورة لبنان.. قرارت حكومية كثيرة ولكنها غير مفيدة.. المتظاهرون مستمرون.. وفشل حكومة الحريري
بالرغم من تصريح رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، أمس الاثنين، بعدة قرارات هامة اتخذتها حكومته، من أجل تهدئة الاحتجاجات الغاضبة التي تشهدها البلاد منذ خمسة أيام، إلا أن الغضب الشعبي مازال مستمر وفي تزايد، كاشفا عن فشل الحريري في إحتواء غضبهم أو تحقيق مطالبهم رغم وعوده بحسم الأمر خلال 72 ساعة. وأعلن الحريري خلال مؤتمر صحفي عقده بعد الاجتماع الحكومي العاجل المنعقد في قصر بعبدا بالعاصمة اللبنانية بيروت، إن الحكومة قررت خفض رواتب الوزراء والنواب اللبنانيين إلى النصف، مؤكدا أن الموازنة الجديدة لن تتضمن أي ضرائب إضافية أو تحوي زيادة مادية. وبالرغم من تضامن رئيس الوزراء اللبناني مع المتظاهرين موضحا فهمه لموقفهم الذي جاء "نتيجة شعور الشباب بالغضب واليأس"، مؤكدا أنه لن يطلب من المتظاهرين التوقف عن الاحتجاج، إلا أن المتظاهرين لم يقبلوا بمحاولات رئيس الوزراء مفضلين الاستمرار في احتجاجتهم لحين تنفيذ مطالبهم. ومع تعالي مطالب المتظاهرين بإقالة حكومة الحريري، أوضح رئيس الوزراء اللبناني تأييده لمطلب المتظاهرين بإجراء انتخابات نيابية مبكرة، واعتبر أن "التظاهرات كسرت حواجز سياسية كثيرة واستعادت الهوية الوطنية الموحدة في لبنان، وهو ما لم يستطيع امتصاص الغضب الشعبي العارم. وكان الحريري أمهل حكومته وشركاءه في الحكومة 72 ساعة من أجل اتخاذ إجراءات لمعالجة الأوضاع المتردية في البلاد، مهددا اللجوء إلى خيارات لم يحددها، حيث قال رئيس الوزراء اللبناني، خلال كلمته للمتظاهرين، التي ألقاه بالسراي الحكومي (مقر مجلس الوزراء): "أعطيت نفسي وقتا قصيرا للغاية، إما أن يقوم الشركاء في التسوية الرئاسية والحكومة، بإعطائي ردا واضحا وحاسما ونهائيا، يقنعني ويقنع اللبنانيين والمجتمع الدولي وكل من يعبرون عن الغضب في الشارع اللبناني اليوم، بأن هناك قرارا من الجميع للإصلاح ووقف الإهدار والفساد، أو سيكون إلى كلام آخر، ستكون مهلة قصيرة جدًا، ولابد أن يكون هذا الكلام واضحًا للجميع، ولمن يسأل عن المهلة القصيرة، المهلة هي 72 ساعة فقط". جدير بالذكر، أن لبنان يشهد موجة احتجاجات واسعة، على الأوضاع المتردية للبلاد، حيث خرج الآلاف الى الساحات العامة، رافعين شعارات ضد الحكومة اللبنانية، وقراراتها الاخيرة بفرض الضرائب على البنزين وخدمات الاتصالات الإلكترونية، وخاصة خدمات الواتساب، ولكن سرعان ما تحولت مطالب الاحتجاجات من معيشية إلى سياسية، حيث يطالب المتظاهرون بإقالة الحكومة وبقية أركان الحكم، الذي يتهمونهم بالفساد السياسي.
منال عبد الفتاح