بأقلامهم
مريم الكعبي تكتب عن القطط السمان .. وخونة هذا الزمان
لا تحزنوا .. يبدو اننا نعيش في زمن القطط السمان .. القطط السمان التي تأكل على كل الموائد ، ترتدي ثوب الوطنية والصلاح وتنادي على القيم لكي تخفي حقيقتها ، متجردة من القيم وكل ما تهتم به مصلحتها ولو على حساب الوطن . القطط السمان تتلون بدون حياء ، تتكسب من جراء تبديل الجلد ، لا تهتم بصورتها في عيون الآخرين وهي تنسلخ من القيم ، لديها قوانينها الخاصة ودربها الملتوي الذي يتشابه مع مواقفها .. القط السمين يكبر بالمال ، يتضخم من أكله ، يزهو بسلطة الإعلام وتسليط الضوء عليه ، يحمي نفسه بسلاح المال والإعلام ، احذروهم انهم كثر ، وانظروا حولكم وستعرفونهم . " فلا تأمن الخائن ولا تضمن قليل الخير " ، لا تخلطوا المفاهيم ، ولا تعبثوا بالمصطلحات ، فالمؤمن لا يلدغ من الجحر مرتين .. ومن أظهر لك عدواته ، لا تمنحه الأمان ، التسامح لا علاقة له بمنح العدو الذي كشف عن نواياه ضدك الأمن ، كيف تثق بمن خان ؟ ، كيف تثق بمن باع ؟ ، كيف تثق بمن كشف عن نواياه وأعلنها تجاهك ؟ . لسنا في رفاهية ، فلقد كشف لنا الزمن ، أن من يطعن ،؟هو من كان أخ ، الجرح ما يزال نازفاً ، الإساءة ما زالت حيّة ، الإساءة لشخصك من الممكن أن تتجاوزها بالتسامح ولكن الإساءة لوطن ورموز لا يمحوها التقادم ولا الاعتذار .. فقد كَثُر الانتهازيون ، كَثُر مشاهير الإفلاس ، يزايدون على الوطنية ، وهم الذين اختاروا هذا الشهر الفضيل ليسيئوا ويجرحوا كل غيور على وطنه . فمن ذا الذي عينك وصيّاً على مشاعر المواطنين ، من الذي منحك صكوك الوطنية الخالصة توزعها على من صدمهم فعلك ؟ ، بدلاً من الخجل والاعتراف بالخطأ ، تظهر بكل وقاحة تزايد على الوطنية وقيم التسامح ، هل يجب أن نصمت لأنك قررت أن يكون فعلك المخزي بطولة على مقاسك الضئيل ؟ . اقرأ أيضا.. مريم الكعبي تكتب : ” عفن اخلاقي ” علي منصات التواصل الاجتماعي سبحان الله ، خدمهم الإعلام المفلس وصنع منهم نجوماً ، فصدقوا إفلاسهم وعاشوا في خدعة أنهم يستطيعون أن يفعلوا كل شيء يتجاوز المشاعر ويصدم الأحاسيس ثم إذا تحدث أحد زايدوا على الوطنية ، من أنتم يا مشاهير " الفلس" والافلاس ، ماذا قدمتم لتعيشوا هذه النزعة المفرطة من تضخم الذات ؟؟ . كاتبة المقال : كاتبة وناقدة اعلامية إماراتية .. صادر لها كتاب « آهات الصمت » عن دار الكتاب الجامعي .. وكتاب « حاول مرة اخري » عن دار همايل .. ورواية « امرأة تحترق » عن دار اوراق .