قال المناضل الليبي أحمد قذاف الدم، المسئول السياسي لجبهة النضال: إنه في يوم كهذا منذ 47 عام وقع الشهيد القذافي والزعيم بورقيبة "اتفاق جربه" والذي بموجبه تتحول ليبيا وتونس إلى الجمهورية العربية الإسلامية، موضحا أنهم هموا بالاستفتاء عليها وسبقتهم جماهير شعبهم في تونس وليبيا بحشود هائلة زحفت بحماس شديد مؤيدة لحلم طال مداه وأمل في الخروج من القواقع التي صنعها الاستعمار وسماها دول غير قابلة للحياة، مشيرا إلى أنه تم التآمر على هذا الحلم وتم وئده بل ترتب عن هذا "فوبيا" حملوها حتى يومهم هذا للأسف يعيشون على هامش العصر وعلى رصيف الأمم التي تحيط بهذه الأمة وتلتهمها من أطرافها.
أحرار العرب
وأضاف أنه لعل وحدة أوروبا تشكل أمام أحرار العرب "العار" عندما تتجمع أمم وعلى مرمى حجر منا لا يجمعها لا لغة ولا دين وكان بينها تاريخ سقط فيه عشرات الملايين في حروب طاحنة وهي دول ذرية وإنه شيء مخجل ومخيف يستوجب الثورة الحقيقية التي ترفض الواقع وتصنع الحل ثورة يكون لها سقف يليق بأمة عظيمة وصلت على صهوات الخيل إلى جنوب فرنسا وسيطرت على جزر البحر المتوسط وحتى البندقية "فينسيا، صقلية، باليرمو ومالطا" فكانت تتحدث العربية وتدين بالإسلام.
وتابع المناضل الليبي، أنه لن تنتهي مشكلة الغذاء والماء والتقدم والسلام والتطرف إلا إذا تم تصحيح هذا الوضع المقلوب على الأقل ودمج المغرب العربي ككيان قابل للحياة وعند التحدث عن العروبة فهي لسان فبعد هذه القرون اختلطت الدماء ولا يستطيع أحد أن يصف نفسه على أساس عرقي والعربية هي لغة الإسلام الذي جمعنا، موضحا أنه لا يعتقد اليوم أن الألماني أو الفرنسي أو الإيطالي أو الإسباني يدعي بأن العملة الموحدة والقوة العسكرية والاقتصادية وجواز السفر الموحد قد همشه أو حط من قدره.
الشعوب الحرة
وأكد أن الشعوب الحرة تنظر للأمام ونحن ندور في حلقة مفرغة ندافع عن قصاصات ورق صُنعت لنا سميناها دول فالمغرب هي مراكش وأصبحت دول والجزائر مدينة وتونس كذلك لم نشارك في صنعها وإنما بدفاعنا عن هذه الكيانات احترمنا إرادة الاستعمار التي فرضها علينا جنرالات فرنسا وبريطانيا وإيطاليا قسمونا كالقطعان ويحركوننا كالدُمى، مضيفا: "يستشهد القذافي ويموت بورقيبة ونترحم عليهم وتبقى الأمة ولادة وسياتي حتماً من يلتقط أعلامها وإعلامها من الوحل والفرقه والتشرذم".