اهم الاخبار
الخميس 28 نوفمبر 2024
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

صحة الأبدان مقدمة على صحة العبادات.. أزهريون يرحبون بقرار إغلاق المساجد

رحب أزهريون بقرار المؤسسات الدينية الأزهر والأوقاف بغلق المساجد، مؤكدين أن صلاة الجماعة سنة، وحفظ النفس فرض، والواجب مقدم على السنة، وقالوا: "درء المفاسد مقدم على جلب المصالح"؛ حيث قرر الإمام الأكبر أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، صباح اليوم؛ تعطيل إقامة الجمعة والجماعات بالجامع الأزهر بشكل مؤقت ابتداء من اليوم السبت، حرصًا على سلامة المصلين، ولحين القضاء على وباء كورونا، مع إقامة الأذان بالجامع للصلوات الخمس وينادي المؤذن مع كل أذان «صلوا في بيوتكم». أزهريون ..قررت وزارة الأوقاف إيقاف إقامة صلاة الجمع والجماعات وغلق جميع المساجد وملحقاتها وجميع الزوايا والمصليات إبتداء من تاريخه ولمدة أسبوعين والاكتفاء برفع الأذان في المساجد دون الزوايا والمصليات، وذلك بناءً على ما تقتضيه المصلحة الشرعية والوطنية من ضرورة الحفاظ على النفس كونها من أهم المقاصد الضرورية التي ينبغي الحفاظ عليها, وبناء على الرأي العلمي لوزارة الصحة المصرية ومنظمة الصحة العالمية وسائر المنظمات الصحية بمختلف دول العالم التي تؤكد الخطورة الشديدة للتجمعات في نقل فيروس كورونا المستجد (covid -19) وما يشكله ذلك من خطورة داهمة على حياة البشر. في حين نشرت درا الافتاء عبر صفحتها الرسمية فيس بوك "إلزم بيتك قدر المستطاع، اتبع تعليمات وزارة الصحة، ابتعد عن التجمعات، اللهم احفظ مصر واهلها"، وأكدت أن قرار تعليق إقامة الصلاة في المساجد جاء إعلاءً لمقاصد الشريعة وحفظًا للأنفس. أزهريون ..وأعلنت الدار تأييدها للقرارات؛ وأكدت في بيان لها- أن هذا القرار جاء إعلاءً لمقاصد الشريعة الإسلامية العليا التي أكدت على حفظ النفس وصيانتها من كل شر قد تتعرض له، مضيفة أن الصحابة الكرام فطنوا إلى هذا الأمر وقت الأزمات وصلوا في بيوتهم عند حلول الكوارث الطبيعية وغيرها من الأسباب المانعة. وعلق الدكتور أسامة فخرى الجندي مدير عام التحرير والنشر بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، على القرارات، قائلًا: إن مبادئ الشريعة الإسلامية نصت على حفظ النفس؛ لذلك فالعمل على صيانتها من كل ما يؤذيها في الدنيا والأخرة واجب شرعي. وشدد على ضرورة الحفاظ على النفس والابتعاد عن كل ما يؤذيها، ونأمن استقرارها؛ خاصة أن الله تعالى يقول: "وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا" ويقول أيضًا : وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ . وأضاف الجندي، في تصريحات خاصة، أن بناءً على ذلك فهو ثبت في النصوص المشرفة في القران والسنة أن حفظ النفس اصل أصيل في الشريعة الاسلامية؛ وما نعيشه الآن من وباء عالمي ثبت خطورته من جهة الاختصاص المعنية بهذا الأمر، وأن أضراره تؤدي إلى موت الإنسان، وهو سبب رئيسي في ترك الجماعة عقلًا ودينيًا. واستكمل إذا ثبت المنع لعله الطين عن أبن عباس، فمن باب أولى الحفظ على النفس من الأشياء التي تؤدي إلى هلاكها؛ بترك الجماعات والتجمعات، وحتى لا يكون سببًا في نقل المرض لغيره ولا لأسرته، أضافة إلى أن صلاة الجمعة سنة، وعدم نقل المرض واجب ، فالواجب مقدم على السنة. وأشار إلى أن الرسول صل الله عليه وسلم قال عن الطاعون "إذا كان بأرض وأنتم فيها، فلا تخرجوا منها، وإذا كان في أرض لستم بها فلا تدخلوها" وهنا يشير إلى وقت حضانة المرض "الحجر الطبي"، وقال الرسول أيضًا: "فرو من المجدوم كفرار الأسد" وبهذا الحديث أراد النبي أن يوصي الأمة بمكافحة هذا المرض، بالبحث عن طرق الوقاية والتدابير اللازمة لمنع انتشاره؛ وهذه الأسباب تدخل تحت الأخذ بالأسباب وحسن التوكل على الله؛ وهي في حد ذاته عبادة. أزهريون ..في الوقت نفسه رحب الدكتور صابر عبد الدايم، عميد كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر، بالقرار، وأكد أن في وقت الأوبئة وانتشار الأخطار يكون هناك رخصة للناس بصلاتها في البيت، فالاماكن العامة لا يحكم فيها الانسان بنفسه، ولكن يحكم ولي الأمر؛ وكما قالت القاعدة "درء المفاسد مقدم على جلب المصالح". وأضاف أن إغلاق المساجد حفاظًا على الانسان خاصة ان العبادة شرعت من أجل الحفاظ على صحة الإنسان، فالصلاة والصوم شرعوا من أجل الصحة، وأن التعقيم والتطهير حفاظًا على الإنسان أيضًا. وتابع عبد الدايم، أن قرار الغلق ليس لمنع العبادة ولكنه حفاظًا على النفس البشرية التي أمرنا الله بها، وأن الرسول صل الله عليه وسلم قال الأرض كلها للسجود، وأي مكان للسجود يعتبر مسجد.

كتبت- منى محمد: