ظاهرة «ضرب التلاميذ» في المدارس المصرية.. تأديب أم عقاب وإلي متى تستمر؟

تتكرر معاناة الأمهات في كل صباح حينما يذهب الطفل للمدرسة، والذى أصبح يدعى المرض أو الشعور بالنعاس وغيرها من الحجج، وليس غريبا أن نجد ذلك بسبب قسوة المدرسين داخل بعض المدارس التي تجعل الطفل ينفر من الذهاب إلي المدرسة ويرفض التعليم بسبب المدرس الذى يدخل كل صباح يحمل في يده عصا ولا يهتم بشعور هؤلاء الصغار من خوف ورعب من الذهاب إلي المدرسة . وانتشرت ظاهرة الضرب في المدارس بشكل كبير برغم تأكيد الدكتور محمد عمر، نائب وزير التعليم لشئون المعلمين، أن وقائع الضرب من المدرسين للطلبة حالات شاذة وفردية، موضحا أنه سيتم فصل المعلم إذا ثبت اعتدائه على الطالب بعد التحقيق معه، إلا إنها ما زالت مستمرة دون جدوى. وأوضح سعيد جمعه المحامى، في تصريح خاص " للوكالة نيوز " أن تعدى المعلم على الطالب سواء بالإيذاء البدني "الاعتداء بالضرب" أو الإيذاء المعنوي الذي يؤثر علي نفسية الطالب بالسلب يعرض المعلم لعقوبتين، أولهما التأديبية، فيحال إلى المسائلة التأديبية لخروجه عن المقتضى الوظيفى المنوط به، طبقًا للائحة الانضباط المدرسى بوزارة التربية والتعليم، وثانيهما عقوبة جنائية وفقا لدرجة اصابة الطالب وفقا لاحكام قانون العقوبات ونص الماده ٢٤٢ من قانون العقوبات او تغليظ العقوبة اذا ما أدت الي عاهة مستديمة. وأكد علي ضرورة حسن التعامل مع الطلاب والاتزان وضبط النفس واتخاذ الاجراء القانوني اللازم حال تجاوز الطالب في حقه حتي وان وصل الحال الي رفض الطالب نظرا لجسامة فعله . وقال سمير ز. ولي أمر طالب بأحد المدارس الخاصة بالقاهرة، إن وسيله الضرب كانت نادرة جدا بالمدرسة ولا تظهر الا مع طلاب المراحل الثانوية، ولكن بدأت تنتشر في بداية العام مع طلاب المراحل الابتدائية مضيفا " بنتي في الثالث الابتدائي، المُدرسة ضربتها علي أيديها وتركت أثر والمفروض أن الضرب ممنوع، وأنا دافع دم قلبي في مصاريف المدرسة مش علشان ابنتي تتضرب"، وهى نفس المشكلة التى أكدها كريم م. ولي أمر طالب في الصف الخامس الابتدائي فقد قام المدرس بضربه وطرده من الحصه لمجرد قوله مش فاهم الجمله دي يامستر . بينما عبرت مني م. أحدى أولياء الأمور عن استيائها لضرب نجلها لأخذ درس خصوصيه مع مدرس الفصل ادي الي ورم يده وعاد علي نفسيه الطالب بالخوف تجاه المدرس، متسائلة اين الرقابه من كل هذا يامعالي الوزير ؟ . وأردفت هند ز. أحدى أولياء الأمور اصبحت المدارس مجرد " سبوبة " يسترزق منها المدرس للحصول على الدروس الخصوصية ولا يوجد رقابة ممكن تعاقبة على فعل ذلك . وتروى وفاء أحدي أولياء الأمور، ما حدث مع ابنتها قائلة "المدرس فضل يضرب في بنتي لحد ما ورم إيديها من الضرب علشان اتاخرت في دفع فلوس الدرس ودي مش أول مرة دايما عامل رعب للتلاميذ وبيجبرهم إنهم لازم ياخدوا معاه درس " . وقالت أخت الطفلة وفاء، إنها تعرضت للضرب المبرح في يديها من قبل معلمتها في المدرسه، بسبب تأخرها في الحصه لدقائق معدودة، لتقوم بضربها وكسر اصابع يدها، وتدخل بذلك لغرفة العمليات وتتلقى تخدير "ببنج كامل" لمعالجة الكسر فوراً. وقالت والدة الطفل الذي تم قفل الباب علي يده " ابنى الميس قفلت الباب على ايده وعقل صوابعه انقطعت وضوافره اتشالت"، بهذه الكلمات التي حملت في طياتها مشاعر الغضب، تحدثت السيدة ماجدة سيد ساردة تفاصيل ما حدث لنجلها داخل المدرسة، وأضاف نجلها مبتور الأصابع "المُدرسة قفلت الباب على ايدي وصوابعى اتقطعت" وهو الأمر الذي تفاعل معه العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، متداولين صور الطفل، مُعبرين عن غضبهم. وقال احد الخبراء التربويين إن ظاهرة الضرب في المدارس ظاهرة قديمة  منذ الأزل، والتي بدأت تتضخم لتصل إلي اعتداء المعلمين علي الطلاب بالضرب المبرح،  بالإضافة إلي اعتداء المعلمين بعضهم علي بعض. وأضاف إن الضرب ممنوع نهائياً في المدارس، حيث أن أي معلم يقوم بالاعتداء علي طالب بعد التقصي ومعرفة المشكلة ويكون المخطئ هو المعلم،  فلا بد من عزله من الوظيفة نهائياً لأنه لا يصلح لأن يكون مربيا فاضلا، حيث أنه يتسبب في عمل عقدة لطلاب ونحن نريد أن نجعلهم يفضلون المدرسة عن أي شيء .

خلود عاشور