اهم الاخبار
الإثنين 23 ديسمبر 2024
#الجمهوريةـالجديدة
رئيس التحرير
خالد العوامي

توك شو

منطقة الساحل الإفريقي تتصدر الأحداث بسبب أزمات تشاد

عادت منطقة الساحل الإفريقي إلى واجهة الأحداث من جديد، من خلال أعمال عدوانية وتنشيط خلايا الإرهاب المتربصة بالمنطقة، وتجدر الإشارة إلى أن مساحة منطقة الساحل الإفريقي تقدَّر بأكثر من عشرة ملايين كيلومتر مربع، 64% من هذه المساحة عبارة عن صحراء جرداء، والـ30% الباقية صالحة للزراعة، ويسكن الإقليم نحو 100 مليون أفريقي موزعين على قبائل وأعراق متعددة وبلغات مختلفة، أهمها الفرنسية والعربية والأمازيغية والحسانية، ولهجات أفريقية محلية كثيرة، متوزعين على عدة دول متجاورة، تشترك في الحدود الشاسعة فيما بينها. وحذر نائب وزير خارجية تشاد، عمر بن داود، مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، من أن مرتزقة ومقاتلين أجانب من ليبيا يعبرون إلى منطقة الساحل، ويهدّدون بزعزعة الأمن، من خلال إغراق المنطقة في أعمال عنف يصعب السيطرة عليها. وقال بن داود: "تدهور الوضع في منطقة الساحل سيضرّ بأفريقيا ككل، ويمكن أن يحوّل القارة إلى ساحة مواجهات وقاعدة للإرهاب الدولي". وأضاف: "توغل المرتزقة من ليبيا إلى تشاد أدى إلى وفاة الرئيس التشادي إدريس ديبي، الشهر الماضي، وهذا مثال واضح لما يمكن أن يحدث في جميع أنحاء منطقة الساحل؛ إذا لم يتخذ المجتمع الدولي الإجراءات المناسبة." وتُفيد المصادر بأن هناك أكثر من 400 شخص قتلوا في هجمات في بوركينا فاسو ومالي والنيجر منذ مارس، وتحدثت عن تكثيف خلايا داعش الارهابية النائمة نشاطها في الجنوب الليبي، وتعزيز تواجدها وإتصالها بالجماعات الإرهابية المجاورة والمبايعة لها كجماعة بوكوحرام في نيجيريا، لإستخدام مقاتليها في مخططاتها الإجرامية. وما يؤكد هذا الأمر هو خطف مسلحي بوكو حرام مئات الأطفال القصّر منذ أيام في منطقة كانكرا شمال غرب نيجيريا لحساب داعش في عملية إرهابية، حيث أكدت بوكو حرام في مقطع مصور أنها تحتجز 520 تلميذاً. ويُشير الخبراء في الشأن الإفريقي أن متزعم تجارة المخدرات والبشر في ليبيا هو الإرهابي أسامة الجويلي، صاحب أكبر مليشيات طرابلس حجماً وقوة، والمهرب الأول للمرتزقة السوريين الى ليبيا ويد تركيا اليُمنى في المنطقة  والحديث يطول عن ممارساته في مناطق الغرب الليبي، وتعاونه مع تنظيم داعش الإرهابي في الجنوب الليبي، ويشددون على أن دوره في الأحداث الأخيرة التي تشهدها المنطقة كبير جداً نظراً للسلطة التي يتمتع بها. ويرجح الخبراء أن مسار الاستقرار السياسي الذي تسير اليه ليبيا بقيادة حكومة الوحدة الوطنية المشكلة حديثاً، بعد اتفاق سياسي جرى في ملتقى الحوار الوطني في جنيف السويسرية، مهدد بالزوال، لِما تشهده المنطقة من أحداث إرهابية ولعدم قدرة هذه الحكومة السيطرة على الميليشيات في طرابلس وخصوصاً عزل شخصيات كالجويلي عن المشهد السياسي في ليبيا. ولعل الأطراف الدولية المتربصة بمنطقة الساحل الإفريقي وثرواتها الهائلة إذ تعزز الفوضى من خلال دعمها المباشر وغير مباشر لجماعات إرهابية ومتمردة في تشاد وليبيا والسودان ونيجيريا. يُذكر أيضاً أنه تم مد ليبيا بالمرتزقة التشاديين أثناء الهجوم على طرابلس في عملية الكرامة التي لم تحقق أهدافها ومازات تدعمهم مادياً بعد أن استقروا في ليبيا، في مناطق الجنوب الليبي المتقاطعة مع مناطق داعش، حيث أن معظمهم ينتمون الى "جبهة التغيير والوفاق في تشاد" المتهمة بإحداث الفوضى في تشاد وإغتيال الرئيس التشادي إدريس ديبي، وهم يمارسون مع نظرائهم المرتزقة السودانيين والسوريين والمليشيات الطرابلسية جميع أنواع الجرائم من تهريب للمخدرات والبشر والدعارة والارهاب، الى جانب نظرائهم من الجماعات الإفريقية الأخرى. اقرأ أيضا.. المعارضة التشادية تعترف بسلطة المجلس العسكري