نوقشت بكلية الإعلام جامعة القاهرة رسالة الدكتوراه المقدمة من الباحثة أفنان طلعت مدرس الصحافة المساعد بجامعة الأهرام الكندية، بعنوان" معالجة الصحافة المصرية لقضايا التعليم قبل الجامعي وعلاقتها باهتمامات الجمهور ومتخذي القرار التعليمي" للباحثة .
وتكونت لجنة المناقشة من د. أميمة عمران أستاذ الصحافة بجامعة أسيوط مناقشا ورئيسا، د. محرز حسين غالى أستاذ الصحافة بجامعة القاهرة مناقشا، د. نرمين نبيل الأزرق الأستاذ المساعد بقسم الصحافة بجامعة القاهرة مشرفا.
وحصلت الباحثة على درجة الدكتوراه بمرتبة الشرف الأولى مع التوصية بطبع الرسالة وتبادلها بين الجامعات .
وتهتم الدراسة بعدد من القضايا في التعليم قبل الجامعي تلك التي تتعلق بالتعليم الأساسي والثانوية التراكمية والفني الصناعي والمدارس اليابانية والتعليم الأزهري وقضايا المعلمين.
حيث توصلت لعدد من النتائج أهمها:
• سيادة الأشكال الخبرية التى تناولت قضايا التعليم قبل الجامعي في صحف العينة الأربعة(الجمهورية- الوفد- اليوم السابع– صوت الأزهر) حيث حصد الخبر أكبر التكرارات في الأشكال الصحفية ليكون في الجمهورية بنسبة 49.2%، الوفد 46.6%، اليوم السابع 45.5%، وصوت الأزهر 55.2%، وذلك من إجمالي المواد الصحفية التى تناولتها الدراسة التحليلية.
• انخفاض الأشكال التفسيرية لصحف العينة التى تناولت قضايا التعليم قبل الجامعي فكانت بنسب ضئيلة في الجمهورية 32 تحقيق بنسبة 16.2% وحوار واحد فقط، أما الوفد بلغت 10 تحقيقات بنسبة 13.7%، اليوم السابع 4 تحقيقات، وأخيراً صوت الأزهر 5 تحقيقات بنسبة 8.6%، وأربعة حوارات بنسبة 6.9% وذلك من إجمالي تحليل (427) مادة صحفية خلال فترة التحليل من يناير 2017/ فبراير 2019 بطريقة سحب الأسبوع الصناعي.
• ارتفاع نسب المواد الصحفية التى لم تحدد نطاق تغطيتها الجغرافي لقضايا التعليم في جميع صحف العينة التحليلية، فكانت نسبتها في الجمهورية 43.1% بتكرار 85 موضوع صحفي، بينما وصلت لأغلب عينة التحليل في الوفد لتكون 86.3% بتكرار 63 مادة من إجمالى (73) مادة صحفية، وتخطت نسبة 70% بتكرار 70 مادة صحفية في اليوم السابع لم تذكر نطاق التغطية الجغرافي، وبلغت أكثر من نصف العينة التحليلية لصوت الأزهر بنسبة 51.7% بتكرار 31 مادة صحفية على مدار فترة التحليل.
• اهتمت صحف الدراسة بقضايا الامتحانات فكانت أعلى تكراراً مقارنة بباقي القضايا لتكون نسبتها في الجمهورية 29% بتكرار 57 مادة صحفية، ووصلت في الوفد 38.4% بتكرار 28 مادة من إجمالى المواد التى تم تحليلها في الوفد، أما في اليوم السابع بلغت نسبها 47.5% من إجمالى 99 مادة صحفية، ولكن اختلفت صوت الأزهر حيث اهتمت بقضايا التعليم الأزهري وخاصة موضوعات التطوير لتكون 23 بنسبة 39.6% من إجمالى 58 مادة صحفية في صوت الأزهر.
• وقد انخفض اهتمام الصحف بعدد من القضايا فكانت فئة القضايا المالية أقل اهتماماً في صحف الجمهورية واليوم السابع بنسبة 1% لكل صحيفة من إجمالي المواد التى تم تحليلها، بينما في الوفد كانت عدد من القضايا التي انخفض الاهتمام بها وهي( التعليم الخاص، الكتب الدراسية، المدارس التجريبية) بنسبة 1.4% من إجمالى (73) في الوفد، أما صوت الأزهر فكانت قضايا متابعات سير العملية الدراسية بالمعاهد الأزهرية أقل القضايا التى اهتمت بها الصحيفة لتكون بنسبة 6.9%.
• اهتمت كل من الجمهورية والوفد بوظيفة تحديد المشكلة وبدقة كأحد أهم وظائف التأطير الصحفي، أما اليوم السابع فكانت أولى وظيفة التأطير الصحفي هي شرح وتفسير أسباب القضية، واختلفت صوت الأزهر فاهتمت بوظيفة إبراز نجاح وتفوقات المعاهد الأزهرية كأهم وظيفة تأطير صحفي لأخبار قضايا التعليم قبل الجماعي.
• اتفقت الوفد واليوم السابع وصوت الأزهر على آليات التأطير الإعلامي فكانت نغمة التأطير المرتفعة، ولكن سادت النبرة السلبية في الوفد، لتختلف عن اليوم السابع وصوت الأزهر التى سادت فيهما النبرة الإيجابية، وذلك لأنهما يمارسان التحيز بالاستحسان أما الوفد تمارس التحيز بالاستهجان، أما الجمهورية فكانت أولى آليات التأطير الإعلامي هي الإبراز، فكانت تبرز النجاحات والتفوقات لوزارة التربية والتعليم واستجاباتها لمطالب أولياء الأمور والمعلمين ويمكن أن يسمي بتحيز اختيار المصادر فكانت أغلب المصادر رسمية في تغطية أخبار التعليم بالجمهورية.
• هناك اتفاق بين الجمهورية والوفد واليوم السابع حول تجريم الدروس الخصوصية واستبعاد المعلمين الذين يثبت إعطاؤهم دروس خصوصية من أعمال امتحانات الثانوية العامة، وذلك اتفاقاً مع الاتجاه الرسمي لوزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى نحو الدروس الخصوصية.
• يعتمد جمهور العينة على الفيس بوك لمعرفة أخبار التعليم قبل الجامعي وذلك بنسبة 33.1% للجمهور العام، 34.4% للمعلمين، يلي ذلك القنوات التلفزيونية بنسبة 21.3% للجمهور بينما جاءت الصحف الإلكترونية ثاني الوسائل التي يعتمد عليها المعلمين في معرفة أخبار التعليم بنسبة 21.9%.
• احتلت قضايا الفساد في المدارس أولى اهتمام الجمهور العام وذلك بتكرار 188ونسبة 9.1%، وتشمل القساد المالى والإداري بالمدارس ومخالفات الأحياء ضد المدارس والدروس الخصوصية، بينما حصدت أخبار نظام التعليم الجديد والمناهج الحديثة أعلى موضوعات التى حصلت على نسبة 9.7% بتكرار 30.
• توافقت اتجاهات الجمهور مع إطار النقد السلبي لصحيفة الوفد وذلك بوزن نسبي عام 77.3% نحو رفض قرار إلقاء الشهادة الابتدائية واعتبار القرار غير تربوي وتدميراً للمرحلة.
• توافقت اتجاهات الجمهور مع الإطار التفسيري لصحيفة الجمهورية بشأن عدم احتساب درجات الحاسب الآلي لقلة المعلمين والأجهزة وذلك بوزن نسبي عام 80.3%، إيضًا توافقت اتجاهات الجمهور مع إطار الصراع لنفس الصحيفة والذي يبين صراع خبراء اللغة الثانية مع قرار الوزير في احتساب اللغة الثانية مادة نشاط ووصفوه بأنه إجهاض لتجربة ناجحة.
• توافقت اتجاهات الجمهور مع إطار الفساد لصحيفة الوفد نحو الثانوية التراكمية وأنها سوف تُسهم في زيادة الدروس الخصوصية، والمحسوبية بوزن نسبي 88%.
• وفي التعليم الفنى جاءت أكبر الأطر التى حصدت وزن نسبي مرتفع بنسبة 83.3% هو إطار التقدم والإنجاز التى تبنته صحيفة الجمهورية، والذي يبين جهود الوزارة في تطوير التعليم الفنى من خلال عقد بروتوكولات تعاون مع شركة السويدي، والبنك الدولي.
• توافقت اتجاهات الجمهور مع الإطار التفسيري للجمهورية نحو توضيح فلسفة التعليم في المدارس اليابانية، وأنها تعمل على تدريب الطلاب وتساعدهم على تحمل المسئولية وتعديل سلوكياتهم وذلك بوزن نسبي عام 96%.
• تتوافق اتجاهات الجمهور مع إطار الصراع للوفد نحو قرار إلغاء المدارس التجريبية والذي يؤدي إلى استغلال المدارس الخاصة لهم بوزن نسبي عام 88.6%.
• بلغت نسبة الرضا العام نحو اعتدال مناهج الأزهر وبعدها عن التطرف لتصل إلى 93.6% مع إطار الدعم لصوت الأزهر.
• وفي القضايا العامة وافق الجمهور على ضرورة الإنفاق على البنية التجتية بدلاً من التابلت بوزن نسبي عام 90%.
• ذكر 35 معلم بنسبة 66% من عينة المعلمين أن أهم قضايا المعلم التى يجب أن تتناولها الصحف بالتغطية هي مشكلة انخفاض المرتبات، وحصل إطار الوفد الذي يبين انخفاض مرتبات المعلمين على ةون نسبي عام 96.3%.
توصيات الدراسة:
1. إطلاق مبادرات أهلية بتكفل رجال الأعمال وأصحاب الدخول المرتفعة تعليم أبناء الأسر الفقيرة وتعمم على المحافظات وخاصة محافظات الصعيد التى ترتفع بها نسب الفقر ويكون هناك جهة متابعة لمستوى الطالب والتزامه وملف خاص لكل طالب وسبل التواصل؛ مع القيام بزيارات دورية للمتابعة، على أن تساهم الصحافة في إطلاق هذه المبادرات وتخصيص بوابات وصفحات لمتابعة أخبارها.
2. التخطيط لحملات توعوية للإعلاء من قيمة العلم والعلماء والإرتقاء بالإنسان والمجتمع باعتبار ان التعليم أداة للاستثمار البشري.
3. الاهتمام بالدراسات طويلة الأجل والجماعية لتحليل الواقع التعليمي في كل محافظات مصر وفي عدد من التخصصات (المناهج وطرق التدريس- إعداد المعلم –كفاية المباني وملائمتها-توافر الأدوات) وذلك للخروج بنتائج لتقييم الاستفادة من السياسات التعليمية المطبقة لتصحيح المسار إذا تطلب الأمر ذلك أو تعديله في بعض المحافظات نظراً لوجود معوقات تختلف من محافظة لأخرى وتكون تحت إشراف وزارة التربية والتعليم والاستعانة بخريجي كليات التربية ليكون هذا أول معهد بحثي للدراسات التربوية طويلة الأجل "مركز الدراسات التربوية والمتابعة والتصحيح"، وتكون أحد مصادر الإعلام المحايدة التى تبين الواقع دون تزييف أو تحريف.
4. إنشاء قواعد بيانات إلكترونية لمعلمي مصر على أن تتسم بالمركزية واللامركزية في نفس الوقت وتُرسل للإدارات التعليمية على أن يحدد فيها( تخصص المعلم-سنوات خبرته- الدورات الحاصل عليها- الترقيات- الإعارات-التقديرات والجوائز- المسابقات التى تقدم اليها) ويمكن استغلال هذه القواعد في الاختيار الدقيق للدورات التدريبية التى تتناسب مع سنوات خبرته وإرساله للإعارات مع الدول الآخرى، وتخصص الصحافة جزء خدمي لنشر أخبار البعثات والدورات التدريبية، وتغطية أخبار التدريب.
5. عمل مسابقات تنافسية بين المعلمين للأبحاث التطبيقية لتطوير طرق أو منهج أو أسلوب تحفيزي على أن تكون هذه الأبحاث محكّمة من لجان خبراء التربية على مختلف التخصصات سواء مناهج، إدارة، تخطيط وتعمم النتائج لتطبيقها وتكون معيار لترقية المعلم مع تخصيص لوحة شرف لهؤلاء المبدعين داخل قصر الوزارة، ووسائل الإعلام كأحد وسائل تحسين الصورة ومساهمة المعلم في تطوير منظومة التعليم.