اهم الاخبار
السبت 02 نوفمبر 2024
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

بأقلامهم

مريم الكعبي تكتب : موضة الغوغائيين والهجوم على الإمارات .. تسخين العواطف على نيران قضية فلسطين

موضة الغوغائيين اليوم.. دافع عن الأقصى بالهجوم على الإمارات ، اشحن عاطفتك بالتحريض على الدولة التي وقعت معاهدة سلام مع إسرائيل ، انتفض للأقصى بالانتقاض على الإمارات وسياستها . ‏جحافل الإخوان ، وأصحاب المقولة الشهيرة على القدس رايحين شهداء بالملايين ، ومن ينتهزون فرصة الاعتداء على الأقصى للشحن العاطفي تركوا عنهم ما يحدث هناك منذ سبعين عاماً ، ووجهوا سهامهم نحو الإمارات .

سعاة الشر

‏وليس بجديد ، كل قضية وكل أزمة ، يترك سعاة الشر أسبابها ليخوضوا في سيرة الإمارات وليقحموا اسمها عنوة في كل جملة اسميه أو فعلية تتناسب مع دناءة نفوسهم ، وفساد فكرهم وحقارة مسعاهم في إحداث الفتنة والتحريض على الدولة وتشويه سياساتها . [caption id="attachment_664799" align="aligncenter" width="278"]جرائم حرب.. النواب ينتفض ضد الإنتهاكات الإسرائيلية في القدس الإنتهاكات الإسرائيلية في القدس[/caption] ‏أذكر أصحاب الأحاسيس المرهفة بأن القدس التي يريدون تحريرها منذ سبعين عاماً ، أخذت في طريق تحريرها سقوط سوريا والعراق واليمن ولبنان في يد إيران ؟ ، وأن الملايين من العرب قتلوا أو هجروا وأصبحوا لاجئين بدون مأوى والمزايدة على القضية مستمرة وانهيار الوطن العربي مستمر .

القضية الفلسطينية

‏وكأن مشاعر العرب مسجلة حصرياً باسم القضية ولا يجوز لأي إنهيار عربي في أي مكان أن يأخذ حيزاً من التعاطف ، وكأن من يجرؤ أن يتحدث عن لاجئين أو شهداء آخرين عليه اللعنة من طائفة العرب الذين توقفوا عن الاحساس اذا إذا كانت القضية الفلسطينية هي التي تحرك مقود الإحساس لديهم . ‏جحافل الإخوان واليساريين عادوا من جديد من بوابة القضية الفلسطينية ، لم نسمع لهم همسة والحوثيون يستهدفون السعودية قبلة المسلمين ومهوى أفئدتهم بالطائرات المسيرة ، وكأن الموضوع تم تحريكه ليمارسوا هوايتهم في إرهاب كل من يتحدث عن الموضوع من غير زاويتهم ‏يجب استنهاض الرأي العام العربي ، تسخين العواطف على نيران القضية الفلسطينية ،قتل الوعي كلما استيقظ على حقيقة الانهيار الذي حدث وما زال بالمزايدة على شعار القضية الفلسطينية وتحرير فلسطين ، والجديد في قدور العواطف الملتهبة أن تسخينها يجري على نيران التحريض على الإمارات .

المسرح مفتوح

‏المسرح الكبير مفتوح ، الإعلام يصرخ ، النجوم يتباكون ، المزايدون ينتحبون التعبير صارخ ، هذه المشاعر كانت نائمة عن ما يحدث من مآسي وانهيارات في كل أنحاء الوطن العربي ، إنها مشاعر تصحو فقط لأجل القضية وتعود للنوم من جديد ، والغريب : أن لا شيء يتغير منذ سبعين عاماً . [caption id="attachment_664086" align="aligncenter" width="300"]الاتحاد-الأوروبي-يدعو-إلى-التحرك-بشكل القدس[/caption] ‏وجرياً على العادة ، مع ما يجري في فلسطين ، سنشهد الحديث المعتاد عن الجيوش العربية التي لم تتحرك ، وعن الزعامات العربية التي باعت ، وعن مشاعر الشعوب العربية الملتهبة التي تريد أن تجاهد ولكنها لا تجد الفرصة ، نفس المزايدات ، ما تم إضافته هو التحريض على دولة الإمارات . الإرهاب الفكري المعتاد ، نفس التعبير وبنفس المرادفات ، يا عزيري العربي ، سوريا سقط فيها 500 ألف قتيل و13 مليون مهاجر ، يستحقون قليلاً من تعاطفك وعواطفك ، ليس الكثير ، بل القليل منها فقط ، عزيزي العربي : إيران تسيطر على أربع عواصم عربية ، انظر حولك وستجد بأنها نجحت في هذه المهمة ، بتوظيفها للقضية الفلسطينية والقدس . خدعوك فقالوا عالقدس رايحين شهداء بالملايين ، خدعوك وما زالوا يتحكمون في مشاعرك ويوجهون عواطفك ويبنون رأيك ، لكي لا ترى الانهيار الذي يحدث حولك وأنت تصغي لما يقولون . انهارت جيوش العرب وتفككت ، انهارت الدول العربية تباعاً ، وحينما تحرك التحالف العربي لكي ينقذ ما يمكن إنقاذه ، بدأوا في ضرب التحالف العربي بالتشكيك وإشغالك بنفس الموضوع الذي يشغل الإعلام وشعوب العرب كل مرة القضية ، لا شيء يتغير .

رؤية مختلفة

كل من يمتلك رؤية مختلفة عن الرؤية التي لم تؤدِ إلى حلول منذ سبعين عاماً يتم توجيه السهام إليه وممارسة الإرهاب الفكري ضده ، لكي يصمت ويشعر بأنه مناهض للشعبوية الطاغية التي تستنفر المشاعر بنفس الطريقة والوسائل ، فمن يريدونك أن تحمل قضيتهم وتتبناها ، هم أنفسهم من يمارسون حربهم على دولتك طوال الوقت ، هم من يعايرونك باحتلال جزرك من قبل إيران ، هم أنفسهم من لم يتحدثوا يوماً عن الأحواز التي تحتلها أيضاً إيران . الاحتلال الاسرائيلي يعتقل فلسطينيين بالقدس المحتلة مشكلتك الإمارات ؟ ، هل هو نجاحها أم لأنها من دول التحالف التي تقف أمام مخططاتكم ؟ ، إطلاقكم لتلك المسميات لا يضيرنا في شيء استمروا ، فالقافلة تسير ، والسؤال : هل ما نراه نصرة لفلسطين ؟ ، أم هو تجديد الكراهية لنا ؟ . وإذا كنت تريد أن تنتصر للقضية لماذا تجعل طريقك لنصرتها التطاول والتحريض علينا ؟ ، لماذا نصرة الشعب الفلسطيني طريقها الدائم الطعن في مواقف العرب وفي دول العرب وفي جيوش العرب وفي قيادات العرب ؟ . اقرأ أيضا.. الاتحاد الأوروبي : طرد عائلات فلسطينية من القدس الشرقية مبعث قلق وغير قانوني لماذا نصرة فلسطين يجب أن تمر عبر انهيار الدول العربية ، وعبر الممر الجديد الذي ابتدعتموه بأننا صهاينة ، ونحن دولة قدمت طوال تاريخها الدعم الإنساني والشعبي للقضية وما زالت ، أنتم تنتصرون للقضية ؟ ، أم قضيتكم هي تدمير كل العرب ؟ . فالإمارات وخلال خمسين عاماً خدمت القضية الفلسطينية أكثر مما خدمها مدعي الممانعة والمقاومة أصحاب الحناجر والشعارات ، ممن لا زالوا يطبلون وينهقون ويزايدون .

كاتبة المقال : كاتبة وناقدة اعلامية إماراتية .. صادر لها كتاب « آهات الصمت » عن دار الكتاب الجامعي .. وكتاب « حاول مرة اخري » عن دار همايل .. ورواية « امرأة تحترق » عن دار اوراق

ﺗﻔﻀﻴﻼﺕ اﻟﻘﺮاء