علي الشرفاء الحمادي يكتب: من يتأخر عن دعوة السيسي لتجديد الخطاب الديني.. ظلم نفسة وتهاون في قضية مقدسة
لقد تعددت المصادر والدوائر المختلفة، وعلى رأسهم الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية، الذى طالب بإعادة النظر فيما يجري على الساحة العربية والدولية من جرائم ضد الانسانية والضمير باسم الاسلام، حين نادى سنة ٢٠١٣ جميع المختصين والمفكرين، بدءاً من الأزهر الشريف وغيره من المؤسسات الدينية والعلمية، للتدبر فيما يحدث من قتل وتدمير في العالم العربي، وما يصاحبه من تشويه مقصود لدين الاسلام، دين الرحمة والسلام، دين التعاون والتسامح والاحسان، دين العدالة والفضيلة والقيم النبيلة.
المراجع الاسلامية
طلب الرئيس السيسي من الجميع البحث في المراجع الاسلامية، واهمها القران الكريم الذي انزله الله على رسوله، واكتمل في حجة الوداع، بقوله سبحانه: (اليوم اكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا)، فكان الخطاب الالهي للناس ان يتبعوا ما انزله الله على رسوله فقط، وان يتدبروا فيما يتلوه عليهم من آياته، وما تدعو اليه من خير وصلاح للإنسانية في كل مكان، فكيف انقلبت الموازين من الرحمة الى القسوة، ومن العدل الى الظلم، ومن التسامح الى البغضاء، ومن الوداعة الى التوحش، ومن احترام حق الحياة الى قتل الابرياء؟!.
فأثارت تلك المواقف الشاذة، ومن يمارسها سيادة الرئيس، حين وصل الى يقين بان ما يجري من اجرام لا يستقيم مع دعوة الله للناس، بكل ما سبق من عظاته وتشريعاته والتمسك بقيم القران وأخلاقياته، فنادى: ايها الناس تعالوا لنتفكر وندرس ونبحث في كتاب الله وعلاقته بما يجري، من اغتيال الابرياء، وقطع الطرق، والفساد في الارض، وتدمير المدن، وتشريد الناس، يهيمون على وجوههم في الارض حيارى، لا يعلمون الى أين يتجهون، وذلك من اجل الوصول الى مكمن الداء، ومرجعيات الفكر المنحرف، الذى تم توظيفه من قبل أعداء الاسلام لضرب المسلمين، وتشويه صورة الاسلام .
واللافت ان الرئيس عبد الفتاح السيسي لم يجد صدى لدعوته، لان السبب تراكم الروايات والعادات، التي طغت على الآيات، وأصبح العقل مرتهن لها دون استطاعته التحرر من ظلمتها، والسعي نحو النور الالهي، والتدبر في كتابه الكريم، والعودة الى الله دون ولي أو وسيط أو كاهن.
تجديد الخطاب الديني
وحين يقر المسلمون بان الله لم يرسل غير محمد ابن عبدالله برسالته التي اوحى الله بها جِبْرِيل لرسوله، وانه لم يبعث رسول بعد محمد عليه السلام وتكون كلمات الله هي المرجع الوحيد لرسالة الاسلام، نكون عندئذ بدانا الخطوة الاولى نحو النور، وتحرير الفكر من الآسر لدى من سبق من الأموات، الذين قال فيهم سبحانه وتعالي (تلك امة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تساءلون عما كانوا يعملون)، وذاك توجيه واضح بان يعتمد كل جيل على فكر ابناء عصره، وليستنبطوا من منبع الرحمة والنور والعدل كتاب الله المبين بتصحيح مسار الانسانية، نحو الخير والمحبة والسلام والحرية والعدل والتكافل والحفاظ على حق الحياة للناس جميعًا، دون ظلم أو قهر او عدوان، ومن اجل تصحيح المصطلح "تجديد الخطاب الديني"، ليتفق مع مقاصد النداء الذى وجهه الرئيس، ليكون تصويب فهم الخطاب الاسلامي، لان مصطلح ديني، يشمل كل الأديان السماوية، بما فيها عقائد قوم اخرين.
فتحديد المصطلح ليتفق مع المقصد، امراً ضرورياً، لتجنب الالتباس بان ما يعنيه سيادته هو الدين الاسلامي الذى تم تشويه فهمه، والإساءة الى دعوته، والطعن في مقاصده العظيمة لخير الانسانية جمعاء، ومن يتأخر عن الاستجابة لدعوته فقد ظلم نفسه، وتهاون في قضية مقدسة، ترفع الظلم عن رسالة الاسلام، ويكون من الذين وصفهم الله سبحانه بقوله: (واذا قيل لهم تعالوا الى ما انزل الله والى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا) ٦١ (النساء).
اقرأ أيضا
تفاصيل تفقد السيسي مشروعات الطرق والكباري بمصر الجديدة رئيس جامعة كفر الشيخ يهنئ الرئيس السيسي والمصريين بذكرى المولد النبوي في 9 برقيات.. وزير الداخلية يرسل تهنئة المولد النبوي الشريف للرئيس السيسي ومجلس الوزراء