سياسة
«الحركة الوطنية» ينظم ثالث دورات التنمية البشرية بعنوان « مقومات النجاح »
نظم حزب الحركة الوطنية المصرية بالسويس ثالث دورات التنمية البشرية " مقومات النجاح " تحت قيادة احمد كمالي الامين العام للحزب واشراف احمد الغريب، وألقت سامية الغريب مدرب التنمية البشرية محاضرة بعنوان مقومات النجاح.
مقومات النجاح العشرة
وقالت "الغريب" ان هناك مقومات أو مفاتيح عامّة للنجاح بأيّ عمل أو دراسة أو في الحياة بشكل عام، وقد تمّ التوصل إلى هذه المفاتيح من متابعة ودراسة سِير الناجحين من العظماء والمشاهير؛ حيث إنّها قد تمت ملاحظة عدد من الصفات العامة التي يتصف بها الناس الناجحون، والتي يمكن تطبيقها على مختلف المجالات، دون أن تكون محدّدة بجنس أو بعمر أو تعليمٍ عالٍ أو غيره، وهذه المفاتيح مترابطة معاً وتشكّل هيكلاً متماسكاً لا يمكن الاستغناء عن أحد أركانه.
الدوافع
وأضافت سامية الغريب انه يُقصد بالدافع القوّة التي تدفع الإنسان وتحرّكه، وهي بالتالي أساس ومنبع كل التصرفات والسلوكيات في حياة الإنسان، وهناك ثلاثة أنواع من الدوافع:
دافع البقاء: وهو الدافع الذي يُولد مع الإنسان ويكون غريزياً وفطرياً، فيقترب الشخص الذي يشعر بالبرد من النار والدفء حتى يعيش، ويبتعد عن أماكن الخطر حتى لا يصاب.
ومن القصص التي توضح هذا الدافع بشكل جيد، أنّ هناك شاباً سافر للقاء أحد الحكماء ليسأله عن سر النجاح، وقال له الحكيم أن السر يكمن في الدوافع، وعندما لم يفهم الشاب ما معنى ذلك، أحضر له الحكيم وعاءً مليئاً بالماء وطلب منه أن ينحني وينظر فيه، ثم دفع رأسه في الماء وأمسكه بقوة وإحكام، فتفاجأ الشاب في الوهلة الأولى ولم يقاوم لعدة ثوانٍ، وثم بدأ يخرج رأسه من الماء، وعندما لاحظ قوة تثبيت الحكيم له أخذ يحاول بقوة أكبر، وبعدها بدأ الشعور بالاختناق يُصيبه بالخوف وأحس بجدية الموقف، يجب أن يتنفس! دفع نفسه للأعلى بكل ذرّة عنده من القوة واستمر والحكيم يقاومه حتى نجح، وأخذ أول نفسٍ والثاني واستعاد توازنه ثمّ سأل الحكيم بغضب عمّا فعله، فأخبره الحكيم أنها كانت الطريقة الوحيدة حتى يرى الدوافع بنفسه، وفسّر له أن الدافع هو هذه القوة التي ظهرت في داخله وحثته على سحب رأسه من الماء، مقومات النجاح فعندها لم يعد أي شيء آخر مهماً، ولا شيء يستدعي التفكير والتردد، بل كان قرارً حازماً وضرورياً ولا رجعة فيه "يجب أن أتنفس"، ودافع البقاء هو من أقوى الدوافع لدى الإنسان. والإنسان الناجح لديه هذه القوة الدافعة الرهيبة في داخله تحثّه وتأخذه قسراً نحو هدف، ولا يمكن تجاهلها أو إعادة التفكير فيها.
الدافع الداخلي: وهو دافع داخل يأتي من داخل الإنسان نفسه؛ بحيث إنه يريد شيئاً بقوة شديدة إلى درجة يصبح فيها هذا الدافع مشابهاً لدافع البقاء، فلا يمكن تجاهله ولا يمكن العيش دونه، فالعظماء لم يريدوا ما أراده كنزوة أو أمنية، ولكنهم أرادوه كهدف ومعنى للحياة فأصبح هو الحياة نفسها، وعاشوا من أجله وبذلوا كل طاقتهم في سبيله.
الدافع الخارجي: وهو الدافع الأغلب عند الناس، ومصدره من العالم الخارجي من حولهم، مثل رؤساء العمل أو أحد أفراد الأسرة أو ربما كتاب أو صديق أو مجتمع معين؛ حيث إن أغلب الناس تقوم بما تقوم به بدافع من البيئة الخارجية التي حولها، فيدرس الطالب إذا دفعه زميله المجد للدراسة أو إذا دفعه أهله للدراسة، وتكمن المشكلة في الدوافع الخارجية أنها على عكس الدوافع الداخلية يُمكن أن تتلاشى بسرعة بغياب الدافع أو ابتعاده.
الطاقة
وأشارت مدرب التنمية البشرية الى ان الدافع يعطي الإنسان سبباً للحركة، كما يعطيه وجهاً لهذه الحركة، ولكن للحركة أو للسلوك حتى يخرج عن كونه فكرة أو دافعاً في الإنسان ويُترجم على أرض الواقع بهيئة سلوك وفعل تلزمه طاقة، والطاقة تأتي من عدة مصادر، فيمكن أن تكون طاقةً جسديّةً؛ حيث إنّ المريض أو العليل يملك دوافع متدنية، على عكس من يُمارس الرياضة ويأكل وينام بانتظام ولديه طاقة عالية ونشاط عالٍ وبالتالي دافعية عالية، مقومات النجاح وهناك أيضاً طاقة عقليّة تنبع من التفكير الإيجابي، ويُمكن ملاحظة من يكون متعباً ونعساً ويستعد للذهاب للفراش، وفجأة يأتيه اتصال بأن "فلان" ممن يحب من الناس قد جاء من السفر، فإذا بالتعب والإرهاق يختفي بثانية واحدة، ويتصاعد الأدرينالين في جسمه وتملؤه الحماسة والطاقة، ويذهب لمقابلته أو استقباله في المطار؛ فالطّاقة هنا ليست جسديّة ولكنّها جاءت من قوّة تفكير الشخص ومن عقله نفسه.
المهارة
وأكدت "الغريب" ان المهارة تَعني استهلاك أقل قدر ممكن من الطاقة للحصول على أعلى مقومات النجاح والقدر المُمكن من النتيجة المرغوبة، بمعنى أنّ الشخص الناجح شخص ذكي، فهو لا يمتلك مقداراً عالياً من الطاقة فحسب ولكنّه أيضاً كيف يستخدمها بأفضل طريقة ممكنة، والشّخص الناجح ليس موهوباً وهو لا يولد ذكيّاً ولكنه شخص يتعلّم دائماً ودون توقف، وهو يبحث باسمرار عن شيءٍ جديد يتعلّمه يُقرّبه من تحقيق هدفه، سواء من خلال التجربة والخطأ أو من كتاب أو من أشخاص أو أية مصادر أخرى.
من أمثلة استهلاك أقل قدر من الطاقة أنّ شخصاً عادياً يحاول إصلاح آلة أو جهاز ما قد يَستغرق عدّة أيام وهو يفكك ويُعيد تركيب ويفكك مجدداً حتى يجد العلة، ولكن الشخص العارف بالجهاز قد لا يستغرق سوى خمس دقائق في إصلاحه، لأنّه لا يبحث ويسير على غير هدى ولكنه يعلم أين يجد العلة، فيذهب إليها مباشرةً ويصلحها.
يُمكن ملاحظة المهارة في القيادة إلى مَكانٍ مُعيّن، فمن يعرف الطرق ويعرف موقع الإشارات والازدحام وغيرها يصل بشكل أسرع ممن لا يعرف ويسير بشكل بطي ويقرأ اللافتات والجرائد ويسأل الناس؛ فالشخص الناجح ليس محظوظاً ولكنّه يُلاحظ الفرص ويعرف كيف يستغلها خير استغلال، في حين أنّ الشخص العادي لا يُلاحظها ويُلقي باللوم على الحظ والنصيب.
التصور
وأشارت سامية الغريب الى ان مقومات النجاح والإنسان الناجح دائماً ما تكون لديه صورة واضحة في ذهنه الهدف الذي يريد تحقيقه، وعن صورة واضحة كذلك عن الطريق الذي يأخذ إلى الهدف، وفى نهاية المحاضرة تخللها ورش عمل بين الاعضاء كان لها اثر مثمر وفعال.
«الحركة الوطنية» بالسويس يعقد محاضرة عن الانتماءكتبت/ هبة حسن