تعليم
عميد سياسة القاهرة: تجاوزنا ذروة كورونا وأصبحت المسؤولية على الأفراد
نشر الدكتور محمود السعيد عميد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة عدد من الجداول والأشكال البيانية التي توضح متوسط الإصابات والوفيات اليومية ومعدلات التزايد فيها من أسبوع لأسبوع طبقا لما تعلنه وزارة الصحة من بيانات يومية فقد شهد الأسبوع العشرون منذ بداية تفشي الوباء في مصر لأول مرة انخفاض في كلا من متوسط عدد حالات الإصابة اليومي ومتوسط عدد حالات الوفاة اليومي. وأوضح السعيد أن هذا الأسبوع الثاني علي التوالي الذي ينخفض فيه متوسط الإصابات اليومي ولكن الانخفاض هذا الأسبوع أكبر بكثير من انخفاض الأسبوع الماضي. توضح الأرقام الموجودة في الجدول أن الأسبوع العشرين شهد انخفاض طفيف في متوسط أعداد الوفيات اليومي بمقدار 1.3% حيث انخفض متوسط أعداد الوفيات اليومي هذا الأسبوع إلى 84 حالة وفاة يوميا بعد أن كان 85 حالة في الأسبوع الماضي. مضيفا أن المؤشر الأكثر إيجابية ولفتاً للانتباه فهو انخفاض متوسط أعداد الإصابات اليومية المكتشفة من 1528 إصابة يوميا الأسبوع الماضي إلى 1453 إصابة يوميا هذا الأسبوع، بنسبة انخفاض تقترب من 5%. هذا الانخفاض هو الانخفاض الثاني على التوالي بعد الانخفاض الطفيف الذي حدث الأسبوع الماضي في أعداد الإصابات وهو ما يعني باحتمالية كبيرة جدا تجاوز ذروة منحنى الإصابات، وهي الذروة التي حدثت قبل أسبوعين عندما وصل متوسط الإصابات اليومي إلى 1530 حالة إصابة يوميا مؤكدة ووصلت ذروة الإصابات القصوى في يوم الجمعة 19 يونيو 2020 ب 1774 إصابة مؤكدة. وأكد أن الملاحظ أنه حتى الآن لم تؤثر قرارات إجراء امتحانات الثانوية العامة ولا قرارات إلغاء الحظر التي بدأت في مطلع هذا الأسبوع على تزايد حجم الإصابات، ولكن علينا التريث لنرى ماذا سيحدث في متوسط عدد الإصابات خلال الأسبوع القادم قبل الوصول لهذا الاستنتاج. وتابع عميد سياسة القاهرة قائلا: "بالنسبة للتوقعات المستقبلية لأعداد الإصابات فقد حرصت كل الحرص خلال الفترة الماضية على ألا أذكر أي توقعات رقمية عن مستوى الإصابات المتوقعة في الأسابيع القادمة لأسباب علمية عديدة، ولكن للراغبين في التوقعات الرياضية لمستوى وحجم الإصابات خلال الفترة القادمة أقول أنه طبقا لنمط التناقص في مستويات الإصابة في المتوسط خلال الأسابيع الأخيرة فأن التوقع الإحصائي بناء على نموذج انحدار يشير إلى أن أرقام الإصابات ستنخفض إلى أقل من 100 إصابة يوميا في المتوسط خلال الأيام الأولى من شهر أغسطس. وبالقياس على نسبة الوفيات من بين الإصابات المؤكدة بالفيروس خلال الفترة السابقة فأن الوفيات ستنخفض حينها إلى أقل من 5 وفيات في المتوسط يوميا. مشددا أن هذه التوقعات الرياضية تفترض أن قرارات الغاء الحظر لن تؤثر على مستوى الإصابات خلال الفترة القادمة وأنه لا توجد موجة ثانية من انتشار الفيروس على عكس ما يتوقع البعض وتفترض أيضا استمرار التزام الأفراد بالإجراءات الاحترازية، مضيفا "لا أتوقع أن نصل إلى ما يسمى حالة "صفر إصابات"، فهي حالة يمكن الوصول لها نظريا فقط، ولكن عمليا فأن هذا لن يحدث في الغالب، فالفيروس سيستمر معنا إلى أن يوجد علاج أو لقاح. كل ما علينا فعله هو التعايش مع الفيروس لحين الوصول لهذه اللحظة المرتقبة". وأن هذا الانخفاض في الأرقام الأسبوعية الحالية والتوقعات باستمرار انخفاضها في الأسابيع المقبلة يضع على عاتق الأفراد مسئولية كبيرة بالاستمرار في والتمسك بالإجراءات الاحترازية من ارتداء الكمامة-رغم سخافتها وخنقتها-والتباعد الاجتماعي وتطهير الأيدي باستمرار. فأرقام الإصابات الحالية وهي 1453إصابة يوميا في المتوسط هي أرقام كبيرة جدا وهي كما ذكرنا سابقا جزء من عدد الإصابات الفعلية التي لا يمكن حصرها لأسباب علمية والتي يذهب بعض الباحثون إلى أنها قد تصل 10 أضعاف الأرقام الرسمية. وبالتالي أي استهتار أو تهاون في تنفيذ الإجراءات الاحترازية معناه ببساطة عودة أرقام الإصابات إلى الارتفاع مرة أخرى. وللمتشككين في الأرقام أقول هذه الأرقام هي الأرقام الرسمية المعلنة من وزارة الصحة وهي نتيجة المسحات التي تجريها الوزارة للحالات الواردة إلى المستشفيات. وكما أشرنا من قيل إن هذه الأرقام تعبر عن جزء من حالات الإصابة والوفاة في المجتمع ككل لأنه ليس بمقدور أي دولة في العالم حصر كل الإصابات التي تحدث على أرضها، ولكن تحليل هذه البيانات هو ضرورة هامة وملحة لمتابعة درجة تفشي الوباء واستشراف موعد انتهاء الأزمة. فهي البيانات الوحيدة المتاحة وهي أصدق بيانات لأنها تعبر عن حالات تم إجراء مسحات لها والتأكد من إيجابيتها. وعلى الرغم من أنها تمثل فقط عينة كبيرة من الحالات في مصر إلا أن أرقام هذه العينة تعكس ما يحدث في مصر من انخفاض أو ارتفاع في درجة تفشي الوباء بصورة علمية ومصداقية أكبر. ولعل ما يعكس مصداقية تراجع الإصابات هو الملاحظة التي يلاحظها الكثيرون منا ففي الفترة الأخيرة تناقصن إلى حد كبير جدا حالات الاستغاثة من أهالي مصابين يبحثون عن مكان في مستشفى ولا يجدون.