مريم الكعبي تكتب: في جائحة كورونا البشرية تحتاج ان تتطهر.. فئة من البشر عالة على البشرية
-
عجزهم عن العطاء جعلهم يكرهون القادرين علي العطاء .. ولسان حالهم يقول : " ويلكم كيف تحكمون " وكيف تفكرون ؟ وماذا تفعلون ؟
هذه الأيام مع جدل لقاح كورونا تجد ، ما يُذهلك ، وما يدهشك ، وما يضحكك ، آخر ما أضحكني أن فنانة لم تخف من البوتكس والفيلر وكل ملحقات الحقن خرجت مؤخراً بتغريدة لإثارة الهلع من لقاح كورونا .
وبالنسبة للقاح ، فئة تتحدث عن رقائق توضع تحت الجلد للتجسس ، وأخرى تظن بأن العالم يتآمر على جيناتها ويريد التلاعب بها ، وفئة في رأيها أن هنالك مؤامرة كونية على الكائن البشري ، وفي الحقيقة أمثال تلك الفئات هم أكبر وأكثر مؤثرات الضرر على سلالة البشر ، ولا أستطيع أن أفهم هذه العقول إطلاقاً .
صخر جلمودأحياناً كثيرة تريد أن تتحاور مع البعض ، ولكنك لا تجد عقولاً من الممكن التفاهم معها ، تصطدم بصخر جلمود يسمى ظلماً وبهتاناً عقلاً بشريا ، وهو العقل الذي اختار صاحبه تحنيطه وتحول بفعل عوامل تعرية الغباء إلى صخرة جلمود .
بالمناسبة أنا أخذت اللقاح وأكملت الجرعتين ، ولم أعاني ، وكل من أعرفهم من أية آثار جانبية ، حتى من ارتفاع الحرارة ، وهو أمر طبيعي لو حدث ، ولو استدعت الحاجة لأخذه مرة أخرى لن أتردد لحظة في أن آخذ لقاح ثاني .
في جائحة كورونا هنالك فئة من البشر تطوعت من أجل خدمة البشر بالنسبة لتجربة اللقاح ، وهنالك من كانوا خط دفاع أول للعلاج والمواجهة والعمل وإدارة أزمة الطوارئ ، وتوفير الاحتياجات والحماية والتخطيط والتفكير ، وهنالك فئة تأكل وتشرب وتنتقد وتثير الهلع وتتفلسف وتحلل تنشر الشائعات وتسخر وتتذمر .
التنقيب عن السلبيات
مهمتهم في الحياة أن يقتلوا الحياة ، ويوقفوا دورانها ، مهمتهم التنقيب عن السلبيات وتضخيمها ونكران العطاء وتسفيه الأدوار وكأن عجزهم عن العطاء جعلهم من أكثر الكارهين لمن يستطيع العطاء ، وخدمة الآخرين ، ولسان حالهم يقول : " ويلكم كيف تحكمون " ، وكيف تفكرون ؟ ، وماذا تفعلون ؟ .
فئران التجارب من يخفون صورهم ، ومن يجعلون أقصى إنجازاتهم التعليق بألفاظ لا تليق إلا بهم ، البشرية تحتاج أن تتطهر بالتأكيد ، ما دمنا نرى مثل تلك التعليقات ، ولكنها أقدارنا ، وأيامنا ، ولا نملك إلا الرضا بالحكمة الالهية من تنوع العقول .