مجدي شندي يكتب : صالون الحركة الوطنية تقوية لخطوط الدفاع عن الدولة المصرية
بما أن العالم كله مشغول بالفيروسات فإن الشائعة تشبه الفيروس في نواح عديدة منها أن مصادرها عادة ماتكون مجهولة، وغالبا ما لا يصل التقصي والتحقق إلى نتائج مؤكدة، وجه التشابه الثاني سرعة انتقالها وتأثيرها، فالخبر الحقيقي يمكن أن يأخذ وقتا حتى يصل إلى شريحة عريضة من الناس بعكس الشائعة التي يتناقلها الأفراد فيما بينهم اعتمادا على ثقة الناس في التواصل الشخصي، وتكون الشائعات أكثر تأثيرا وتدميرا حين يتداولها أشخاص مؤثرون مثل الإعلاميين أو نجوم المجتمع أو المنخرطين في الشأن العام. ومثلما يمكن قطع الطريق على الفيروسات يمكن أيضا قطعه على الشائعات بعدة طرق أهمها الشفافية وإتاحة الحرية لوسائل الإعلام في الوصول إلى المعلومات، وعدم اعتبار التساؤل عن شأن ما مهما كانت حساسيته مجرما. ولأن الإعلاميين يتمتعون بخبرة ومهنية، فإنهم ينبغي أن يتصدروا الصفوف في مكافحة الشائعات، ولنا أن نلاحظ كيف تمكنت جهة رسمية متمثلة في مركز المعلومات بمجلس الوزراء من إحداث تأثير كبير في مواجهة هذه الآفة، عبر تقرير أسبوعي يتضمن أهم الشائعات المتداولة وحقيقتها، والأفضل في رأيي أن يكون ما يفعله ليس محددا بدورية معينة ، بل تكون هناك مرونة أكثر تسمح بتوضيح الحقيقة في أسرع وقت ممكن، لئلا نترك الناس فريسة لمعلومات مضللة. الشفافية بالطبع تمثل السلاح الأول.. ولذلك فإن الشائعات تكاد تنعدم في المجتمعات المتقدمة التي يتاح فيها لوسائل الإعلام الوصول السهل إلى المعلومات، فهناك تناسب طردي بين إحكام قبضة أي سلطة على المعلومات وحجم الشائعات المنتشرة في البلد الذي تحكمه، ومن حسن الحظ أن القانون في مصر يتيح للإعلاميين الوصول إلى المعلومات ويعتبر إخفاءها غير قانوني ولذلك فإن كل مانحتاجه هو تفعيل القوانين، والثقة في إعلامنا. ففي عصر ثورة المعلومات وطفرة وسائل التواصل الاجتماعي أصبح إخفاء المعلومات نوعا من العبث، لأنه يشبه الوقوف في وجه طوفان. الشكر والتقدير لصالون حزب الحركة الوطنية المصرية الذي يتصدى لموضوعات تسهم في تقوية خطوط دفاعات الدولة المصرية ضد التحديات، وما أكثرها في وقتنا الراهن.