رئيس الوزراء: الزيادة السكانية ليست عبئا لكن مصر بحاجه للمواطن
قال الدكتور مصطفي مدبولي رئيس الوزراء أن الهدف الرئيسي لاسترجاع التاريخ هو استخلاص العبر من الماضي لتنمية الدولة في المستقبل والإفادة من تجارب السابقين.
وأضاف "مدبولي" خلال كلمته بمركز المنارة لحضور فعاليات الندوة التثقيفية الـ32 للقوات المسلحة ان رغبته بالعودة الي مصر عام 1900 م لعرض حالة مصر في وقتها ، وأستكمل أن الخمسون عاما الأولي كانت هناك الحربين العالميتين الأولي والثانية وكان العالم حينها يمر بأسوأ أزمة اقتصادية كما تعددت الأوبئة في هذه الفترة والتي فتكت بحياة شعوب الدول كافة وبالطبع كان لمصر نصيب من هذه الأوبئة ، وأكمل أن تأثر مصر بالحروب العالمية لم يكن بشكل مؤذٍ حيث انها لم تكن منغمسة بهذه الحروب وأكد انه بالرغم من الأزمة الاقتصادية العالمية إلا أنها استطاعت أن تتحمل وتصمد امام كل الخراب التي خلفته تلك الحروب .
وأشار رئيس الوزراء الى أن مصر بنت اقتصادها خلال أعواما كثيرة، مضيفا أنه عام 1900 كان عدد سكان مصر 9 مليون وفي عام 1950 وصل تعداد سكان مصر إلي 19 مليون وأضاف أنه في هذا الوقت كان الجنيه المصري آخذا لقيمته حيث أنه كان يعادل الجنيه الذهب وأكد انه أكثر من الجنيه الذهب بقليل وأضاف أنه حينها كان الدولار يساوى 20 قرش .
وتحدث الدكتور مصطفي مدبولي عن مدينة القاهرة في 1925 حيث قال انها حصلت علي جائزة أجمل مدينة علي مستوى العالم وأكد أن القاهرة لم تصبح جديرة بجائزة أجمل مدينة علي مستوي العالم بين يوم وليلة بل تم بناؤها علي سنوات عديدة تبدأ من عهد الخديوي اسماعيل .
وأشار "مدبولي" إلي أن مصر استطاعت بعد الحرب العالمية الثانية مساعدة العديد من الدول الأوروبية وذلك لقوة اقتصادها وبسالته أمام الحرب العالمية وتصديه لها .
وعن التعليم قال رئيس الوزراء أن الطلبة الجامعيين الذين كانوا مسجلون بالجامعات في هذه الفترة كانت عددهم قليل، مضيفا ان مصر كانت لديها 136 طبيب جراح و30 صيدلي في هذه المرحلة ورغم قلة عددهم إلا أنهم استطاعوا إثبات جدارتهم والعبور بمصر بل وأضافه مصر كذلك علماء في مجالات مختلفة للعالم الخارجي، مؤكدًا أن مصر في هذه المرحلة كانت أقرب إلى أن تكون دولة متقدمة بدلا من أن تكون دولة نامية.
وأردف أن مصر منذ عام 1956 إلى 1973 دخلت مصر في سلسلة من الحروب استنزفت الكثير من مواردها وقوتها وكان من شأن هذه الفترة أن تحمل مصر علي سحب نفسها من كل المشاريع الاستثمارية لتوجيه كل قوتها لأعاده بناء جيشها وتعويض الدمار التي لاقته علي مدار هذه السلسلة من الحروب، مضيفا أن معدلات النمو ترتبط بالاستقرار السياسي ويجمعهما علاقة طردية حيث أن وجود أي اضطراب سياسي يجعل اقتصاد وقوة الدولة في تراجع .
وأكد مدبولي أن الزيادة السكانية ليست عبئا لكن مصر ستكون دوما بحاجه للمواطن الذي تنشئه وتربيه بطريقه جيده وتوفر له خدمات تليق به ليصبح فيما هو آت فرد عامل ويعود عمله علي مصلحة الدولة ودفع عجلة تقدمها وتنميتها ، كما أوضح أن ثبات الموارد الطبيعية ونمو السكان علي مساحة بسيطة "الوادي والدلتا " يجعل التحدي اكبر علي مصر وعلي الحكومة المصرية.
ذكر كذلك أنه تبعا الاحصائيات فإن عدد المواليد في مصر كان يعادل مواليد ايطاليا في عام 1950 ولكن في 1960 أصبح عدد المواليد بمصر يضاهي عددهم في فرنسا وإيطاليا معا وتضخم عدد المواليد الان ليصبح عدد مواليد مصر للعام الواحد يساوى تعداد المواليد ل6 دول أوروبية مؤكدا علي أن أي دولة مهما كان اقتصادها كبيرا فلن يكن بضخامة اقتصاد 6 دول أوروبية .