بأقلامهم
رانيا أبو الخير تكتب مصر والاحتفال الرقمي بيوم التراث العالمي
فى الثامن عشر من أبريل كل عام يحتفل الجميع بيوم التراث العالمى، وهو اليوم الذى تم إقراره من قبل منظمة اليونسكو بناء على اقتراح المجلس الدولى للمعالم والمواقع، فى 18 أبريل 1982، ليبدأ الاحتفال به رسميا بداية من عام 1983، وذلك كله من أجل حماية التراث الانساني فى جميع دول العالم، إذ هدفت المنظمة من تخصيص يوما عالميا للتراث، حمايته من الاندثار من خلال تعزيز الوعي العام بأهمية التراث الثقافي للبشرية جمعاء، مع العمل على مضاعفة الجهود اللازمة لحمايته والحفاظ عليه. وفى مثل هذا اليوم كانت تقام الاحتفالات والمهرجانات والورش الفنية والثقافية والابداعية الهادفة إلى تذكير المؤسسات الوطنية والمسئولين وكذلك المواطنين فى مختلف دول العالم، بأهمية الحفاظ على المواقع التراثية والأثرية وفقا لما تنص عليه اتفاقية التراث العالمى التى اقرتها منظمة اليونسكو عام 1972. تلك الاتفاقية التى شملت نوعين من التصنيفات التراثية، وهما: "ثقافى"، ويشمل الآثار والأعمال المعمارية والمجمعات العمرانية والمواقع الحضرية ذات القيمة الاستثنائية. "طبيعى"، ويشمل المواقع الطبيعية ذات القيمة العالمية. ولكن جاء احتفال هذا العام بيوم التراث مختلفا في ظل ازمة كورونا التى فرضت حظرا شديدا على كافة شئون الحياة، بل الزمت الجميع بوقف كافة الانشطة التوعوية والتثقيفية حفاظا على حياة المواطنين، وهو ما جعل الاحتفال بهذا اليوم ذو نمط مختلف، عالميا ووطنيا، إذ اضحي الاحتفال رقميا من خلال اقامة فعاليات اون لاين، فبعد أن أغلقت متاحف العالم والمواقع الاثرية أبوابها فى وجه الزائرين وألغيت الاحتفالات التى كانت تجوب الشوارع والمناطق الأثرية، لجأت الحكومات إلى تنظيم الاحتفالات عبر الانترنت، فعلى سبيل المثال نظم الجهاز القومى للتنسيق الحضارى بالتعاون مع مكتب اليونسكو الإقليمى في القاهرة ندوة دعا فيها الأثريين والمعماريين وكافة المهتمين بالتراث لإلقاء كلمة أون لاين للحديث عن التراث وطرق الحفاظ عليه، كما نظمت وزارتى السياحة والاثار مسابقة بحثية للأطفال هدفت إلى رفع الوعي الأثري والثقافي لديهم وتعريفهم بحضارة وثقافة بلادهم، بالإضافة إلى اكتشاف المواهب الفنية لديهم وتنميتها. مفاد القول إن التقدم التكنولوجى الذى حققه العالم على مدار العقود الماضية كفيلا بمعاونة الانسانية في مواجهة التحديات والازمات، صحيح أن تداعياتها قد تكون مكلفة إلا أنها لن تستطع ان توقف عجلة الحياة عن الدوران، وهو ما يؤكد على اهمية ضخ المزيد من الاستثمارات في مجالات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعى الذى يذلل كثير من الصعوبات والتحديات التى يمكن أن تواجه الانسان في قادم الأيام.
كاتب المقال: نائب رئيس مجلس إدارة أبوالخير جروب والعضو المنتدب للشركة المصرية السعودية للاستثمارات السياحية والعقارية