بأقلامهم
مريم الكعبي تكتب: من أنت ياهذا ؟ .. ولماذا تفتش في أوراق فكري وحروفي وتاريخي ؟
أحياناً أتمنى أن اكتب في نهاية كل تغريدة ، خاص لأصحاب العقول الراقية والنفوس الطيبة والقلوب النقية ، لأن أصحاب الفتن في جحور مواقع التواصل يختبئون ، وأصحاب النفوس الخبيثة ألسنتهم يشحذون ، وأصحاب القلوب الآسنه ينتظرون ويتصيدون ويحورون . لذا لست بحاجة إلي أن يلغي احداً من اصحاب النفوس الخبيثة متابعته لي ، فلا حاجة لي به لتأويل حروفي والكشف عن النوايا وعن تاريخي ، إن لم يعجبه رأيي . واحترامي الشديد للعقول الراقية ، والنفوس الطيبة التي أدين لها بالتفاعل والتواصل وإثراء أي طرح أطرحه ، إنها العقول التي أتشرف بمتابعتها لي وأقدر تفاعلها ولو بالاختلاف ، أما أصحاب مباضع تشريح النفوس والنوايا والهجوم ، فلا حاجة لي بهم ولا حاجة لهم بما أكتب . حقاً .. لقد أصبحت ظاهرة تستحق الطرح ، وهي ظاهرة ملاحقة أصحاب الرأي ، ومحاولة تحوير كتاباتهم بكل خبث والطعن في نواياهم ، شاهدت ذلك التحوير والتأويل مؤخراً لأصحاب رأي كثر ، وليس لحسابي وحده . فيا هذا .. لست مُلزماً بمتابعة ما أكتبه بأية صورة من الصور ، ولست مُلزماً بالاقتناع برأيي في أي تغريدة ، نحن أصحاب رأي ، ولكنك مُلزماً بلا شك بالاحترام وعدم الإساءة وتحوير الرأي وفقاً لأهوائك .. يا هذا ما علاقة رأي مجرد في عمل فني بتاريخ أو عاطفة ؟ ، ما هي القدسية التي يمثلها أي شخص في عمل فني ؟ ، أية عقول تلك التي تتبنى إرهاباً فكرياً بهذا الشكل غير المسبوق ؟ هل إذا أعلنت عن رأيي في عمل فني ذلك يعني اتهامي بإهانة رموز وفن وتاريخ ؟ ، أي عقول أنتجت هذا العقم الفكري ؟ ، ومن أنت لكي تمارس ضدي إرهاباً فكرياً حتى في الفن ؟ ، هل المطلوب أن نكون بنفس المستوى من الذائقة ومن التقييم حتى في الأعمال الفنية ؟ ، من أنتم ؟ ويبدو ان البعض يعتبر الصمت عن الإساءة ضعف ، فيتمادى في سوء أخلاقه ، وفي رمي اتهاماته ، وفي ممارسة هوايته في التحوير والتشويه ، ولكني ما زلت عند رأيي أن منتهى الأخلاق أن تترفع عن سوء أخلاق الآخرين . لقد كتبت سابقاً : يحيى الفخراني صاحب عطاء فني زاخر ، وله رصيد في الذاكرة الفنية العربية ، ولكن ذلك لا يعني أن أصفق لعمل فكرته مسروقه ، قائم على فكرة لا يمكن تصديقها ، بشخص يعيش مع سيدة ثلاثين عاماً دون زواج ، عمل كل مشاهده بطل العمل على أريكة يحتسي الخمر . ياسمين عبد العزيز من أكثر الممثلات نجاحاً وتألقاً وتوهجاً وخفة دم وحضور وكاريزما ، ولكنها قدمت عملاً فاشلاً هذا العام ، قصة حب غير منطقية تهرب من زوج عنيف لأحضان زعيم عصابة بلطجي يهين زوجته ، أداءها لم يقنعني ، فهل تجبرني يا هذا على التصفيق لفشلها ؟ . محمد رمضان نجح في أعمال سابقة مثل الأسطورة والبرنس ، أثبت هذا العام أنه لا يستطيع المنافسة حينما يكون يمثل دور النضال والأصول والشهامة ونصرة المظلوم بأداء باهت غير مقنع ، لا سيما وآخر ما نتذكره له قبل العمل فيديو أبو اليسر المقهور من تصرف محمد رمضان ، الذي تسبب له بأزمة مالية وصحية . كاتبة المقال : كاتبة وناقدة اعلامية إماراتية .. صادر لها كتاب « آهات الصمت » عن دار الكتاب الجامعي .. وكتاب « حاول مرة اخري » عن دار همايل .. ورواية « امرأة تحترق » عن دار اوراق مريم الكعبي تكتب عن القطط السمان .. وخونة هذا الزمان