اهم الاخبار
الأحد 24 نوفمبر 2024
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

بأقلامهم

طارق جعفر يكتب: سيناريو أوحد لحقبة ما بعد الهيمنة الصينية الروسية على الاقتصاد والقوة العالمية

كوفيد ١٩ تحدي الهيمنة الرأسمالية للغرب وأفقده التوازن في أقل من خمسة عشرا يومًا ، فقبل الخامس عشر من مارس كان الرئيس الأمريكي يقف في مؤتمرا صحفيا يستعرض بشكل سياسي مدي الجاهزية الأمريكية في مكافحة المرض ، وعلي مدار هذا اللقاء الصحفي كان تكهناته كلها أن أمريكا بمنأى عن أن يعزل قدرتها الفيروس المستجد ، أعقبه لقاء اخر ظهر ترامب أقل في وتيرته وطبيعته المتغطرسة يحاول لملمة آثار الأزمة التي ظهرت علي وجهه.

وفي ذات التوقيت كورنا يغتال قدرة إيطاليا علي مواجهته ، ويتمدد في القارة العجوز عبر الفارين من إيطاليا الي سويسرا والي موناكو وجنوب فرنسا ، ميلانو عبر الآلب كانت مسار هام في انتشار الفيروس الي سويسرا قبيل إغلاق وحظر حركة الطيران والتنقل البري في أوروبا ، وعلي صعيد آخر الصين تستفيق من هجمة الفيروس وتختال فرحا بانحسار العدوي ووصولها الي أدني مستوياتها ، والشرق الأوسط تكابد فيه إيران مكابدة كبيرة وخسائر عديدة في الأرواح وحجم الإصابات وانتشار مكثف، دول الخليج العربي تغلق حدودها بعد تمدد المرض عبر مطاراتها وعبر العراق في الكويت وقطر والإمارات والسعودية ، مصر تمارس سياسة متزنة في إدارة الأزمة وتستنهض إعلامها بشكل مباشر في التوعية ، علي صعيد أخر دول أخري بدأ الوباء فيها متأخرا ولكنه ينتشر فيها انتشارا مفزعا بلبنان وتركيا .

أمريكا في هذه اللحظات تجاوزت حاجز ١٠٠ الف إصابة واستدعاء الاحتياطي العام للتعبئة العسكرية لمكافحة الفيروس ، يقف العالم كله علي رصيف الانتظار القاتل ، لكن روسيا والصين ركبا قطار القوي العظمي هذه المرة دون انتظار باقي الدول السبع الكبار في دراما هوليودية تردد علي موسيقي شرقية صينية نحن القوي العظمي ، نجحتا في إحكام القبضة علي المقود وأصبح العالم ينتظر منهم المساعدة، رئيس جمهورية صربيا يصرح لقد خذلنا الغرب واوروبا ويستجدي الصين ، ميركل تخرج من حظرها المنزلي ناكسةً رأسها بعد التوغل الوبائي بولاياتها ، إصابة ولي العهد البريطاني الأمير تشارلز ورئيس الحكومة ووزير الصحة ، تمدد المرض أصبح عالي السرعة في الانتشار ، ارتفاع طفيف في درجات الحرارة بالشرق الأوسط يقلل من سرعة الانتشار ، كلها مقدمات وبوادر تعلن بشكل صريح انتهاء الهيمنة الامريكية القائدة للعالم وحلفائها الأوربيين الغريبين ، الاقتصاد العالمي يتهاوى وأسعار النفط تنخفض الي ما دون ٢٧ دولار للبرميل بخام برنت وأوبك تصاب بالتوتر ، حزم مساعدات بمبلغ ٢ تريليون دولار يقرها البنك الدولي للدول الموبوءة ، وتحرز عالمي يعقبه حزم طارئة في ألمانيا بمبلغ ٣٠٠ مليار يوروا ، فرنسا تستدرج مموليها بحزم مماثلة وقلق كبير .

العرب علي بعد خطوات من ايران المنهكة والمحطمة اقتصاديا ، تركيا الحليفة السرية لإيران تتمزق معنويا بفعل الفيروس ، كل الطرق معبدة الي مصر باقل الإصابات ٥٣٦ حالة ونسب شفاء عالية تجاوزت ٢٥ بالمائة و٣٠ حالة وفاة وتحتل المرتبة ٥٨ بحجم الإصابات ، والسعودية تتجاوز ١٠٠٠ مصاب ، والإمارات تغلق حدودها مع الخليج يتبعها الجميع في نفس القرار .

كل هذا حقائق حدثت فعليًا وشكلت في مجرياتها كابوسًا حقيقا لصناع القرار ، الكل يبحث عن مخارج وتحالفات وروسيا تنقد بكل قوتها لمساعدة إيطاليا وصربيا فقد بدأت مرحلة جني الأرباح والتحالفات تبعتها الصين بحزم مساعدات من المواد الطبية لإيطاليا وأشبانيا ، هناك ما يحدث اقتصاديا وسياسيًا وكأنها سايكس بيكو كورنية جديدة تشكل السبع الكبار ودول العشرين الكبار بلاعبين جدد بدلًا من المنهكين وأخيرًا اتصال هاتفي من ولي عهد ابو ظبي بالقيادة السورية ، يمحي أثار العزلة الخليجية لسوريا ،  كلها مقدمات تقول أنه هناك اتحاد  مصري خليجي مرتقب يكون نواة واتحادا عربيا فيتحكم بالطاقة التي يبحث عنها الجميع ولا سيما الصين وروسيا ، كورونا رغم أنه أزمة ووباء مر علي الإنسانية ولكن  قد تتقلص أثاره  بهذا السيناريو الأوحد المثالي وخصوصا انه هناك اسبوعا وحيدا أمامنا ونكسر حاجز ٣٣ درجة مئوية تتقلص فيه القدرة الانتشارية للفيروس بمصر ، وتبدا في دراسة المتغيرات السياسية والاقتصادية ، بالأخير علينا  أن نتذكر قوله تعالي

«الآن خفف الله عنكم»

كاتب المقال: الأمين العام لحزب الحركة الوطنية بالمنوفية وعضو الامانة العامة

طارق جعفر يكتب: الوباء معركة وعي والتزام مجتمعي بحتة طارق جعفر يكتب: غزوة البلهاء والحمقي طارق جعفر يكتب: المسار السياسي طارق جعفر

ﺗﻔﻀﻴﻼﺕ اﻟﻘﺮاء