بأقلامهم
مريم الكعبي تكتب : موضة الغوغائيين والهجوم على الإمارات .. تسخين العواطف على نيران قضية فلسطين
موضة الغوغائيين اليوم.. دافع عن الأقصى بالهجوم على الإمارات ، اشحن عاطفتك بالتحريض على الدولة التي وقعت معاهدة سلام مع إسرائيل ، انتفض للأقصى بالانتقاض على الإمارات وسياستها . جحافل الإخوان ، وأصحاب المقولة الشهيرة على القدس رايحين شهداء بالملايين ، ومن ينتهزون فرصة الاعتداء على الأقصى للشحن العاطفي تركوا عنهم ما يحدث هناك منذ سبعين عاماً ، ووجهوا سهامهم نحو الإمارات .
سعاة الشر
وليس بجديد ، كل قضية وكل أزمة ، يترك سعاة الشر أسبابها ليخوضوا في سيرة الإمارات وليقحموا اسمها عنوة في كل جملة اسميه أو فعلية تتناسب مع دناءة نفوسهم ، وفساد فكرهم وحقارة مسعاهم في إحداث الفتنة والتحريض على الدولة وتشويه سياساتها . [caption id="attachment_664799" align="aligncenter" width="278"] الإنتهاكات الإسرائيلية في القدس[/caption] أذكر أصحاب الأحاسيس المرهفة بأن القدس التي يريدون تحريرها منذ سبعين عاماً ، أخذت في طريق تحريرها سقوط سوريا والعراق واليمن ولبنان في يد إيران ؟ ، وأن الملايين من العرب قتلوا أو هجروا وأصبحوا لاجئين بدون مأوى والمزايدة على القضية مستمرة وانهيار الوطن العربي مستمر .القضية الفلسطينية
وكأن مشاعر العرب مسجلة حصرياً باسم القضية ولا يجوز لأي إنهيار عربي في أي مكان أن يأخذ حيزاً من التعاطف ، وكأن من يجرؤ أن يتحدث عن لاجئين أو شهداء آخرين عليه اللعنة من طائفة العرب الذين توقفوا عن الاحساس اذا إذا كانت القضية الفلسطينية هي التي تحرك مقود الإحساس لديهم . جحافل الإخوان واليساريين عادوا من جديد من بوابة القضية الفلسطينية ، لم نسمع لهم همسة والحوثيون يستهدفون السعودية قبلة المسلمين ومهوى أفئدتهم بالطائرات المسيرة ، وكأن الموضوع تم تحريكه ليمارسوا هوايتهم في إرهاب كل من يتحدث عن الموضوع من غير زاويتهم يجب استنهاض الرأي العام العربي ، تسخين العواطف على نيران القضية الفلسطينية ،قتل الوعي كلما استيقظ على حقيقة الانهيار الذي حدث وما زال بالمزايدة على شعار القضية الفلسطينية وتحرير فلسطين ، والجديد في قدور العواطف الملتهبة أن تسخينها يجري على نيران التحريض على الإمارات .المسرح مفتوح
المسرح الكبير مفتوح ، الإعلام يصرخ ، النجوم يتباكون ، المزايدون ينتحبون التعبير صارخ ، هذه المشاعر كانت نائمة عن ما يحدث من مآسي وانهيارات في كل أنحاء الوطن العربي ، إنها مشاعر تصحو فقط لأجل القضية وتعود للنوم من جديد ، والغريب : أن لا شيء يتغير منذ سبعين عاماً . [caption id="attachment_664086" align="aligncenter" width="300"] القدس[/caption] وجرياً على العادة ، مع ما يجري في فلسطين ، سنشهد الحديث المعتاد عن الجيوش العربية التي لم تتحرك ، وعن الزعامات العربية التي باعت ، وعن مشاعر الشعوب العربية الملتهبة التي تريد أن تجاهد ولكنها لا تجد الفرصة ، نفس المزايدات ، ما تم إضافته هو التحريض على دولة الإمارات . الإرهاب الفكري المعتاد ، نفس التعبير وبنفس المرادفات ، يا عزيري العربي ، سوريا سقط فيها 500 ألف قتيل و13 مليون مهاجر ، يستحقون قليلاً من تعاطفك وعواطفك ، ليس الكثير ، بل القليل منها فقط ، عزيزي العربي : إيران تسيطر على أربع عواصم عربية ، انظر حولك وستجد بأنها نجحت في هذه المهمة ، بتوظيفها للقضية الفلسطينية والقدس . خدعوك فقالوا عالقدس رايحين شهداء بالملايين ، خدعوك وما زالوا يتحكمون في مشاعرك ويوجهون عواطفك ويبنون رأيك ، لكي لا ترى الانهيار الذي يحدث حولك وأنت تصغي لما يقولون . انهارت جيوش العرب وتفككت ، انهارت الدول العربية تباعاً ، وحينما تحرك التحالف العربي لكي ينقذ ما يمكن إنقاذه ، بدأوا في ضرب التحالف العربي بالتشكيك وإشغالك بنفس الموضوع الذي يشغل الإعلام وشعوب العرب كل مرة القضية ، لا شيء يتغير .رؤية مختلفة
كل من يمتلك رؤية مختلفة عن الرؤية التي لم تؤدِ إلى حلول منذ سبعين عاماً يتم توجيه السهام إليه وممارسة الإرهاب الفكري ضده ، لكي يصمت ويشعر بأنه مناهض للشعبوية الطاغية التي تستنفر المشاعر بنفس الطريقة والوسائل ، فمن يريدونك أن تحمل قضيتهم وتتبناها ، هم أنفسهم من يمارسون حربهم على دولتك طوال الوقت ، هم من يعايرونك باحتلال جزرك من قبل إيران ، هم أنفسهم من لم يتحدثوا يوماً عن الأحواز التي تحتلها أيضاً إيران . مشكلتك الإمارات ؟ ، هل هو نجاحها أم لأنها من دول التحالف التي تقف أمام مخططاتكم ؟ ، إطلاقكم لتلك المسميات لا يضيرنا في شيء استمروا ، فالقافلة تسير ، والسؤال : هل ما نراه نصرة لفلسطين ؟ ، أم هو تجديد الكراهية لنا ؟ . وإذا كنت تريد أن تنتصر للقضية لماذا تجعل طريقك لنصرتها التطاول والتحريض علينا ؟ ، لماذا نصرة الشعب الفلسطيني طريقها الدائم الطعن في مواقف العرب وفي دول العرب وفي جيوش العرب وفي قيادات العرب ؟ . اقرأ أيضا.. الاتحاد الأوروبي : طرد عائلات فلسطينية من القدس الشرقية مبعث قلق وغير قانوني لماذا نصرة فلسطين يجب أن تمر عبر انهيار الدول العربية ، وعبر الممر الجديد الذي ابتدعتموه بأننا صهاينة ، ونحن دولة قدمت طوال تاريخها الدعم الإنساني والشعبي للقضية وما زالت ، أنتم تنتصرون للقضية ؟ ، أم قضيتكم هي تدمير كل العرب ؟ . فالإمارات وخلال خمسين عاماً خدمت القضية الفلسطينية أكثر مما خدمها مدعي الممانعة والمقاومة أصحاب الحناجر والشعارات ، ممن لا زالوا يطبلون وينهقون ويزايدون .كاتبة المقال : كاتبة وناقدة اعلامية إماراتية .. صادر لها كتاب « آهات الصمت » عن دار الكتاب الجامعي .. وكتاب « حاول مرة اخري » عن دار همايل .. ورواية « امرأة تحترق » عن دار اوراق